حاول العشرات من ذوى الاحتياجات الخاصة وربات البيوت، والشباب، والأسر الفقيرة، تحدى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التى يمرون بها، وبدأوا فى تعلم الحرف اليدوية والمشغولات التى يصنعونها بأيديهم رغم كل الصعوبات، لإنتاج ما يكفيهم للحياة، بل وتدريب وتعليم غيرهم على صنعها.
محمود بامبو، طالب فى السنة الأخيرة بالجامعة العمالية، لم تمنعه إعاقته، بعد أن قطعت يداه فى حادث إرهابى، استهدف سيارة أمن مركزى بمنطقة السيوف شرق الإسكندرية، وتسبب فى إصابته وبتر يده، من استكمال دراسته والعمل أيضًا من خلال امتهان حرفة يدوية، باستخدام يد واحدة.
يقول محمود: تعلمت صنع سلال البامبو من مجموعة من المكفوفين، وأحسست بالعجز الحقيقى أمامهم، فقررت أتحدى إصابتى، وأتعلم صنعها، فى البداية واجهت صعوبات كثيرة لعملى بيد واحدة، ولكن فى النهاية، أسست ورشة بمنزلى، وأصبحت أصنع السلال، وأعرضها من خلال معارض "صنع فى مصر" التى تسهل تسويق الصناعة المصرية والأعمال اليدوية.
أما مرثا محمد، أخصائية اجتماعية فى جمعية زهور الحياة لرعاية الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة، فوقفت صحبة فتاتين من الجمعية من متحدى الإعاقة، داخل المعرض يعرضون بيع الأكلمة اليدوية والسجاد اليدوى، بمشغولات قاموا بصنعها بأيديهم، فتقول: " نعمل على تدريب وتعليم الفتيات حرف يدوية ليس فقط بهدف كسب الأموال، ولكن لدمج الفتيات فى المجتمع، وعلى الرغم من صعوبة الأعمال اليدوية علهيم، ولكن بدأوا فى تعلمها من خلال مدرب عودهم على نسج الألوان، وتربيطها، حتى اعتادوا الأمر، وبدأوا فى نسج السجاد بأنفسهم وعرضه للبيع.
وقالت مرثا: إن الهدف من المشاركة أن يكون لهم دور فى المجتمع، ليس فقط المأكل والشرب، بل ليكونوا منتجين ويشعروا بذلك من خلال كسبهم أموالا من صنع يدهم.
أما حنان عطية ربة منزل، فتقول إنها تقوم بعرض الأعشاب داخل المعارض، بعد تنظيفها وترتيبها، بالإضافة إلى توعيتها لربات البيوت والسيدات والفتيات بأهمية هذه الأعشاب التى قد لا يعرف الكثير عنها شيئًا.
وتضيف حنان: أقوم بتدريب السيدات معى لتعبئة هذه الأعشاب فى برطمانات اقتصادية، لتقليل السعر على المستهلك، بالإضافة إلى تدريبهم على طريقة التنظيف وزراعة البعض منها.
أما أحمد فؤاد مصمم الخزف والديكور والمنتجات منزلية، فهو يأتى من بنها يوم العاشر من كل شهر، لعرض منتجاته التى يصنعها رفقة زوجته وأولاده، يقول: المصريون لديهم الكثير لإنتاجه، ولكن ينقصنا التسويق والعرض الجيد لمنتجاتهم، بالإضافة إلى حاجتنا لرعاة يتكفلون بإقامة معارض مستمرة للمنتجين للحرف اليدوية، حتى نستطيع الاستمرار.
وقال فؤاد ، إن الأمر لن يكون مربحا، إذا تم بيع البضائع لتجار الجملة الذين يرغبون فى الحصول عليها، لعرضها، وعند بيعها يحصلون على نصيب بخس من الأموال، مشيرًا إلى استدامة معرض صنع فى مصر، يزيد فرص إقبال المستهلكين عليه لمعرفتهم بالتاريخ.
وتقول بهيبة عبد المكى، وهى سيدة نوبية، تحمل بضائعها من إنتاج يدها من الكروشيه والخرز، لتعرضهم فى الأسواق: أصنع الخرز والكروشيه منذ 25 سنة، وكنت أبيعها لجيرانى وأصدقائى، ولكن مع المعارض أصبح الأمر مختلفا وأكثر احترافية، وأصبحت أدرب الجيران والصديقات لصنع هذه الأعمال والمشغولات اليدوية لبيعها، مضيفة: أنا على أتم الاستعداد إلى السفر لأى مكان لعرض هذه المشغولات والمنتجات اليدوية.
أما روان عاصم فهى تبلغ من العمر 19 سنة طالبة فى الصف الثالث بكلية التربية الرياضية، فتعرض أعمالها الفنية من لوحات ورسومات داخل المعرض، لتصبح أول فتاة تبدأ فى مشروعها الصغير، مشيرة إلى أنها تحب الرسم كثيرًا، ووجدت الفرصة لعرض لوحاتها وبيعها، ومعرفة الناس بأعمالها الفنية.
ومن الأفراد للأسر المنتجة، يتحدث مصطفى عبده المسئول عن مشروع أبيس لصناعة السجاد اليدوى فيقول:" نحن فى الأساس نعمل على صناعة السجاد اليدوى منذ سنوات طويلة، ولكننا تفاجأنا بقرب انقراض المهنة، لقلة الأيدى العاملة، ليس فقط فى السجاد ولكن فى جميع الصناعات اليدوية.
ويضيف مصطفى: قررنا فى أبيس، استغلال الأيدى لعمل السجاد وتدريبهم على ذلك، بعد أن اكتشفنا حاجة الكثير من الأسر والسيدات لزيادة دخلهم، فبدلًا من مد الأيدى للحاجة، تصنع هى ما تسد حاجتها وحاجة أسرتها.
من جانبها قالت داليا حسنى، رئيس لجنة المسئولية المجتمعية للشركات بالجمعية المصرية لشباب الأعمال، وعضو جمعية سيدات الأعمال، إن مبادرة معارض "صنع فى مصر" التى تقام فى العاشر من كل شهر، تستهدف دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية، وتعميم يوم 10 من كل شهر، كيوم معلوم عند الشعب لدعم مشروعات الشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة من خلال إقامة معارض مدعمة فى كثير من مؤسسات الدولة من خلال مراكز الشباب، والجامعات، ونوادى النقابات، من أجل حل المشكلة الأساسية بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ، وهى التسويق.
وأكدت حسنى، أن المبادرة مستمرة منذ 4 سنوات، وتم مخاطبة فيها جميع الجهات والمؤسسات الحكومية، لمنح الشباب وأراضى وأماكن بالمجان، فى العاشر من كل شهر، لعرض منتجاتهم ومساعدتهم على ترويجها والنهوض بمشروعهم الصغير، بهدف إقامة منظومة متكاملة لدعم المشروعات الصغيرة من خلال تعاونها مع جمعية رجال الأعمال وجمعية شباب الأعمال، سواء من خلال التدريب، أو الإنتاج أو التسويق، عن طريق إقامة معارض شهرية مدعمة.
وقالت داليا، أن المعارض تدعم مشاركة أى مصرى ينتج وغير قادر على تسويق منتجاته، بالإضافة إلى دعم المرأة، والشباب، أو ذوى الإعاقة، وخريجى التعليم الفنى، وأصحاب الحرف اليدوية من خلال تعاونها مع غرفة الحرف اليدوية من أجل الحفاظ على التراث المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة