هكذا نجحت مؤسسات الدولة فى التعامل مع حادث مسجد الروضة.. الرئاسة تعلن الحداد فور وقوع الحادث.. والرئيس يخاطب الشعب.. بيانات متتالية للقوات المسلحة والنائب العام ووزارة الصحة.. و"العامة للاستعلامات" تعود لدورها

السبت، 25 نوفمبر 2017 06:30 م
هكذا نجحت مؤسسات الدولة فى التعامل مع حادث مسجد الروضة.. الرئاسة تعلن الحداد فور وقوع الحادث.. والرئيس يخاطب الشعب.. بيانات متتالية للقوات المسلحة والنائب العام ووزارة الصحة.. و"العامة للاستعلامات" تعود لدورها هكذا نجحت مؤسسات الدولة فى التعامل مع حادث مسجد الروضة
كتب محمد أسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادة فى الأحداث الدامية، يسيطر على المشهد حالة من الارتباك والعشوائية، التى قد تظهر فى اللحظات الأولى لوقوع الأحداث، وتوجه سهام النقد للوزارات والهيئات المعنية بمتابعة الحادث، سواء فيما يتعلق ببطء التصرف واتخاذ القرارات، أو فيما يتعلق بإعلان الوضع بكل شفافية للرأى العام، والتحركات السريعة، وإصدار البيانات أولاً بأول، ولكن بنظره عامة لتعامل أجهزة الدولة مع الحادث الأخير الذى أسفر عن استشهاد 305 وإصابة 128 من المصليين بمسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء، تكشف أن الوضع قد تغير كثيرا، وأصبح الجميع يلعب دوره بشكل أكثر احترافا.

 

تعامل مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحادث، يقول إنها نجحت بنسبة 100% فى سرعة التعامل واتخاذ القرارات الفورية والعاجلة مع إصدار البيانات الرسمية المتتالية، سواء من قبل مؤسسة الرئاسة أو مجلس الوزراء والوزارات المعنية كوزارات الدفاع والداخلية والصحة، وجهات التحقيق، بالإضافة للهيئة العامة للاستعلامات.

رئاسة الجمهورية.. قرارات عاجلة واجتماعات فورية

عقب الحادث الإرهابى مباشرة، صدرت بيانات عدة عن رئاسة الجمهورية، أولها كان لإعلان حالة الحداد 3 أيام على شهداء الحادث، وبيان آخر نعت شهداء الوطن وتقدمت بخالص العزاء لأسرهم وذويهم، وأكدت على أن هذا العمل الغادر الخسيس، الذى يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، لن يمر دون عقاب رادع وحاسم، وأن يد العدالة ستطول كل من شارك، وساهم، ودعّم أو موّل أو حرض على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله.

 

أوضح البيان أن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى أكد أن الألم الذى يشعر به أبناء الشعب المصرى فى هذه اللحظات القاسية لن يذهب سُدى، وإنما سيستمد منه المصريون الأمل والعزيمة للانتصار فى هذه الحرب التى تخوضها مصر بشرف وقوة ضد الإرهاب الأسود، الذى سيلقى هزيمته ونهايته فوق أرض مصر المباركة، بمشيئة الله، وبثقة وإيمان شعبها الصامد العظيم.

 

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى، باللجنة الأمنية، لبحث تداعيات الحادث، والوضع الأمنى فى سيناء بشكل عام، وحضر الاجتماع الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، واللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، والوزير خالد فوزى، رئيس جهاز المخابرات العامة.

 

اجتماع اللجنة الأمنية
اجتماع اللجنة الأمنية

 

الرئيس السيسي يتحدث للشعب

لم يكتف الرئيس السيسى، بإصدار بيانات رسمية عنه، لكنه خرج، فى كلمة له وجهها للشعب المصرى وقال: "إن حادث تفجير مسجد الروضة بالعريش لن يزيدنا إلا إصرارا ووحدة لمكافحة الإرهاب".

 

وأوضح الرئيس السيسى، أن ما يتم الآن يهدف إلى إيقاف مصر عن مسيرتها فى هذه الحرب، متابعا: "محاولة لتحطيم إرادتنا وتحركنا الهادف إلى إيقاف المخطط الإجرامى الرهيب الذى يهدف إلى تدمير ما تبقى من منطقتنا.. نحن صامدون ونتصدى وسنستمر".

وأضاف السيسى: "ستقوم القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة المقبلة"، وتابع: "سنرد على هذا العمل بقوة لمواجهة هؤلاء المتطرفين، وإن ما يحدث هو مخطط إرهابى لتدمير ما تبقى من المنطقة، والمعركة ضد الإرهاب هى الأنبل والأشرف، مشددا: "سنرد بكل قوة على حادث العريش.. وأن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم".

 

وتوالت البيانات الصادرة عن مؤسسة الرئاسة، عن التعازى التى تتلقاها من مختلف رؤساء وأمراء وملوك دول العالم، بالإضافة للقرارات المتتالية الصادرة عنها، وكانت آخرها تكليف الرئيس السيسي القوات المسلحة بإنشاء نُصب تذكارى عملاق بقرية الروضة بشمال سيناء تخليداً لذكرى شهداء الحادث، واجتماع الرئيس، مع الدكتور مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.

 

التحركات العسكرية والأمنية

وعلى مستوى التحركات العسكرية والأمنية لملاحقة الجناة، مرتكبى الحادث، والثأر لشهدائنا، بدأت تحركات فورية من قبل القوات المسلحة، وبإشراك القوات الجوية ورجال الشرطة، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

ونشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكرى، البيانات الصادرة عن القوات المسلحة، كان آخرها ما ذكرت فيه مواصلة قوات إنفاذ القانون ملاحقة العناصر التكفيرية المسئولة عن الحادث الإرهابى، وبناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة وبالتعاون مع أبناء سيناء الشرفاء قامت القوات الجوية على مدار الساعات الماضية بالقضاء على عدد من البؤر التى تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية، التى تضم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والاحتياجات الإدارية الخاصة بهم.

 

وتواصل قوات إنفاذ القانون بالتعاون مع القوات الجوية تنفيذ عملياتها، وفرض طوقاً أمنياً مكثفاً لتمشيط المنطقة فى محيط الحدث بحثاً عن باقى العناصر الإرهابية للقضاء عليهم.

 

جهات التحقيق.. بيانات متتالية للنائب العام

وفيما يتعلق بتحركات جهات التحقيق، أصدر النائب العام، حتى كتابة هذه السطور ثلاثة بيانات رسمية، بدأها بفتح تحقيقات عاجلة فى حادث التفجير الإرهابى، وكلف النائب العام فريقا موسعا من أعضاء نيابة استئناف الإسماعيلية ونيابة أمن الدولة العليا، بالانتقال الفورى إلى موقع الحادث، لإجراء المعاينات والتحقيقات اللازمة للتوصل إلى كيفية ارتكاب الحادث، وأمر بنقل جثامين القتلى إلى أقرب مستشفى، وندب مفتشى الصحة لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وسرعة تسليم الجثامين إلى ذويهم، والانتقال إلى المستشفيات التى يرقد المصابون بها، للاستماع إلى شهاداتهم حول الحادث، وكلف أجهزة الأمن المعنية بموالاة البحث والتحرى عن هوية مرتكبى الحادث وسرعة ضبطهم لاتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.

 

أخر البيانات الصادرة عن النائب العام، هو البيان الصادر اليوم السبت، والذى كشف فيه عن أن عدد الشهداء وصل لـ305 شهيداً، من بينهم 27 طفلاً، والمصابون 128، وأوضح سيناريو ارتكاب الجريمة وعدد العناصر التى شاركت فيها والذين تراوحوا ما بين 25 إلى 30 عضوا تكفيرى استقلوا 5 سيارات دفع رباعى.

 

IMG-20171125-WA0005

 

تحركات وزارة الصحة لنقل الجثامين وعلاج المصابين

وعلى مستوى الأداء الحكومى فيما يتعلق بوزارة الصحة، وتحركاتها لنقل جثامين الشهداء وسرعة علاج المصابين، أصدرت الوزارة عدة بيانات بأعداد الشهداء والمصابين وتحركاتها، سواء عبر متحدثها الرسمى الدكتور خالد مجاهد فى البداية، كما خرج وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، برفقة الدكتور مصطفى مدبولى، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان، فى مؤتمر صحفى، أثناء تفقدهما للمصابين، وأكد على أن أكياس الدم متوفرة فى جميع مستشفيات الدولة، فهناك 12 ألف كيس دم متوفر، منهم 1100 كيس دم بمستشفى معهد ناصر، و1000 كيس آخر فى مستشفى دار الشفاء، وهناك 10 آلاف كيس فى المركز الرئيسى لبنك الدم.

ورفعت الوزارة درجة الاستعداد إلى الدرجة القصوى بمستشفيات الإحالة بجميع المحافظات، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات بئر العبد المركزى، والعريش العام والإسماعيلية العام، وتم الدفع 150 سيارة إسعاف مجهزة  فور وقوع الحادث، وتم نقل عدد من المصابين لمستشفيات معهد ناصر ودار الشفاء بالقاهرة.

 

الهيئة العامة لاستعلامات تمارس دورها

ولعبت الهيئة العامة للاستعلامات، برئاسة الدكتور ضياء رشوان، دورها، بإصدار بيانا عقب الحادث دعت فيه جميع المراسلين الأجانب ووسائل الإعلام، تحرى الدقة والالتزام بما يأتى فى البيانات الرسمية لوزارة الصحة والتى ستصدر تباعا.

 

49439-صور-مؤتمر-صحفى-للهيئة-العامة-للاستعلامات-(1)
 

 

وعقد الدكتور ضياء رشوان عقد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، مؤتمرا صحفيا، مساء أمس الجمعة، عقب اجتماعه بالمراسلين الأجانب لعرض القراءة الأولية لحادث مسجد الروضة بشمال سيناء، وقال إنه حان الوقت للعالم ليضرب بيد من حديد ضد الجماعات الإرهابية، وقد نادت مصر مرارا بأهمية وقف هذا الإرهاب من كل منابر العالم، ومصر ستستمر ضد الإرهاب، والنصر محتوم للشعب المصرى ضد هذه الجماعات الإرهابية".

 

المؤسسات الدينية تكشف الوجه القبيح للإرهاب

ومن المؤسسات الدينية، سواء الأزهر الشريف أو دار الإفتاء، ووزارة الأوقاف، والكنائس المصرية، صدرت البيانات الرسمية، لتعزية الشعب المصري، وللتأكيد على إن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام وتعاليمه السمحة.

 

وبث التليفزيون المصرى، كلمة لشيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قال فيها إن الأزهر يدعو العالم العربى والإسلامى إلى الوقوف إلى جانب مصر فى مواجهة الإرهاب، وتابع: "مصر المحروسة وجيشها وشعبها قادرون بإذن الله على دحر فلول الإرهاب والقضاء على جماعات الجهل ودعاة التكفير وخفافيش الظلام.. ورغم مصابنا الفادح وحزننا البالغ، فإننا نؤمن بقضاء الله وقدره وبقوله سبحانه "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".

وأعلن الأزهر الشريف، إطلاق حملة موسعة من خلال وعاظ مجمع البحوث الإسلامية لتوعية جميع المواطنين بحرمة قتل النفس البشرية وحرمة استهداف دور العبادة، وبيان شناعة وحرمة العمل الإرهابى الجبان فى مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة