نجح معرض الشارقة الدولى للكتاب فى جمع عدد كبير من المثقفين، للمشاركة فى الفعاليات، ما يتيح أيضًا مقابلة الزوار للمثقفين والتعرف عليهم عن قرب، وفى وجود جريدة "اليوم السابع" فى المعرض كان لنا لقاء مع الشاعرة المغربية عائشة البصرى.
وقالت الروائية والشاعرة المغربية عائشة البصرى، إنه يجب على المؤسسات الحكومية أن تقوم بترجمة الأعمال الأدبية حتى تصل وجهة نظرنا إلى الغرب، كما أن الترجمة عبارة عن حوار متبادل بين الحضارات، وإن لم نترجم نحن أدبنا وفكرنا إلى لغات أخرى كيف سيفهمنا الغرب، خصوصًا فى هذه اللحظات التى يعيشها العالم ككل، وهذا الهجوم الذى يكون على الثقافة العربية والإسلامية ككل، فيجب تصحيح رؤية الغرب إلى العالم العربى.
وأوضحت عائشة البصرى، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، أن الحالة الثقافية فى الوطن العربى جيدة رغم ما نعانيه الآن من شتات، لافتة إلى أن الحالة الثقافية للمغرب تطورت بدليل كثرة الإصدارات من الروايات ودواوين الشعر وما يقام من احتفالات ثقافية، على سبيل المثال معرض الكتاب الدولى الذى ينظم سنويًا والذى يستقطب مجموعة كبيرة من الكتاب والناشرين العرب والعالم، وكذلك ما يقام من مهرجانات شعرية.
الروائية والشاعرة المغربية عائشة البصرى
وعن الشعر قالت عائشة البصرى، الشعر هو الأساس، وأنا شخصيًا أرى أن الشعر هو بيتى الأول فأذهب إلى الرواية لكننى أعود إلى الشعر، ورغم أننا نرى فى العالم العربى إصدارات الرواية أكثر من الدواوين الشعرية، لكن أثق فى أن الشعراء الذين ذهبوا إلى الرواية يعودون إلى الشعر مرة أخرى، فالشعر بخير.
وعن قدرة الثقافة فى مواجهة ما يحدث فى معظم دول العالم من إرهاب ودمار، رأت الكاتبة المغربية أن الثقافة هى إشعار الفرد العربى بمسئوليته الوطنية والدينية والأخلاقة، وبالتأكيد هى وسيلة الشعب فى مواجهة الفكر الظلامى، لافتة إلى أن الأمية هى التى تؤدى إلى التطرف، عكس الثقافة التى تؤدى إلى الانفتاح والفهم الجيد للدين والأخلاق والقيم الإسلامية والعربية.
وحدثتنا عائشة البصرى عن سبب عجز الوطن العربى على ترجمة وتوصيل الأعمال العربية للغرب، قائلة: لأن العالم الغربى ينظر دائما للعرب بنظرة دونية خاصة إلى ما ينتجه من فكرى وإبداع، وكذلك تتحمل مسئولية ذلك المؤسسات الحكومية ودور النشر التى لا تقوم بعملها جيدًا، وتعجز عن الترويج للأدب العربى بشكل جيد فى منصات بيع الكتب المترجمة، وكذلك المترجمين وأظن أن أغلب الترجمات إلى حد ما ليست سيئة لكن لا تفى بالغرض عند القارئ الغربى، كما أنه ليس لدينا حتى الآن تراكما خاصا فى الرواية، فلابد أن يكون هناك تراكم حتى تكون لدينا تجربة روائية ونقول إن الأعمال العربية لابد أن تترجم لتصل إلى الغرب.
وأشارت الكاتبة المغربية إلى أن النقد ليس مختفيا تماما، لكن النقاد لم يطورا أدواتهم النقدية، حيث أننا نرى عدة تجارب روائية وشعرية تجاوزت النقد إلى حد ما.
معرض الشارقة
وأوضحت عائشة البصرى أن هناك كتابا مصريين يحرصون على قراءة أعمالهم، قائلة: أقرأ لكثير من الكتاب بمصر مثل إبراهيم عبد المجيد فى الرواية، وأحمد الشهاوى فى الشعر وغيرهما.
وعن أسباب عدم حصول كاتب عربى على جائزة نوبل بعد الكاتب العالمى نجيب محفوظ، رأت عائشة البصرى، أن جائزة نوبل تحكمها جوانب سياسية وليست إبداعية فقط.
وأبدت الكاتبة المغربية خلال حديثها أنها تحب معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقالت إنه رائع للغاية، لافتة إلى أن معرض الشارقة الدولى للكتاب منظم وراقٍ ويليق بالثقافة العربية.
وقدمت عائشة البصرى كلمة للشعب المصرى قائلة: إن الشعب المصرى هو الأقرب للشعب المغربى، وتحية للشعب المصرى الذى يواجه الإرهاب.