حرف يدوية كبيرة شكلت شخصية مصر الحقيقية، عبر من خلالها ملايين العمال عن وجودهم ووضعوا بصماتهم فى الأسواق المختلفة، واحدة من تلك الحرف المصرية الخالصة "الخيامية"، فهى حرفة مصرية فريدة من نوعها يستخدم فيها الحرفى التطريز على القماش المصنوع من القطن للتعبير عن ملامح من التاريخ المصرى وقصصه الخالدة.
منتجات الخيامية
منتجات الخيامية
فأقمشة سرادقات الفرح والعزاء، والمفارش والخداديات والحقائب التى تخرج من ورش صنع الخيامية لا مثيل لها، يستخدم الحرفى فى تصميم تلك المنتجات القصص الفرعونية التراثية مثل قصص الفرعون ورقصة الموت والعجلة الحربية، بالإضافة لزهرة اللوتس التى تظهر على كثير من التصميمات، بجانب المناظر الطبيعية والفن الشعبى فى حوارى مصر القديمة، كلها ملامح شكلت حرفة مصرية أصيلة.
بركات يسرى
من داخل أكبر ورشة لتصنيع أعمال الخيامية بالبساتين يتحدث "بركات يسرى" صاحب الـ51 عاماً، لـ"اليوم السابع"، عن رحلة عائلته فى تصنيع منتجات الخيامية قائلاً: "دى مهنة عائلتى كلها، ونزلت الورشة وأنا عندى 11 سنة وأصبحت صنايعى محترف وسنى 15 سنة".
منتجات الخيامية
تصميمات الخيامية
تصميمات الخيامية
فبالرغم من تخرجه فى كلية الحقوق إلا أنه لم يترك مهنة أجداده وبرع فيها وأضاف لها وطورها مع مرور الوقت، "الحرفى المثقف بيضيف ويبدع وأفضل من الحرفى الجاهل"، تلك الكلمات عبرت عن المبدأ الذى يسير عليه بركات فى حرفته.
يتحدث عن منتجات الورشة فيقول إن منتجات الورشة توزع فى محافظات كثيرة، ويعمل معه حرفيين لسنوات طويلة من الرجال لتحملهم الاحتكاك فى الورشة، مضيفَا أنه توجد نساء فى المهنة لكن فى ورش أخرى.
منتجات الخيامية
منتجات خيامية
لم يقتصر مشوار ورشة بركات على تصنيع منتجات الخيامية وتوزيعها فى الأسواق، بل مثل المنتج المصرى فى معارض كثيرة فى ألمانيا ودبى والسعودية، وكان أبرزهم مشاركته فى معرض "الطائف السنوى" بالسعودية، حيث ذهب تجار الخيامية محملين بـ43 طردًا من المنتجات وعادوا بـ2 فقط محققين إيرادات كثيرة فى البيع خارج مصر.
"إحنا أغنيا بالمنتجات والحرف لكن ينقصنا التسويق" كلمات عبر بها بركات عما تعانى منه مهنته التى قاربت على الاندثار بحسب وصفه، وتحدث عما تقابله من صعاب فى المهنة قائلاً "بدوخ على ما ألاقى صنايعى"، حيث إن الشباب يفضلون الوظيفة الحكومية التى تضمن لهم الوجاهة ويهملون الجانب الحرفى والإبداعى، بالإضافة لمشكلة التسويق، حيث تنتج ورشة بركات منتجات كثيرة لكن يصعب تسويقها فتتراكم عنده لأكثر من 6 أشهر، وينتظر المشاركة فى معارض داخل مصر وخارجها لبيعها، حيث أنه دائم المشاركة بمنتجاته فى معارض داخل محافظات مصر المختلفة لتسويق منتجات الخيامية، وخارج مصر لتنشيط السياحة والتسويق للمنتج المصرى الأصيل.
منتجات الخيامية
منتجات الخيامية
فعلى مدار سنوات طويلة لم يكتفِ بركات من استكمال مسيرة والده، بل أضاف للمهنة لمحات جديدة، فأدخل تطريز الخيامية على الملابس واهتم بتصميم العباءات الراقية وحقائب الظهر، فهو دائم الاستماع لآراء الشباب ودائم البحث عن تطوير منتجه، فذات مرة استوحى فكرة الذراع الطويل لحقائب الظهر الشبابية من عبارة أخبرته بها إحدى زبائنه من الشباب أنها تفضل الذراع الطويل بدلًا من الذراع القصيرة الذى اعتاد على تصميم الحقائب به.
منتجات الخيامية
منتجات الخيامية
منتجات الخيامية
فهو دائم السير على خطوط الموضة ويبحث عن كل ما هو جديد، وهذا ما يجعله سيد حرفته ودائم التطوير بها، وعما يراه "بركات" من حلول لمواجهة الصعوبات التى تقابلها حرفة منتجات الخيامية تحدث عن حلين أولهما الدعم الحكومى وتوفير التدريب للشباب الجامعى خاصة للدخول فى عالم صنع الخيامية وإعلاء قيمة العمل اليدوى بدلًا من انتظار الوظيفة الحكومية.
وثانيهما تمويل جيد للحرف اليدوية خاصة الخيامية وتسويق على أعلى مستوى لمنتج يحمل بين ثناياه تراث وحكايات مصر الشعبية، التى ينسجها أبناء مصر من العمل فى ورش صنع الخيامية بالإبرة والإبداع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة