عقد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، مؤتمرا صحفيا، مساء اليوم الجمعة، عقب اجتماعه بالمراسلين الأجانب لعرض القراءة الأولية لحادث مسجد الروضة بشمال سيناء.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن ما حدث في سيناء من الجماعات الإرهابية قتل على الهوية، ولم يميزوا فى هذه الجريمة بين أطفال وشباب وشيوخ، وهذه تعد من جرائم الحرب.
وأضاف ضياء رشوان فى كلمته بالمؤتمر الصحفي للمراسلين الأجانب، إن هذه الجريمة ناقوس يدق فى شعارات المنظمات الحقوقية التى تعد تقارير مزيفة ضد مصر، والتى تعد شريكاً مع هذه الجماعات الإرهابية ،متابع:"حان الوقت للعالم ليضرب بيد من حديد ضد الجماعات الإرهابية، وقد نادت مصر مرارا بأهمية وقف هذا الارهاب من كل منابر العالم، ومصر ستستمر ضد الإرهاب، والنصر محتوم للشعب المصرى ضد هذه الجماعات الإرهابية".
وأردف :"الجماعات الإرهابية في سيناء، بعد فشلها مع الكمائن الشرطة والجيش، دبروا حادث مسجد الروضة وتعد هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث، ولم يحدث من قبل فى مصر، وهذه العمليات التي تتم على المساجد دائما ما تكون من داعش أو القاعدة، لأنهم خوارج ويمارسون القتل ضد أبناء الشعب من مختلف أعمارهم ".
وأوضح ضياء رشوان، إن هذا الحادث يعكس تطرف غير مسبوق من تنظيم داعش بعد فشله أمام ضربات الجيش، فأصبح يدبر لعمليات أخرى أشد تطرفا، مشيرا الى أن الهدف الحقيقى من عمليات الجماعات الارهابية هو استهداف الشعب المصرى ومصر كلها وليس نظام بعينه، موضحا إن الشعب المصرى كله ضد هذه الجماعات الإرهابية.
ونوه ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أنه ليس من المقبول وليس من المهنية ما تناولته الوكالات الاجنبية والمواقع وعلى رأسها البي بي سي، إن مسجد الروضة بالعريش، كان به مؤيدون لقوات الأمن.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أن من تناول هذه الصيغة فأنه يبرر للجماعات الإرهابية جرائمهم ضد مصر، والسؤال هل دخلت هذه الوكالات فى نوايا المصلين بالمسجد؟، مؤكدا أنه تواصل مع المسئولين فى موقع البي بي سي حول هذه الصيغة وقاموا بحذفها.
ولفت ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أن الهيئة تتقدم بأحر التعازى لأسر المصريين فى الداخل والخارج، فى هجوم مسجد الروضة الإرهابى فى شمال سيناء، متابعا :"الهيئة تؤكد القدرة الكاملة للدولة المصرية على دحر الإرهاب المعادى، لكل القيم الإنسانية وتطهير أرض مصر منه ورده مموليهم سواء من دول أومنظمات فى الداخل والخارج".
وتقدمت الهيئة العامة للاستعلامات، بأحر التعازي لأسر الشهداء والمصابين، وكل المواطنين المصريين في الداخل والخارج، مؤكدة على الثقة الكاملة فى قدرة شعب مصر وقيادته وقواته المسلحة ورجال الأمن على دحر الإرهاب واجتثاث هذه الفئة الضالة المعادية لكل القيم الانسانية، وتطهير أرض مصر منهم وردع مموليهم وداعميهم بالمال والسلاح والإعلام المضلل من دول ودويلات ومنظمات فى المنطقة وخارجها.
وأضافت الهيئة فى بيان لها، إن القراءة الأولية لأبعاد هذه الجريمة تكشف عن العديد من الحقائق، وتفضح الكثير من المواقف وتحمل عدداً من الدلالات من بينها-
أولاً: إن هذه الجريمة تؤكد الطبيعة الوحشية للتنظيمات الارهابية التى تواجهها مصر، والتى لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم فى التاريخ الإنسانى دون رادع من دين أو انتماء للبشرية.
ثانياً: إن هذه الجريمة تكشف عن تغيير واضح في أسلوب هؤلاء الإرهابيين وفي طبيعة أهدافهم، وتفضح ماوصلت إليه هذه الجماعات في مصر من ضعف ويأس وانهيار في قدراتها تحت وطأة المواجهة الأمنية الفعالة، فاتجهت لأسهل الأهداف حتى لو كانت مسجداً يضم مصليين أبرياء من مختلف الأعمار، مخالفة بهذا لكل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
ثالثاً: كما تعكس هذه الجريمة مدى التطرف الفكرى الذى وصلت له هذه التنظيمات التى حاولت التخفى وراء الدين تارة، وارتداء عباءة السياسة تارة أخرى، فبعد استهدافها رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة والمسيحيين من أبناء شعب مصر ودور عبادتهم، بحجج دينية زائفة، هاهى تنتقل اليوم للهجوم على مساجد الله وقتل المسلمين المدنيين الأبرياء المصلين فيها، وهو ما لم يسبقها فيه سوى جماعات الخوارج التي تكفر عموم المسلمين وتقوم بقتلهم.
رابعاً: أنه بالرغم من بشاعة عملية مسجد الروضة الإرهابية وما سبقها من عمليات إرهابية، فالمؤكد هو أن الغالبية الساحقة من العمليات الإرهابية لا تقع سوى في منطقة محدودة من البلاد فى شمال شرقي سيناء، لا تزيد مساحتها عن 30 كيلومتر مربع من إجمالى مساحة مصر البالغة مليون كيلومتر مربع، وبالتالى، فإن مصر الدولة والمجتمع والإقليم تظل بغالبيتها الساحقة بعيدة عن أيدى جماعات الإرهاب الدموى.
خامساً: يبدو مؤكدًا اليوم أن الهدف الحقيقى لجماعات الإرهاب كان ولا يزال هو شعب مصر بكامله، فى أمنه واستقراره ومصادر عيشه ووحدة أبنائه وحياة مواطنيه الأبرياء، إن مصر كلها هى الهدف، وليس نظاماً سياسياً أو فئة بعينها، لقد أصبحت المعركة واضحة في مرحلتها الفاصلة: شعب مصر بكامله موحداً فى مواجهة شرذمة مارقة مدفوعة الأجر والتمويل من أعداء مصر وأعداء الانسانية في الخارج.
سادساً: إن هذه الجريمة الوحشية تحمل رسالة إلى بعض وسائل الإعلام العالمية التى ظلت حتى آخر وقت تمارس المراوغة فى وصف هذا الإرهاب باسمه الحقيقى، واليوم لم يعد مكان ولا مبرر لهؤلاء فى استخدام تعبيراتهم الملتبسة عما يسمونه "المعارضة المسلحة" أو "العنف السياسي" أو "المناضلين" أو "الصراع مع النظام" أو "المواجهة مع مسلحين"، فإذا لم يكن هذا البعض فى الإعلام الدولى لا يرى حتى الآن فيما يجرى إرهابًا وفى هؤلاء المجرمين القتلة معادين لكل الحضارة الإنسانية، فإنه سوف يصبح شريكاً بالتشجيع والتمويه والمراوغة مع هذا النوع من الجرائم.
سابعاً: إن هذه الجريمة هى ناقوس يدق فى آذان وأعين المنظمات التى احترفت المتاجرة بشعارات حقوق الإنسان والحريات، أن ما تحمله بعض التقارير المفتعلة والمفبركة والمبالغة لبعض هذه المنظمات يجعل منها شريكاً بالتبرير- ولو دون قصد - فى هذه الجرائم، إن على هؤلاء المتشدقين بأحاديث الحريات للإرهابيين أن يحسموا موقفهم اليوم وأن نسمع منهم ولو كلمات قليلة عن حقوق الضحايا الأبرياء في الحياة أولاً ثم في ممارسة حرياتهم فى أداء شعائر دينهم فى بيوت الله.
ثامناً: إنها رسالة للعالم كله اليوم بدوله ومنظماته الدولية أنه قد حان الوقت لتحرك فعلى جاد فى مواجهة الإرهاب والضرب بيد من حديد على أيدى مموليه وداعميه بالسلاح والمال والتدريب وتبرير جرائمه بالإعلام المضلل، وهؤلاء معروفون للعالم كله، وقد نادت مصر مراراً من فوق كل المنابر الدولية بأهمية وقف هذا الإرهاب الذى سيؤدى عدم جدية العالم فى اجتثاث جذور دعمه وتمويله إلى استشراء آفته فى كل مكان من العالم.
إن مصر شعباً وقيادة سوف تستمر فى مواجهة شجاعة للإرهاب وحماية المواطنين نيابة عن الإنسانية، والنصر فى هذه المعركة محتوم لشعب مصر وبمثله تكتب سطور التاريخ القريب والبعيد معاً.