بالرغم من أن الرئيس باراك أوباما اعتمد خطة الانسحاب من أفغانستان تلك التى كلفت خزينة بلاده نحو 6 مليارات دولار، إلا أن الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب يخطط للانقلاب على هذه الخطة وإعادة قسم كبير من القوات الأمريكية إلى البلاد التى تعد واحدة من أخطر الأماكن فى العالم.
ترامب والقوة الأمريكية
ففى الأسابيع الأخيرة انتقلت قوات أمريكية، قوامها نحو 2200 جندى من قاعدة فورت براج العسكرية، بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، إلى أفغانستان، وفقا لموقع "ميليترى" الأمريكى المتخصص فى الشؤون العسكرية.
وأكد الموقع أن هذه الخطوة هى الثانية من نوعها منذ مطلع العام الحالى، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية أرسلت ألفا و500 جندى مطلع العام الحالى، لينضموا إلى القوات الأمريكية العاملة حاليا فى أفغانستان وعددها 10 آلاف جندى.
يأتى هذا بينما أكد البيت الأبيض أن الحد الأقصى للقوات الأمريكية بانتهاء عهد أوباما سيكون 5500 جندى أمريكى وسيتمركزون فى أربع مناطق وهى، كابول وباجرام وجلال آباد وقندهار، فى الوقت الذى بلغ فيه عدد القوات نحو 9800 جندى.
استراتيجية جديدة لترامب
كما انقلب ترامب على كل المشاريع السياسية والأمنية وحتى الاجتماعية التى تبناها سلفه الرئيس السابق باراك أوباما بدءا من مشروع أوباما كير للتأمين الصحى وانتهاء بالاتفاق النووى مع إيران، يتبنى الرئيس الحالى دونالد ترامب استراتيجية جديدة تعد انقلابا كاملا على خطط أوباما فى أفغانستان.
ويمكن قراءة زيادة القوات الأمريكية بأفغانستان فى ظل هذا المنحى الجديد، خاصة أن ترامب أعلن عن نيته إرسال من 3 إلى 5 آلاف جندى إضافى إلى أفغانستان، كى تتولى مهمات متعددة أبرزها تدريب عناصر الجيش الأفغانى وتقديم الاستشارات العسكرية لهم، وحماية القوات الأمريكية الأخرى.
وتبنت تلك الاستراتيجية إعادة القوات الأمريكية إلى أفغانستان بعد تقارير استخباراتية أفادت بأن الجمهورية الإسلامية الأفغانية ستتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين الفارين من مناطق الصراع الأخرى ضد الجيش الأمريكى وأبرزها سوريا والعراق، مع الإشارة إلى أن إيران جندت عددا من القبائل الأفغانية الشيعية للعمل لصالح نظام الرئيس بشار الأسد فى سوريا.
بين البنتاجون والبيت الأبيض
فى السياق أعلن قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان الجنرال جون نيكولسون أن المعركة فى هذا البلد لا تزال فى "طريق مسدود"، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن استراتيجية ترامب الجديدة غيرت الوضع، ما يعنى أن الاستراتيجية الجديدة تجاه أفغانستان لم تخرج من البيت الأبيض بل من البنتاجون.
وأضاف نيكولسون فى تصريحات صحفية أن تنفيذ السياسة الجديدة للرئيس دونالد ترامب بدأ قبل 90 يوما فقط، ولكن بالقوات الأمريكية التى ستصل، وبالصلاحيات الجديدة التى "حصلنا عليها" قمنا بتهيئة كل الظروف للانتصار، على فلول الإرهابيين وما تبقى منهم.
يشار فى هذا السياق إلى أن حركة طالبان الأفغانية تحصل على الدعم اللوجيستى والعينى من روسيا ومن ذلك الوقود والأموال، وهو ما يستدعى وفقا للجراند استراتيجى فى واشنطن بعدم السماح لروسيا بالسيطرة على بلد آخر بعد أن سيطرت على سوريا.
أمريكا وداعش خراسان
ما يزيد من أهمية استراتيجية ترامب الجديدة بالنسبة للبنتاجون، النشاط المكثف الذى أظهره تنظيم داعش خراسان فى أفغانستان مؤخرا وقيامه بعدد من العمليات، آخرها تفجيرات مدينة جلال آباد، فضلا عن قيامه بإعدام عدد من عناصره الذين حاولوا الانشقاق عنه فى الأسابيع الأخيرة.
ووفقا للتقارير الواردة من كابول فقد قطع تنظيم داعش خراسان رؤوس 15 من مقاتليه بعد صراع نشب بين أعضاء التنظيم فى إقليم ننكرهار شرقى البلاد، بينما لقى ثمانية أشخاص حتفهم فى هجوم انتحارى فى عاصمة الإقليم، بحسب تصريحات أدلى بها عطاء الله خوجيانى المتحدث باسم حاكم الإقليم للصحفيين.
على كل حال من المؤكد أن الاستراتيجية الجديدة تستهدف إلى جانب داعش خراسان، حركة طالبان المرتبطة بإيران وروسيا بشكل مباشر، ولهذا كثفت القوات الأمريكية ضرباتها الجوية على معاقل التنظيمين مع حالة العسر الذى يعانى منها الجيش الأفغانى النظامى فى مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة