بعد حادث مسجد الروضة الإرهابى كثفت وزارة الأوقاف إجراءات تأمينها للمساجد والأضرحة بمختلف أنحاء الجمهورية، و خاصة فى محافظة الإسكندرية التى تعتبر مدينة الأضرحة لوجود عد كبير من الأضرحة ومقابر أولياء الله الصالحين، وأشهرهم سيدى العارف بالله أبى العباس المرسى وتلاميذه الذين جاءوا خصيصاً من بلاد المغرب العربى للمكوث والتعليم لأصول الدين الإسلامى فى مصر وخاصة بالإسكندرية التى كانت تعتبرا منبرا لتعليم أصول الدين الإسلامى على يد كبار الشيوخ.
أضرحة الإسكندرية
وبعد الحادث الإرهابى كثفت مديرية الأوقاف بالإسكندرية إجراءاتها تزامنا مع احتفالات المولد النبوى الشريف التى من المفترض تبدأ غداً فى كافة المساجد، ومنها ممارسة بعض الطقوس وحلقات الذكر قراءة القرآن لمريدى الطرق الصوفية.
وأكد الشيخ محمد العجمى وكيل أوقاف الإسكندرية أن هناك إجراءات استثنائية خلال الفترة المقبلة لحماية المساجد والأضرحة والتى يبلغ عددها 77 ضريحا بالمحافظة، منها عدم السماح بدخول أى شىء مبهم أو غريب أو المبيت داخل المسجد مع غلق الأضرحة عقب صلاة العشاء مباشرة.
جانب من الاضرحة
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك تنسيقا مع مديرية أمن الإسكندرية لحماية المساجد الكبرى ومنها مسجد أبو العباس المرسى الذى يوجد فيه نقطة ارتكاز ثابتة لقوات الشرطة وسيتم تعميها فى المساجد الكبرى، مؤكداً أن هناك تنسيق كبير مع قيادات الأمن بالإسكندرية الذين يبذلون كافة الجهود لحماية بيوت الله بالمحافظة.
وأشار إلى أنه هناك إجراءات على أرض الواقع لتركيب كاميرات مراقبة فى المساجد الكبرى والتى بدأت بمسجد المرسى أبو العباس من خلال تبرع أحد رجال الأعمال الخيرين وسيتم تعميها فى مساجد سيدى ياقوت العرش وأبوصيرى وعدد من المساجد الكبرى.
الأضرحة
وأوضح أن تركيب الكاميرات على المساجد والأضرحة لتنظيم العمل داخلها، مؤكداً أن من يجد فى نفسه رجولة أو شهامة فليعتدى على مسجد أو ضريح فنحن دولة مؤسسات وسنحافظ على المساجد وبيوت الله كما أمرنا "النبى"- صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر ميدان المساجد بالإسكندرية اشهر الأماكن التى يتواجد بها الأضرحة والتى تقام فيها طقوس سنوية غى المولد النبوى وفى مولد الأولياء منها مولد المرسى أبو العباس الشهير الذى يأتى إليه المواطنين من جميع محافظات مصر ليقيموا لمدة أسبوه كامل فى ساحة المسجد.
أضرحة ميدان المساجد
وبمنطقة بحرى المميزة التى تعتبر قلب الإسكندرية وفى الجهة المقابلة للكورنيش يقع مسجد المرسى أبو العباس كما يطلق عليه الموطنون باللغة العامية، وهو اسمه الحقيقى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أمير مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب.
وكأن أبو العباس المرسى عاشقاً للقرآن والتفقه فى أمور الدين وكان محباً لعمل الخير واشتهر بالصدق والأمانة وكان رمزاً للتاجراً الماهراً الأمين وقدوة للشباب فى التدين والنجاح فى التجارة، وفى عام 640 اعتزم والده الحج بصحبه أخيه وامه وركبوا البحر وبالقرب من تونس هبت عاصفة وأغرقت المركب ومن فيها ماعدا ابو العباس ونجا من الغرق، فاستقر فى تونس ومن بعدها انتقل إلى مصر بعد أن اتعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى.
جانب من الأضرحة
وبعد مرور مئات السنين على وفاته اشتهرت مدينة الإسكندرية واقترنت بأسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصاً ويقرأون له الفاتحة، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام والقبة التى تم وضعها فى مصلى السيدات وإلقاء الشموع، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد.
وبعد وفاته عام 686 هـ دفن فى مقبرة باب البحر وفى عام 706هـ بنى عليها مسجداً، وتم تطويره فى عهد الملك فؤاد الأول ووضع له تصميم المعمارى الإيطالى ماريو روسى.
كما يشتهر بوجود أضرحة الـ14 شيخا ومن الشيوخ المدفونين هم مقام سيدى محمد بركة المتوفى عام 1398، سيدى محمد غريب اليمنى، ابن وكيع الشهير بأبى نواتير، سيدى محمد الغريب، سيدى محمد الشريف المغربى، سيدى محمد أبو وردة، سيدى يوسف الجعرانى، سيدى محمد بركة، سيدى محمد الشريف، سيدى محمد الطرودى، سيدى محمد الحلوانى، سيدى محمد إجابة، سيدى محمد صلاح الدين، سيدى محمد مسعود، سيدى محمد المنقعى.
ويأتى الزوار خصيصا وخاصة من الوفود الأجنبية لدول أفريقية وجنوب شرق أسيا لزيارة الأضرحة وهى الأشهر فى مصر والصلاة بجوارهم ومنهم من يقضى ليلة كاملة فى الذكر والصلاة وقراءة القرآن.
أضرحة شهيرة بالإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة