أرسل فتح الله جولن المعارض التركى وزعيم حركة الخدمة رسالة تعزية إلى مصر قيادة وشعبا يعزيها في الهجوم الإرهابي الأثيم الذي حدث في مسجد الروضة بشمال سيناء وراح ضحيته ٢٣٥ شهيدا و109 مصابين.
وجاءت الرسالة
استقبلتُ ببالغ الأسى نبأ الهجوم الإرهابي الغاشم الذى استهدف مسجدًا في العريش بشمال سيناء بمصر الحبيبة، والذي راح ضحيتَه عديدٌ كبير من الشهداء والمصابين.
إن هذا الحادث الإرهابي الشنيع الذي راح ضحيته مصلون يؤدون شعائرَ صلاة الجمعة المباركة عيدَ المسلمين الأسبوعي، في سيناء التي كرمها الله بذكرها في القرآن الكريم، ليؤكد على أن الإرهاب لا حرمة عنده لمسجد أو كنيسة أو دار عبادة أخرى، كما يؤكد على أن الإسلام بريء من هذه التصرفات جملة وتفصيلا، فالمسلم لا يمكن أن يكون إرهابيًا والإرهابي لا يكون مسلمًا، قلتُها قبل ذلك وأكررها في كل مأساة تحدث ويتبناها أشخاص ينسبون أنفسهم إلى الإسلام، والإسلام منهم براء.
إنني أقدم تعازيّ لمصر الشقيقة قيادة وشعبًا، وأسأل الله أن يتغمد ضحايا هذا الحادث المأساوي بسابغ رحمته وعظيم فضله، وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يمكِّن القيادة المصرية بأجهزتها المختلفة من قطع شرايين الحياة لهذه الكارثة الإجرامية ومكافحة هذا الوباء البعيد تمام البعد عن روح أي دين أو أي إنسانية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها تعازيّ لمصر قيادة وشعبًا، فبالأمس القريب استهدف الإرهاب كنيسة فيها مصلون في يوم عيدهم، واليوم يستهدفون مسجدًا فيه مصلون في يوم عيدهم، ومن ثم فالجميع في مرمى استهدافهم مسلمًا كان أو غير مسلم، والجميع ضحايا لمجازرهم الدامية، وما لم يتكاتف جميع أفراد الأسرة الإنسانية للكفاح ضد هذه التنظيمات الدموية التي ترتكب جرائمها تحت مسميات دينية، فإن هذه الأعمال الوحشية سوف تتكرر من جديد بالوحشية نفسها وبالدموية ذاتها في مكان مختلف وزمان آخر.
إن أفضل طريق إلى تعزيز نظام المناعة لدى شبابنا إزاء الأفكار المنحرفة التي يحاول المتطرفون غرسها في عقولهم، أن نطلعهم –عبر برامج تربوية من جهة ومشاريع عملية من جهة أخرى- على طريق إيجابي بديل للسير فيه، وإنني أثمن جهود الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة في هذا الصدد، وأتضامن مع كفاحها ضد الإرهاب وأفكاره المنحرفة، رغم الفاتورة الباهظة التي تتكبدها ماديًّا ومعنويًّا.
أسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعًا طريق رشد يحصّن شبابنا ومجتمعاتنا من هذه الفيروسات المدمرة، وأن يمن على مصر وبلداننا بالأمن والطمأنينة والسلام، وأن تعود منارات هادية للإنسانية كلها في العلم والأخلاق والحضارة، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.