انتهاك للخصوصية، واحتكار للمحتوى الإلكترونى مع السطو على نصيب المؤسسات الإعلامية ودور النشر فى عائد الإعلانات بشكل يخترق القوانين الدولية، ومؤخراً نشر الفوضى وأعمال العنف.. بهذه الجرائم تواصل مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة وفى مقدمتها فيس بوك مواجهة المزيد من الأزمات والتحذيرات من أضرارها بعدما تحولت من منصات إلكترونية تهدف للتقارب بين البشر، إلى منبر ينطلق من خلاله تضليل الرأى العام تارة، ونشر الفوضى والترويج لها تارة أخرى.
العديد من الاحتجاجات فى الولايات المتحدة شهدت أعمال عنف بسبب فيس بوك
وبخلاف دور موقع "فيس بوك" المشبوه فى التأثير على العديد من العمليات السياسية فى دول كبرى من بينها الولايات المتحدة، وإضافة إلى ما هو دائر من نزاع داخل دوائر الغرب الإعلامية والتشريعية بشأن احتكار الموقع لسوق الإعلانات وما يؤديه ذلك لأضرار كبرى فى كيانات إعلامية ومؤسسات صحفية عالمية، حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" من دور مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر جرائم العنف والقتل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها المنشور اليوم: إن شيكاغو على سبيل المثال باتت فى طريقها لتسجيل أكثر من 600 حالة قتل للسنة الثانية على التوالى، حيث يقول قيادات أمنية: إن "آنية منصات التواصل الاجتماعى تلعب دورا كبيرا فى النزاعات وزيادة حدتها".
وقال إريك سوسمان، المساعد الأول للنائب العام فى مقاطعة كوك بولاية شيكاغو "إن هذه المنصات تسرع مما هو موجود بالفعل". وتؤكد الشرطة والنيابة فى شيكاغو أن هناك ارتفاعا فى عدد الاشتباكات التى نشأت من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعى وتحولت إلى جرائم عنف فى الشارع.
وبحسب إحصاء وول ستريت جورنال فإنه ما لا يقل عن 100 حالة عنف، على المستوى الوطنى تم بثها على واحدة من منصات التواصل وهى "فيس بوك لايف"، الخدمة التى تم إطلاقها فى بداية عام 2016. وعلق المتحدث باسم شرطة "شيكاغو" إنه للأسف فى كثير من الحالات تنتهى هذه الاشتباكات بالسلاح".
الأزمات تلاحق فيس بوك
ويقول محققون ووكالات إنفاذ القانون فى مدن أمريكية أخرى مثل دالاس ويلمنجتون، إن منصات التواصل الاجتماعى تعكس وتساهم فى سلوك العصابات فى شوارعهم. وقد عزت شرطة دالاس، فى وقت سابق من العام، سلسلة من حوادث إطلاق النار تحدى فيها اثنان من العصابات بعضهم ونشروا موقعهم على الفيس بوك أو الانستجرام مما أدى إلى وقوع اعمال عنف.
وفى ويلمنجتون، يقول مسئولو إنفاذ القانون والمحققون إنهم يشاهدون نفس التصعيد فى مستوى العنف عبر منصات السوشيال ميديا. ودعا المدعون العامون والمسئولون فى شيكاغو مرارا وتكرارا الفيس بوك وغيره من عمالقة التكنولوجيا لاتخاذ إجراءات أكثر استباقية للمساعدة فى كبح العنف.
ورد المتحدث باسم شركة "فيس بوك" قائلا إن الشركة سوف تضاعف عدد الفريق العامل على الأمان والأمن، من خلال مراجعة المحتوى على فيس بوك لمواجهة أى خطابات خطيرة أو كراهية. وأشار إلى أن الشركة لديها خطط لمضاعفة هذا الفريق إلى 20 ألفا فى عام 2018 مقابل 10 آلاف حاليا. مضيفا أن تهديد سلامة الأشخاص ينتهك معايير المنصة.
وقد استثمرت فيس بوك أيضا فى أدوات الذكاء الاصطناعى لمراقبة المحتوى على فيس بوك لايف، حيث سهل عملية إبلاغ الأشخاص عن مقاطع الفيديو التى تشكل ضررا عبر الإنترنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة