أجرى فريق بحثى ألمانى دراسة حديثة حول قطع ذهبية ضمن مقتنيات توت عنخ آمون، تتميز بأنها ذات أصل سورى، مما يطرح سؤالا حول كيف وصلت هذه الآثار لمقتنيات الملك الذهبى؟
من جانبه قال الدكتور أيمن العشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إن كل ما يتواجد بمقبرة الملك توت عنخ آمون يخص الملك.
وأوضح أيمن العشماوى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه إذا صدقت هذه الدراسة بأن القطع الذهبية مصممة على الطريقة السورية فهذا يعنى أن هذه القطع تمثل هدايا أو جزية مدفوعة للملك توت عنخ آمون.
وأكد العشماوى، أن هناك العديد من الكنوز التى صممت على الطريقة الآسيوية كما تتواجد مختلف الكتابات المسمارية على بعض المقابر الفرعونية، إضافة إلى بعض الأوانى الفخارية الآسيوية، وليس معنى هذا أن هذه القطع لا يملكها الملك.
ومن جانبه، قال بسام الشماع، عالم المصريات، إن التأثير الفنى والأسطورى الآسيوى ظهر مع فن الحضارة المصرية القديمة الذى ظهر فى بداية توحيد القطرين وكان له تأثير منذ بداية الأسرة الأولى.
وأوضح بسام الشماع، أن التأثير متواجد فى لوحة نارمر، فاللوحة تجسد حيوانين أسطوريين برأس وجسد فهد ورقبه ثعبان، مضيفا أن الإلهة حتحور "ربة الجمال" يوجد لها تماثيل لها فى لبنان، إضافة إلى أن هناك لوحة تحمل اسم تحتمس الثالث متواجدة بجوار المسجد الأقصى اكتشف فى عام 2016، وهذا دليل واضح على تأثر وتأثير الحضارة المصرية فى هذه المنطقة.
وتابع بسام الشماع، أن القطع الذهبية التى تم إجراء الدراسة عليها منقوش عليها رسومات عبارة عن كلب يصطاد غزالة كنوع من أنواع الصيد، هذا المشهد متكرر جدا فى مقابر الحضارة المصرية، أما الرسمة المنقوشة عليها طائر جارح يمد منقاره ليصطاد فريسته فهى من المشاهد الغريبة على الحضارة المصرية.
وأكد بسام الشماع، أن وجود قطع ذهبية مصنوعة على الطريقة السورية فى مقبرة توت عنخ آمون ليس دليلا على أن بقية الآثار المتواجدة فى المقبرة آسيوية، إضافة إلى أنه من الممكن أن تكون هذه القطع الذهبية مصنوعة بأيدى مصرية أو بأيدى أجنبية فى مصر، مضيفا أنه من الصعب أن تنقل القطع الذهبية من سوريا إلى مصر.
وتساءل بسام الشماع، عن هذه القطع الذهبية التى كانت موجودة فى المخازن قرابة 100 عام فى المتحف المصرى لا يعرف علماء الآثار والتاريخ شيئا عنها.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ المصريات، بجامعة القاهرة، إن الرسومات المنقوشة على القطع الذهبية تعبر عن هيئات غير مصرية بالمرة لكنها تميل إلى السورية.
وأوضح بدران، أن هذه القطع يرجح بأنها قدمت للملك توت عنخ آمون كنوع من الهدايا، ولهذا تم نقلها من سوريا إلى مصر، أو من الممكن تم تصنيعها فى مصر بأيدى سورية.
القطع الذهبية فى مقبرة توت عنخ-أمون