يبدو أن حلوى المولد النبوى الشريف التى اعتاد عليها الكثيرون، لن تكون بنفس النمط المتعارف عليه هذا العام، فهى هذه المرة «تيك أواى»، على غرار محال الكنافة النابلسية، ومطاعم الأكل الجاهز، كما رصدتها كاميرا «اليوم السابع»، وتابعت خطوات تصنيعها داخل أحد المصانع بروض الفرج، التابعة لمحافظة القاهرة.
الحاج سباعى شبل، صاحب المصنع، أكد لـ«اليوم السابع» أنه ورث هذه المهنة عن أبيه وجده منذ عام 1985، مشيرًا إلى أن إنتاجه يتم تحضيره طازجًا ليستمتع المستهلك بخاصية «من المنتج إلى المستهلك مباشرة»، مضيفًا أن زبائنه من الأغنياء والفقراء، وأيضًا من المسلمين والمسيحيين.
يروى الحاج سباعى طريقة تصنيع الحلوى، فهى عبارة عن نسبة من الماء والجلوكوز يتم تسويتهما فى درجة حرارة معينة، حتى يصلا لمرحلة القوام السميك، ويتم فرد «العجينة» على طاولة فى الهواء حتى تتماسك وتصبح صفراء اللون، وعندها يقوم العامل بتجميعها لتصبح كتلة متماسكة، ويتم بعدها دخولها على ماكينة تقوم بفردها وطيها عدة مرات حتى يتحول لونها إلى اللون الأبيض الفاتح. ويتابع الحاج سباعى الحديث قائلًا: المرحلة الثانية فرد العجينة على طاولة كبيرة، وتقطيعها لقطع صغيرة دائرية، يتم وضعها داخل إناء كبير موجود به نوع من المكسرات، حمص أو سودانى أو سمسم، ويوضوع فى درجة حرارة عالية حتى تلتصق المكسرات بعجينة الحلوى، وبعد ذلك تأتى مرحلة الفرد والتقطيع، وهى فرد العجينة المرشقة بالمكسرات وتقطيعها على حسب الشكل المطلوب، إما دائرية أو طولية أو مستطيلة، وذلك باستخدام ألواح معدنية ودوائر للتشكيل، ثم بعد ذلك تدخل مرحلة التعبئة والتغليف عن طريق ماكينة خاصة بالتغليف، والتى يقوم عامل بوضع الحلوى فى أولها، وعامل آخر يستقبلها من الجانب الآخر، ويتم رصها داخل كراتين لبيعها.
أما عن النوع الآخر من حلوى المولد، والمعروف باسم «المربات» أو الملبن، فيقول أيبك سباعى، مدير المصنع، إن هذا النوع يتكون من سكر ومياه ونشا وملح ليمون، وتتم تسويتها فى درجة حرارة معينة داخل أوانٍ كبيرة، وتتم إضافة بعض الألوان الطبيعية المصرح بتداولها، لأمانها على صحة الإنسان، ثم تقطيعها وتغليفها استعدادًا لترويجها.
وعن الأنواع التى يقبل عليها المستهلكون، فهى الملبن الحبل، والفولية، والسودانية، والسمسمية، ورغم الحالة الاقتصادية التى يمر بها المصريون، فإن حلاوة المولد لا تزال حاضرة فى الأذهان، والأكثر غرابة من إقبال المستهلكين على الحلوى هو شراء «عروسة المولد».
عروسة المولد حتى وقت قريب كانت تصنع من السكر، ثم جاءت العروسة الصينى، وشعر المصريون بخطر العرائس المستوردة، فبدأوا بتغيير ملامحها وإضافة بعض المميزات، حيث تم إنتاج العروسة الدوارة كما أطلق عليها بعض التجار، وهى التى تتكون من عروسة ترتدى زيًا شفافًا، وتدور حول نفسها، ومثبتة على قاعدة من البلاستيك، وأخرى ترتدى فستانًا طويلًا، وتركب «حنطور» يجره حصان. ويحتفل عمال مصانع الحلوى بهذا الموسم وهم مقبلون على حب العمل فى هذه المهنة، حيث إنهم يأتون من كفر الشيخ وطنطا والمحلة إلى القاهرة ليعملوا بالمصانع المشهورة، وذلك فى الوقت نفسه من كل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة