خيم الحزن والألم على جموع أهالى قرية ميت حبيب التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية والتى يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة فور سماعهم خبر استشهاد السعيد أحمد أبو عيطة أخصائى المكتبات ابن القرية ونجله الأكبر "أحمد" بالمرحلة الإعدادية ساجدين برصاص الإرهابيين أثناء تأديتهما روحهما إلى السماء ليختصموا هؤلاء الجبناء الذين يتبرأ الإسلام منهم بكل تعاليمه السمحة وقتلوا المصليين بدماء باردة.
جثمان الشهيد السعيد ابو عيطه
السعيد أبو عيطة شخص طموح سعى وراء لقمة العيش حتى لو كان على حساب راحته ليكون مستقبلا آمنا لزوجة وأبنائه، فحصل على فرصة تعيين منذ 15 عاما كأخصائى مكتبات وقدم طلب لنقله إلى محافظة شمال سيناء، وجمع وزوجته وأطفالهم أغراضهم الشخصية قاصدين منطقة بئر العبد بشمال سيناء حيث الإقامة بها والالتحاق بوظيفته الجديدة بالمدرسة، وبدأ الشهيد فى رحلة كفاحه بتلك القرية وكان يأتى فى فترات الإجازة ليطمئن على والده وأقاربه وأصدقائه ويحكى لهم على طبيعة الحياة فى أرض الفيروز، ومرت السنوات وتدرج الشهيد فى الوظائف إلى أن أصبح مديرا للمدرسة التى يعمل بها، محافظا على سمعته الطيبة وأخلاقه وحسن معاملته بالصغير قبل الكبير، بالقرية محل عمله أو القرية مسقط رأسه وسط أقاربه وأصدقائه، إلى أن حضر فى رحلة عودة بلا ذهاب للعمل مرة أخرى ملفوفا بالكفن ومع نجله الأكبر "أحمد" وهما ساجدين فى صلاة الجمعة لتزف الملائكة أرواحهم مع باقى الشهداء بالمسجد إلى السماء.
وما أن علم أهالى القرية بخبر استشهاد "أبو عيطة" ونجله حتى سقط والده مغشيا عليه من هول الصدمة، ودخلت الأسرة فى نوبة بكاء شديدة وتعالت صرخات السيدات.
الشهيد ونجله
وتجمع الأهالى أمام منزل والد الشهيد لمؤازرته فى مصابه، وتوجه عدد من أقارب الشهيد لاستلام الجثامين من الإسماعيلية.
وشيع الآلاف من أبناء القرية جثامين الشهيد ونجله، وخرج آلاف الأهالى فى الشوارع لاستقبالهما لتشييعهما لمثواهما الأخير.
وأدى الأهالى صلاة الجنازة على الأب والابن بمسجد السلام بالقرية، وعقب انتهاء الصلاة رفع الأهالى الجثامين على اكتافهم لتشييعهما لمثواهما الأخير.
جثمان نجل الشهيد
وانخرط أهالى القرية فى البكاء حزنا على فراقهما، وارتفعت هتافات النساء بهتاف "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"
وتم دفن الجثامين لمثواهما الأخير بمقابر الأسرة بالقرية وسط انهيار كامل لأسر الشهداء.
وأكد العديد من أهالى القرية أن الشهيد كان مثالا للأخلاق الحميدة، مؤكدين أنهم تلقوا الخبر من زوجته التى قامت بالاتصال بهم وإبلاغهم بالخبر الذى هز أرجاء القرية.
رفع الجثمان داخل المسجد
يقول عماد عبده فتح الله أنه تربطه صداقة بالشهيد منذ أكثر من 20عاما، ويتمتع بخلق طيب وسمعة طيبة بين جيرانه وأحبابه.
وأضاف أن الشهيد حصل على فرصة تعيين منذ 15 عاما كأخصائى مكتبات، وقدم طلب بالنقل إلى شمال سيناء للعمل بها، مشيرا أن الشهيد اصطحب زوجته وأولاده للعيش معه فى مقر عمله الجديد. وأكد أن السعيد أبو عيطة له 4 أبناء 3 أولاد وبنت أكبرهم "أحمد" الذى استشهد معه داخل المسجد.
وأشار أن الشهيد كان يأتى إلى القرية فى الإجازات للاطمئنان على والده العجوز وأفراد عائلته ويعود مرة أخرى لشمال سيناء بعد انتهاء مدة إجازته.
جثماني الشهيد ونجله
وأكد صديق الشهيد أنه كان الجميع كان يحبه وكان بارا بوالديه ويخدم الصغير قبل الكبير، لافتا أن نبأ استشهاده أحزن الجميع بالقرية على فراقه، مطالبا بسرعة القصاص للشهداء من التكفيريين.
أما صالح أحد أصدقاء الشهيد فقال والدموع فى عينيه أنه لا يصدق حتى الآن استشهاد صديقه ونجله، مؤكدا أن الخبر وقع على أذنيه كالصاعقة ودخل فى صدمه من هول الفاجعة.
توديع الشهيد
وأضاف أنه كان على اتصال باستمرار بالشهيد ليطمئن عليه ويطمئنه على أصدقائه وأحوال القرية.
وأشار أنه فور علمه باستشهاد صديقه ونجله توجه مع بعض أقاربه لاستلام الجثمان لتشييعه لمثواه الأخير بمدافن اسرته.
فى الوقت الذى لم يتحمل فيه والد الشهيد الصدمة وسقط مغشيا عليه ودخل فى نوبة بكاء حزنا على فراق الابن والحفيد، وطالب والد الشهيد بسرعة القصاص من الخونة وتطهير سيناء من الإرهابيين.
فيما جلست زوجة الشهيد وبجوارها أطفالها الصغار والدموع لا تفارقهم بعد أن انقسم ظهر الأسرة وهجرتهم الفرحة واكتسوا باللون الأسود حزنا على فقدان الأب والابن.
احد اقارب الشهيد ينخرط ف البكاء
حمل الجثامين لدفنهم
جنازة الشهداء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة