طريق "المنصورة - بنها" يعد من أهم الطرق بمحافظة الدقهلية، حيث إنه الشريان الوحيد الموصل لمدينة القاهرة، والذى يربط بين محافظة الدقهلية، الأكبر ارتفاعا وتكدسا بالسكان بعد القاهرة، وبين العاصمة، وتزداد أهميته إذ يربط بين محافظة دمياط أيضا، وبين القاهرة، ففى حال سلكت الطريق الزراعى من دمياط إلى القاهرة، فأنت لا محالة تمر بالمنصورة، ومنها إلى بنها، ثم إلى القاهرة.
الطريق يبلغ طوله، 75 كيلو متر تقريبا، ويقع عليها من المنصورة حتى بنها 3 مراكز بقراها، بداية بمركز المنصورة، ثم مركز أجا، ثم مركز ميت غمر.
النتوء فى الطريق
طرق محافظة الدقهلية، من أكثر الطرق تهالكا وخطورة، بسبب القصور فى البنى التحتية، والذى بدأ منذ عشرات السنوات الماضية، فيما يتعلق بصيانة الطريق الدائرى الرابط بين مدنها ومراكزها المختلفة، حيث تركت تلك الطرق لسنوات دون صيانة أو متابعة، حتى زادت التعديات عليها من قبل المواطنين بالبناء، مما أدى لضيف مساحة تلك الطرق، وإنتشار المطبات العشوائية التى يقيمها المواطنون، وأيضا تهالك الطبقة الأسفلتية بسبب سوء الاستخدام والصيانة، وهذا حال طريق المنصورة بنها باعتباره أحد طرق المحافظة.
يسلك هذا الطريق، ما يزيد عن مليون شخص يوميا، ذهابا وإيابا من وإلى القاهرة، مرورا بميت غمر، وأجا، وكفر شكر، ومحافظة القليوبية، خاصة الطلاب الذين يتوجهون للجامعات.
وشهد الطريق خلال شهر ديسمبر الماضي، أكثر من 9 حوادث، حيث أن الطريق الممتد بطيلة 75 كيلو متر، من المنصورة حتى بنها، به ما يزيد عن 60 مطبا، أمام كل قرية أكثر من 3 مطبات، بالإضافة إلى بعض الحفر الصغيرة، والتى تتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث، بسبب محاولة السائقين تفاديها حينما تظهر أمامهم بشكل مفاجئ.
بعض أعمال التطوير
وتم كشط الطريق بكساحات تمهيدا لإعادة رصفة، منذ ما يزيد عن عامين، ولم يتم رصفه حتى الآن، وتمت تعرية الطريق من الطبقة الأسفلتية العليا الناعمة، وتخشينه وكشطه وذلك لرصفه من جديد الأمر الذى لم يحدث منذ عامين أو يزيد، ويعانى المسافرون من خلاله من هذه الصعوبات بشكل يومى، ويكثر الضغط على هذا الطريق، خاصة فى أثناء الدراسة حيث يسافر عليه يوميا آلاف الطلاب من قراهم إلى قرى مجاورة لمدارسهم، أو لمحافظات أخرى للجامعات، كجامعة المنصورة، والقاهرة، وعين شمس، وطنطا، والذى يلجأ إليها طلاب محافظات الدقهلية، والقاهرة والقليوبية والغربية.
ومع أهمية ذلك الطريق، اتخذت محافظة الدقهلية، خطوات واسعة لسرعة النهوض بع وتحديثه، خاصة فى ظل توجه الدولة للارتقاء بالطرق، وصيانتها، لتسهيل الحركة، ودفع عجلة الإستثمار للأمام، والتخلص من كل معوقات النهوض، خاصة داخل محافظات الدلتا، وبالفعل بدأت صيانة الطريق.
هبوط أرضي سابق بالطريق
ويقول الدكتور أحمد الشعراوى، محافظ الدقهلية، فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، إن الخطوة الأولى فى تطوير الطريق، بدأت أثناء زيارة وزير النقل السابق للدقهلية، والذى عبر عن استيائه من سوء حالة طريق المنصورة بنها الزراعى، خلال توجهه من القاهرة إلى المنصورة فى زيارة تفقدية.
ونزل الوزير، من سيارته وتفقد عدة مناطق على الطريق، وأكد سوء حالته وعدم وجود إرشادات أو شارات عليه، بالاضافة لوجود العديد من المطبات غير القانونية التى تعرقل حركة السير على الطريق، والخطة الجارية الآن، هى تنفيذ ما تم التخطيط إليه، لإنشاء 6 كبارى علوية جديدة على الطريق بتكلفة 300 مليون جنيه لحل الاختناقات المرروية على الطريق، خاصة فى المناطق أمام كفر شكر وقرية أسنيت وصهرجت الصغرى والكبرى بمحافظة الدقهلية.
محافظ الدقهلية خلال اجتماعه ببعض الشركات المنفذة
وأضاف الشعراوى: سيتم تطوير الطريق على 4 مراحل بتكلفة 350 مليون جنيه حيث قد بدأت المرحلة من بنها إلى كفر شكر بطول 20 كيلو، وتنفذ هذه المراحل، شركات من الشركات المتخصصة أعمال رصف الطرق، لسرعة الإنجاز والتنفيذ، القطاع الأول تنفذه شركة الطرق والكبارى بطول 18 كم، وبتكلفة إجمالية قدرها 72 مليون جنيه، والقطاع الثانى تنفذه شركة إنشاء الطرق بطول 20 كم بتكلفة إجمالية قدرها 80 مليون جنيه، بينما القطاع الثالث تنفذه شركة الطرق الصحراوية بطول 20 كم وبتكلفة إجمالية قدرها 80 مليون جنيه، أما القطاع الرابع فتنفذه شركة الإنشاء والرصف بطول 15 كم بتكلفة إجمالية قدرها 73 مليون جنيه.
وتابع "الشعراوى": وتشمل عملية رفع كفاءة الطريق، صيانة وإعادة رصف الطريق الحالى وإنشاء طبقات رصف جديدة مع تنفيذ رصف خرسانى أمام الكتل السكنية وجميع أعمال التأمين والسلامة من إنشاء وتطوير دورانات للخلف وإنشاء الحواجز الخرسانية بالجزيرة الوسطى والأجناب، والمشروع سيخدم حركة انتقال الأفراد ونقل البضائع بين محافظات الدلتا ويربط العديد من المراكز والمدن الواقعة بين محافظات الدلتا، وسيجعل الدقهلية محور استراتيجى فى العمل والتجارة.
بينما يشكوا العديد من الطلاب، من تأخر تنفيذ المشروع، خاصة وأن الطريق استراتيجى فى فترة الدراسة، إذ ينتقل عليه طلاب القرى، للذهاب للمدارس، حيث أن العديد من القرى لا يوجد بها مدارس ثانوى عام مثلا، أو مدارس فنية، فينتقل الطلاب بين القرى مستخدمين للطريق، ثم يسلك الطريق طلاب جامعة المنصورة، من مركز ميت غمر، وكافة مراكزها، وأيضا طلاب بعض المراكز بمحافظة الغربية، مثل زفتى، وبعض قرى محافظة الشرقية، يسلكون الطريق ذهابا لجامعة المنصورة.
ثم يقصد الطريق الآلاف من طلاب الأزهر، متوجهين إلى كليات جامعة الأزهر المقامة فى قرية تفهنا الأشراف، إذ ينتقل آلاف الطلاب يوميا ذهابا وإيابا للكليات.
ويقول أحمد السيد شرف، طالب بكلية التربية جامعة المنصورة، أنا من سكان قرية طنامل، واستهلك وقت كبير جدا حتى أذهب للكلية علما أن الطريق يبلغ طوله من قريتى إلى الجامعة 35 كيلو ومع ذلك أنا أضيع ساعة وأكثر ذهابا، وساعة إيابا، لإن الطريق مزدحم وضيق، ومطباته كثيرة، والحفر به كثيرة والسائقون يرفعون الأجرة عشوائيا بسبب سوء حال الطريق.
ويقول عماد رامى عبد الحفيظ، طالب بكلية التربية جامعة المنصورة، إن الطريق فى حاجة للسرعة وإنجاز الأعمال به، نحن لمسنا بعض التغيرات به، ولكن التغير البطئ سئ، لأن ما تم إنجازه يستهلك سريعا أيضا، لابد أن يستكمل الطريق بشكل سريع، لأنه سيكون إنعاش لملايين المواطنين الذين يسيرون عليه يوميا.
طريق المنصورة الجديدة المتهالك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة