رغم مرور سنوات طويلة على وفاة كوكب الشرق أم كلثوم، حيث رحلت فى 1976 إلا أنها تظل هوسا للكثير من شعوب العالم، فمع مرور الزمان يزداد بريق شهرتها، وتظل أيقونة يصعب منافستها أو الاقتراب منها.
وبعد 42 سنة على رحيل "كوكب الشرق" أم كلثوم، لا تزال حياة تلك الأيقونة، التى وحدت العرب بصوتها تثير اهتمام أجيال عربية وأجنبية ناشئة ولا تزال مسيرتها تدهش المبدعين والمؤرخين والمحللين السياسيين وصناع السينما.
كوكب الشرق أم كلثوم
ومؤخرا أقدم المخرج الفرنسى كزافييه فيلتار على عرض فيلمه "أم كلثوم.. صوت القاهرة"، يوم الأحد الماضى، ضمن مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية.
وامتلأت قاعة سينما "ميتروبوليس" فى الأشرفية بشرق بيروت، بمشاهدين يعرفون أم كلثوم عن كثب، ويحفظون أغانيها، كباراً وصغاراً، من اللبنانيين والأجانب، فكانت "الهرم الرابع" بصوتها وشخصيتها معا كما يقول المخرج.
وبدأ الفيلم المبنى على مواد أرشيفية ومقابلات، باستعراض حياة فاطمة البلتاجى منذ ولادتها فى قرية طماى الزهايرة، حيث كانت تغنى الأناشيد الدينية، ثم يعدد مراحل حياة فلاحة بسيطة تسلحت بصوتها وشخصيتها القوية والذكية، لتملأ الدنيا فرحا وتغنى على أهم مسارح العالم.
أم كلثوم بوجهة نظر مخرجة إيرانية
وكانت المخرجة الإيرانية شيرين نشاط، سبقت "كزافييه فيلتار" حيث عُرض لها فى أكتوبر الماضى، فيلم "البحث عن أم كلثوم" بطولة الممثلة المصرية ياسمين رئيس، والذى شارك فى عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، منها مهرجان هامبورج الدولى، والدورة الـ74 من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، والدورة الـ42 من مهرجان تورونتو السينمائى الدولى.
فيلم البحث عن أم كلثوم
وتدور أحداثه حول شخصية كوكب الشرق أم كلثوم، كامرأة تمكنت من تحطيم واختراق كل الحواجز والتوقعات الاجتماعية، الدينية، السياسية والوطنية فى مجتمعها الشرقى، وتم تصوير الفيلم فى المغرب والنمسا، وهو إنتاج مشترك من شركات ومؤسسات من ألمانيا، النمسا، إيطاليا والمغرب.
السينما لم تكن فقط التى احتفت بكوكب الشرق، فالإذاعات العربية كانت لها نصيبها أيضا، ويكفى أن القناة الثقافية السعودية أعلنت فى أكتوبر الماضى أنها ستبدأ بث الحفلات الغنائية، على أن تكون البداية بحفلات سيدة الغناء العربى، كوكب الشرق "أم كلثوم"، بحسب ما أفادت قناة "العربية".
حفل أم كلثوم على الثقافية السعودية
كوكب عطارد وأم كلثوم
الطريف أيضا هو قرار الاتحاد الدولى للفلك اتخذه فى يوليو 2015، بإطلاق اسم سيدة الغناء العربى "أم كلثوم" على كوكب عطارد تخليدًا لذكراها، وذلك بعدما اعتمد الاتحاد نتيجة المسابقة الدولية التى أسفرت عن فوز خمسة أسماء عالمية من بينها اسم كوكب الشرق أم كلثوم.
كما أُطلق اسم كوكب الشرق على أحد شوارع القدس فى أكتوبر 2012، وكان ذلك ضمن مشروع واسع النطاق، أعد له فى ديسمبر عام 2011، لتسمية جميع الشوارع التى لا تحمل اسماً فى المدينة، بحسب ما أشار إليه موقع "العربية".
شارع أم كلثوم
نجمة فى الفن التشكيلى والمزادات
هوس أم كلثوم خرج إلى ساحة أخرى من ساحات الفن والإبداع ففى يونيو عام 2008، افتتح وزير الثقافة الأسبق، الدكتور فاروق حسنى "معرض أم كلثوم: الهرم الرابع" فى معهد العالم العربى بباريس، بمناسبة مئوية ميلاد أم كلثوم.
الدكتور فاروق حسنى يفتتح معرض أم كلثوم بباريس
كما نظمت دار كريستيز عرض مجموعة منتقاة من المجوهرات الخاصة بسيِّدة الغناء العربى فى مزاد المجوهرات والساعات يوم الثلاثاء 28 أبريل 2009 فى فندق جميرا أبراج الإمارات بدبى، وتضمن المزاد عرض أربعَ قطع من مجموعة مجوهراتها الخاصة، أبرزها طقم من الزمرد والماس واللؤلؤ يشمل بروشاً وسواراً وقرطين مع مُتدلِّيتين، وتبلغ قيمته التقديرية الأولية 40,000 - 60,000 دولار أمريكى.
إسرائيل تسرق التراث
دولة الكيان الصهيونى كانت أكثر الدول محاولة للسطو على أعمال كوكب الشرق من جهة وأخرى للتقرب للعرب، حيث بث التليفزيون الإسرائيلى، فى فبراير 2015، برنامجا خاصا للاحتفال بمرور 40 عاما على وفاة سيدة الغناء العربى أم كلثوم، حيث أعلنت القناة 33 التابعة للتليفزيون الرسمى لإسرائيل، إذاعة مجموعة من الأغانى الخاصة بأم كلثوم تخليدا لذكراها.
كما عرضت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية"، فى يوليو الماضى، فيلما وثائقيا إسرائيلى باللغة العبرية، يتناول سيرة السيدة أم كلثوم، حتى وفاتها.
