أشاد الدكتور شوقى علام – مفتى الجمهورية – بجهود الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، وطالب جنودنا البواسل الذى يواجهون أعداء الوطن ويهددون أمنه بألا تأخذهم بهم رأفة ولا رحمة فهم أعداء الدين والأوطان معًا، مضيفًا أنه إذا تطاول والأعداء وهددوا الوطن فلابد من الأخذ على أيديهم بكل قوة وحزم؛ لأنهم يريدون أن يفنوا هذا الوطن ويدمروه حتى تخلو لهم الساحة ولن تخلو؛ فسنة الله فى أرضه أن الباطل يذهب والحق يبقى ونحن أهل الحق؛ لأننا نريد بناء الوطن، ومن يريد أن يهدم الوطن هم أهل الباطل.
وتابع مفتى الجمهورية حديثه فى برنامج "حوار المفتى" على "قناة أون لايف" والذى جاء تحت عنوان "حب الأوطان" أن حب الوطن أمر غريزى فطرى، والإسلام جاء متوائمًا مع هذه الفطرة بحيث لا يتعارض معها، موضحًا أن حب الوطن لا بد أن يترجم إلى برامج عمل تخدم هذا الوطن كل فى مجاله، ونحن عندما نتكاتف جميعًا ونعمل لصالح الوطن فهذا ترجمة عملية لحب الوطن، بالإضافة إلى أن عدونا إذا رآنا على هذه الحالة فإنه يفكر ألف مرة إذا أراد أن يهددنا.
فالإسلام وكل الرسلات السماوية التى أوحى الله تعالى بها إلى رسله متوافقة مع الفطرة وليست متناقضة معها، وعليه يكون كل حكم شرعى متطابقًا مع الفطرة التى فطر الله تعالى الناس عليها.
واستشهد فضيلته بموقف النبى صلى الله عليه وسلم الذى لاقى فى مكة كل أنواع الأذى ورغم كل ما لاقاه فإنه ضرب لنا أعظم مثل فى حب الوطن وقال قولته الشهيرة والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى نفسى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت.
فقد عبر النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الموقف - وهو المشرع لنا - بأنه لا تناقض بين الإيمان وحب الأوطان، بل هو توافق الدين مع الفطرة التى فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها.
وقال مفتى الجمهورية أن انتمائى للدين لا يتنافى أو يتعارض مع انتمائى للوطن أو الأسرة أو البلد التى ولدت فيها بل هى دوائر يكمل بعضها بعضًا.
وحول دعوة بعض الجماعات المتطرفة إلى إزالة الحدود بين الأوطان وإقامة الخلافة قال مفتى الجمهورية هذه دعوة خبيثة يراد منها الوصول إلى أغراض سياسية وهى سلطة الحكم.
فهؤلاء المتطرفين استغلوا حب الناس للدين فدغدغوا مشاعرهم بهذه الدعوة لكى يصلوا إلى مآربهم، والخلافة لم تكن غاية بل هى وسيلة لإدارة شئون الناس، ونحن إذا حققنا ما فيه منفعة للناس فنحن بذلك قد حققنا قضية الخلافة، مضيفًا أن قضية الخلافة قضية سياسية فرعية نقلت عند بعض المذاهب الفقهية من قضية فرعية إلى قضية إيمانية داخلة فى أصول العقائد، ومن ثم إذا دخلت فى هذا الحيز تثير إشكالاً، وهذا ما فعله الإخوان وغيرهم من المتطرفين لكى يلبثوا الأمر على الناس ويصلوا إلى غايتهم الخبيثة.
وأوضح مفتى الجمهورية أن الأحكام الشرعية من الأوامر والنواهى جاء بها الإسلام لجلب المصالح للناس ودرأ المفاسد عنهم فى الدنيا والآخرة، لأن الشريعة بكل أحكامها جاءت لتحقيق مصالح الناس.
وحول ترك البعض مجاله وتخصصه للتفرغ للدعوة فقد عتب مفتى الجمهورية على كل طالب علم فى أى تخصص ما يتركه ويقول أنا داعية، مؤكدًا أن كل واحد منا داعية فى تخصصه، لأنك تبنى فى مجتمعك؛ ومجال الدعوة ليس قاصرًا على الوعظ والإفتاء فقط بل الدعوة تكون فى كل التخصصات.