مفاجأة كبيرة فجرها الخبر الذى نشره موقع blouinartinfo والتى نشرها اليوم السابع أمس، حيث أكد الموقع الإنجليزى أن معرض السريالية المصرية المقام الآن بلندن برعاية قطرية، من أحد أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر وهو الشيخ حسن بن محمد بن على آل ثانى، وما يطرح السؤال: ما هو شكل هذه الرعاية؟ وكيف تمت؟ وهل ورطت قطر مصر فى الاشتراك فى معرض ترعاه؟
قبل أى شىء لابد أن نشير هناك إلى أن هذا المعرض يختلف عن المعرض الذى أقيم فى القاهرة بقصر الفنون برعاية من مؤسسة الشارقة للفنون والثقافة، فهذا المعرض أقيم بالتزامن مع معرض (القاهرة – الشارقة) أولا فى مركز بومبيدو بفرنسا، ثم تنقل من إلى متحف الملكة صوفيا المركزى الوطنى للفنون فى مدريد فى الفترة من 14 فبراير إلى 28 مايو 2017، ثم إلى كونست ساملونج نورداين فستفالن بدوسلدروف بألمانيا من 15 يوليو إلى 15 أكتوبر، وكانت محطته الأخيرة فى متحف التيت ليفربول بلندن فى الفترة من 10 نوفمبر حتى 11 مارس 2018، بالمملكة المتحدة.
ونعود إلى الخدعة القطرية التى وقعت وزارة الثقافة فيها ويحتمل أن تكون قد ورطت مصر فيها، فالمعرض المقام الآن فى لندن هو حلقة من سلسلة معارض سابقة أشرنا إليها، وفي المعرض الأول الذي أقيم بباريس استعار مركز بومبيدو خمس لوحات من مصر، ولم تظهر قطر فى الواجهة أبدًا برغم تأكيد الكثير من المثقفين على أن هذا المعرض يدار من الدوحة عن طريق القوميسير العام له "سام بردويل" لكن وزارة الثقافة على ما يبدو لم تلتفت لهذه الأقاويل، ووقعت بروتوكولاً مع إدارة المعرض الذي أقيم بالفعل خلال شهر يناير الماضى.
ولهذا توجهنا بسؤال إلى الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، عن مشاركة مصر فى المعرض وقال إن وزارة الثقافة المتمثلة فى قطاع الفنون التشكيلية شاركت ووقعت بروتوكول تعاون مع وزارة الثقافة الفرنسية وأيضًا مع مديرى بومبيدو لعرض 5 لوحات للفنان راتب صدقى فى باريس خلال يناير ولمدة 3 شهور فقط.
وأكد خالد سرور، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه بعد عرض لوحات راتب صدقى رجعت إلى القطاع بعد الانتهاء من عرضها فى معرض بومبيدو، مضيفًا أن القطاع لا يتعامل مع أفراد أو مؤسسات راعية إنما يتعامل مع جهات رسمية منظمة.
وتابع خالد سرور، أنه لا يعمل فى بداية مشاركة مصر فى بومبيدو 2017، أن المعرض تحت الرعاية القطرية على الرغم أن فى ذلك التوقيت كانت العلاقات بين البلدين جيدة.
ويشار إلى أن الروائية مى التلمسانى، سبق وأثارت الكثير من الجدل بعدما نشرت على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تعليقًا جاء فيه "أن هناك ثلاثة لوحات مشتبه فيها منسوبة لكامل التلمسانى"، وجاء ذلك عقب افتتاح معرض السرياليين المصريين، فى متحف بومبيدو بفرنسا.
وأوضحت "التلمسانى"، عبر صفحتها، "رغم الجهد الكبير المبذول فى معرض بومبيدو عن السيرياليين المصريين، لوحات مشتبه فيها لكامل التلمسانى تعاود الظهور فى المعرض وفى الكتاب المصاحب له من تأليف سام بردويل
وتابعت: "التقيت سام فى المعرض وتناقشنا، لم يقنعنى منطق ولم لا تكون اللوحات فعلا لكامل التلمسانى؟! وهو المنطق الوحيد الذى استخدمه للدفاع عن اللوحات المشتبه فيها.. ما يضطرنى للكتابة من جديد لحماية تراث التلمسانى من التشويه.. وردة فى يد امرأة بلا عينين وكأن الفنان فقد القدرة فجأة على رسم الألم الإنسانى وقرر أن يرسم لوحة لصالون أحد رعاة الفن الجدد فى عالمنا العربى رسم بالألوان يشوه الأصل المعروف بالحبر، ويكشف عن جهل تام بخطوط التلمسانى وقدرته الهائلة على نقل حالات السخط والتربص والوحدة فى رسومه بالأبيض والأسود، مهزلة بكل المقاييس، والمقال الجديد فى طريقه للنشر، أتوقع أن تتصدر بعض الأقلام للدفاع عن احتمالية أن تكون اللوحات فعلا لكامل التلمسانى بمنطق "ولم لا"، ولكن لو لم يكن لدى المدافعين حجة فنية حقيقية ومرجعية علمية يستندوا عليها، فالأجدر بهم أن ينادوا بسحب اللوحات من المعرض أو فليصمتوا".
ومن جانبه، قال وليد عبد الخالق، صاحب جاليرى المسار، المشارك ببعض اللوحات الفنية عن السرياليين المصريين لكل من حسين يوسف أمين، ألكسندر صاروخان، سالم الحبشى ومحمود خليل، إن معرض بومبيدو عن السرياليين المصريين محقق إقبالاً كثيفًا يفوق كل التوقعات، حيث يصاحب المعرض كتالوج ضخم أصدرته دار نشر فى إيطاليا، مترجم لخمس لغات منها اللغة العربية.
وأوضح "عبد الخالق"، فى تصريحات سابقة لـ "اليوم السابع"، أن المعرض يمثل شرفا كبيرا لمصر، وما قالته الروائية مى التلمسانى عن تشويه لوحات الفن كامل التسلمانى أو تقليدها دون استناد على حقيقة منطقية، عبر صفحتها الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يخص سمعة مصر أمام العالم.
وأكد "عبد الخالق"، أن هناك جهات مختصة قامت بالتأكد من أصل اللوحات الخاصة بجاليرى المسار قبل عرضها فى المتحف من خلال أجهزة فحص اللوحات المتخصصه، مضيفًا أن مثلما فعل ذلك مع جاليرى المسار فمن المؤكد فعل ذلك مع باقى اللوحات المعروضة بالمتحف.
وتابع "عبد الخالق"، أن المعرض يحتوى على 130 عملاً فنياً مهمًا للعديد من الفنانين المصريين من جماعتى الفن والحرية والفن المعاصر والفنان الكسندر صاروخان، الذى يتم عرض أعماله عن الحرب العالمية الثانية، كما يحتوى المعرض على العديد من الكتب والكتالوجات الفنية التى تم إنتاجها ما بين عامى 1938 و1948، بالإضافة لـ4 أفلام تسجيلية تاريخية من نفس الفترة الزمنية عن الفن والحرب و هم من مقتنيات الكاتب الراحل جورج حنين مؤسس جماعة الفن و الحرية.
جدير بالذكر، أن معرض السريالية المصرية المقام فى لندن، يضم أكثر من 100 لوحة فنية، وصور، ورسومات، ووثائق من أرشيفاتهم وأفلامهم، والتى تعرض لأول مرة على شعب المملكة المتحدة.
وجماعة الفن والحرية تأسست فى عام 1938، وجاءت الحركة السريالية المصرية وحملت عنوان "يحيا الفن المنحط"، وتراجع عمل الجماعة الفنية بسبب الحرب العالمية الثانية والحكم الاستعمارى لبريطانيا على مصر، وتم الاهتمام بالمرأة ورصد ما توجه من عناء عام 1942 على يد كامل التلمسانى، تم إنشاء الأفكار والحرية فى منظور عالمى، على يد رمسيس يونان، أحد الشخصيات المركزية للمجموعة، الذى أكد خلق "الواقعية الذاتية" التى تستخدم العالمية المعاصرة الفنية والفن الأدبى مدفوعا اللاوعى.
كما أن المعرض أيضًا التصوير الفوتوغرافى من قبل إيدا كار ولى ميلر، جنبًا إلى جنب مع أعمال جورج حنين، عضو مؤسس للفن والحرية وألبرت كوزرى.
لوحة رمسيس يونان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة