قال محمد عبد الفتاح إمام مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد فى شمال سيناء والذى تعرض لهجوم دام يوم الجمعة، أسفر عن مقتل 305 مدنيين إن المسجد لا علاقة له بالطرق الصوفية وإنه سيعود لاعتلاء منبر المسجد مرة أخرى بعد تعافيه من إصابته لنشر سماحة الإسلام.
ولم تعلن أى جماعة مسئوليتها عن الهجوم والذى وقع أثناء أداء صلاة الجمعة وأسفر أيضا عن إصابة 128 شخصا، لكن جماعة ولاية سيناء الموالية لتنظيم داعش المسلح، سبق ونشرت على الإنترنت تهديدات لأهالى القرية قبل عام بسبب إقامة الصوفيين طقوسهم بها.
إمام مسجد الروضة مع أسرته
وقال عبد الفتاح إمام مسجد الروضة فى مقابلة مع رويترز، وهو يرقد على سرير بمستشفى عام بمدينة الحسينية التابعة لمحافظة الشرقية مساء أمس السبت "(الصوفيون) لا يقيمون الحضرة فى المسجد نفسه، المسجد نفسه لا علاقة له بأى شىء، المسجد لا يقام فيه إلا شعائر صلاة الجمعة والصلوات العادية والدروس، ودون ذلك لا تجرى أى أشياء أخرى داخل المسجد".
وأضاف "لهم ساحة أخرى بجوار المسجد يقام فيها الحضرة ويقام فيها أى شىء آخر، إنما المسجد على قدر الصلاة فقط، لا يوجد سوى ذلك المسجد".
وتذكر عبد الفتاح (26 عاما) بعض تفاصيل الهجوم الذى أصاب المصريين بالذهول لأنه استهدف مسجدا وهو أمر نادر فى تاريخ الحركات المسلحة فى البلاد.
إمام مسجد الروضة بالمستشفى
وقال وقدت بدت على وجهه علامات الأسى والحزن "صعدت إلى المنبر وبعد دقيقتين بالضبط سمعت صوت أشبه بصوت الانفجار خارج المسجد، وبعد ذلك دخل أشخاص المسجد وظلوا يضربون "الرصاص" على كل المصلين فى المسجد".
وأضاف "الناس أول ما سمعت صوت الضرب، بدأ الجميع يهربون وصعد بعض الناس إلى المنبر، وجدت الناس كلهم متكدسين فوق بعضهم البعض وظل "المهاجمون" يضربون فى أى شخص، أى شخص كان يتنفس يضربون عليه، لم أر شكلهم، كنت أشعر فقط بحركتهم".
وأصيب عبد الفتاح وهو من أبناء قرية جزيرة سعود القريبة من مدينة الحسينية بتمزق فى الأربطة وبإصابة فى باطن القدم، وقال إنه سقط من فوق المنبر بعدما صعد حشد من الناس عليه للاحتماء فيه.
وتخرج عبد الفتاح من جامعة الأزهر وبدأ العمل فى مسجد الروضة قبل عامين ونصف العام، وقال الإمام الشاب إنه ظل يبكى قرابة الساعتين بعد الهجوم من هول ما رأى حتى أسعفه بعض الأهالى وغسلوا له رأسه ومنحوه ملابس نظيفة بدلا من ملابسه التى غطتها دماء الضحايا، ولبوا طلبه بتوفير سيارة لنقله إلى قريته بالشرقية. وهناك نقله أهله إلى مستشفى الحسينية المركزي.
ويؤكد عبد الفتاح أن أهالى قرية الروضة مسالمون ولا علاقة لهم بالتشدد أو التطرف، ويعيش فى القرية أبناء عدة قبائل بدوية أهمهم قبيلة السواركة.
وقال "ناس طيبون بالفطرة وما حدث لا أعرف له سببا"، وأضاف "ما حدث لا يقره دين أو أديان أبدا، شىء صعب، ناس يصلون، ما لكم والذين يصلون؟ ماذا تريدون ممن يصلون؟ ربنا يرحم الشهداء".
ورغم ما تركه الهجوم من ألم فى نفس عبد الفتاح، قال إنه سيعود لاعتلاء منبر مسجد الروضة بعد تعافيه من إصابته للعمل على نشر سماحة الدين الإسلامى.
وقال "هذه رسالة أؤديها بإذن الله تعالى، رسالة دعوية وسوف أوديها إن شاء الله على أكمل وجه، وسننشر سماحة الإسلام"، وأضاف "خطبة (الجمعة) كان موضوعها محمد صلى الله عليه وسلم نبى الإنسانية، والجمعة السابقة لها كان موضوعها محمد صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة، أعتقد موضوعين نحن فى أشد الحاجة كعالم بأكمله، ولن أقول مسلمين أو غير مسلمين، إلى أخذ هاتين الصفتين وتطبيقهما".
وتابع عبد الفتاح بينما كان العشرات من أقاربه وأصدقائه يتوافدون على غرفته بالمستشفى للاطمئنان عليه "(الإسلام) دين إنسانية، عمره ما أقر قتل أو أقر أى عمل من أعمال العنف، أى عمل من أعمال العدوان"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة