فى حلقة جديدة للأزمة المتفاقمة التى تشهدها زيمبابوى منذ أيام، تجاهل الرئيس المحاصر روبرت موجابى المهلة الزمنية التى حددها الحزب الحاكم له للتنحى أو العزل، بعدما أطاح به حزب "زانو بى إف" الحاكم من رئاسته وعين نائبه السابق إيمرسون منانجاجوا زعيما جديدا له. وأمهل موجابى أمس الأحد، مهلة للاستقالة قبل ظهر اليوم الإثنين، وإلا سيتم عزله.
كان موجابى، قد ألقى خطابا تلفزيوينا وهو محاط بقادة الجيش، تحدى فيه التوقعات باستقالته فى ظل الأزمة السياسية الطاحنة التى تشهدها البلاد، والتى بدأت بإقالة موجابى لنائبه منانجاجوا تمهيدا لخلافة زوجته جريس موجابى من بعده، وتحرك الجيش للسيطرة على البلاد الأسبوع الماضى.
موجابى فى خطابه الأخير
وقالت شبكة "سى إن إن"، إنه لم يصدر بيان عام من موجابى بعد انتهاء المهلة الزمنية فى الوقت الذى تزداد فيه التكهنات بشأن خطوته القادمة. وكانت الشبكة الأمريكية قد نقلت عن مصادر مطلعة على المفاوضات بشان أقدم رؤساء العالم أن موجابى وافق على شروط خروجه وأنه يجرى صياغة الخطاب الذى سيعلن فيه تنحيه، وهو ما لم يحدث.
فيما أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن الزيمبابويين شاهدوا غير مصدقين موجابى الذين اعتقدوا أنه سيستقيل، لكنه ألقى خطابا يوضح أنه ليس لدى خطة للتخلى عن الحكم. وأشارت الصحيفة إلى أن موجابى، وفى أقل من أسبوع، نجا من سيطرة الجيش ومن أكبر احتجاجات فى تاريخ البلاد وأكد قدرته على تجاوز المد السياسى.
وتقول واشنطن بوست إن معارضى موجابى يحاولون استشكاف كيفية الإطاحة به. ففى حين صوت الحزب الحاكم لعزله من قيادة الحزب، لكنه لا يملك تأثيرا على وضعه كرئيس، ويسيطر قادة الحزب فقط على صفوفهم وليس على تشكيل الحكومة.
ورجحت "واشنطن بوست"، أن تكون الخطوة المقبلة المضى فى إجراءات العزل فى البرلمان، مشيرة إلى أن الأمر قد يستغرق أسابيع، وفقا لخبراء القانون فى البلاد، مما يعنى فراغا فى السلطة.
جيش زيمبابوى يواصل انتشاره فى الميادين الحيوية
من جانبها، ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن قائد المحاربين القدامى فى زيمبابوى قد أعلن أنه سيبدأ فى إجراءات قانونية فى المحكمة العليا بالبلاد للإطاحة بموجابى. وقال كريس موتسفانجوا إن التحرك للقضاء سيدفع بأن سيطرة الجيش فى البلاد كانت قانونية لأن موجابى قد ترك أداء واجباته. ودعا قادة جنوب أفريقيا إلى المساعدة فى الإطاحة بموجابى البالغ من العمر 93 عاما من السلطة.
من ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية، إن موجابى فقد دعم شعبه، ودعت إلى حل سريع وسلمى للموقف السياسى هناك.
وفى أول تعليق للحكومة البريطانية على تطورات الأوضاع فى البلد الأفريقى، قالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية "لا نعرف بعد كيف ستسير التطورات فى زيمبابوى، لكن ما يبدو واضحا هو أن موجابى خسر تأييد شعبه وحزبه".
موجابى وزوجته
كان موجابى قد وضع قيد الإقامة الجبرية بعد ساعات من سيطرة الجيش على الأمور يوم الثلاثاء الماضى مع إصرار قادته على أنهم لا يشنون انقلابا. وشهدت زيمبابوى بعدها مظاهرات حاشدة وبدا ان الأمور تنتهى باستقالة موجابى، لكنه لم يفعل، وتحدث فى خطابه عن التحديات الاقتصادية التى تواجه البلاد واستياء من بعض الإجراءات الخاصة بحزبه.