عندما تصعد أعلاه سترى مصر التى لم تعرفها من قبل بألوانها الباسمة للحياة والداعية للبهجة والصمود فى آن واحد، والرقة الممزوجة بعزوبة النيل المطل عليه، لتفخر أنك مصرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى فبرج القاهرة يتيح لك رؤية الدنيا بعيون أخرى ليذكرك بحضارتك الفرعونية العريقة بداية من زهرة اللوتس المقتبس شكله منها، ووصولاً إلى الشموخ لتفوقه من حيث الارتفاع على الهرم الأكبر بـ43 مترًا.
صورة برج القاهرة
تظل الصورة ببرج القاهرة حلم كثير من الأجانب العاشقين لتراب أم الدنيا، ومصدر بهجة للعديد من أبناء الوطن ممن طبق بعضهم مثل "الدبة اللى قتلت صاحبها"، برغبتهم فى توثيق حدث زيارتهم للبرج بنقش أسمائهم على جدرانه تخليدًا لتلك الذكرى، دون أن يدركوا مدى جرم ما يفعلونه فى حق الوطن بتقديمهم نموذج وانطباع سىء عن المصريين بالخارج.
تشويه البرج
تعدى كل من يكتب على جدران برج القاهرة على حق الأجيال فى التمتع بذلك المعلم السياحى دون تشويه، فلم يحافظوا على هذا الصرح ليبقى كما أطلق عليه الأمريكان "شوكة عبد الناصر"، حيث يتردد أنه تكلف 60 مليون جنيه فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعتهم لشراء موقف مصر فى الاحتلال الفرنسى للجزائر إلا أن الرئيس الراحل خدعهم وصممت مصر على موقفها مستغلة تلك الأموال فى بناء برج القاهرة.
بعض الكلمات على جدران برج القاهرة
وبمرور السنوات على بنائه منذ عام 1961 بقى محتفظًا برونقه رغم المحاولات العابثة بتشويه منظره العام من بعض الفئات بالكتابة عليه، ويرصد اليوم السابع أهم ما كتبه المصريون على جدران برج القاهرة، فى السطور التالية.
رسائل الحب على جدران برج القاهرة
وجاءت رسائل العشاق والاعتراف بالحب فى مقدمة كتابات جدران برج القاهرة، فتجد إشارات حب كل من عامر وضحى، ونادية وسمير وفايزة وتيتو، ومنيرة وعمرو، ومحمد وأميرة، والعديد من عبارات الهيام مثل حب عمرى، وعشق للأبد، والحب كله، وفى ركن آخر تجد مصطفى يعترف بحبه لحبيبة ليشهد عليهم برج القاهرة.
أحمد ومحمد
وسوسو تصرح بحبها لحودة، ووصلة حب متبادلة بين محمد وحبيبته فبدأها بـ"بحبك بحبك بموت فيكى بحبك"، لترد عليه "محمد قمر بحبك يا محمد" ليبادلها الحب مرة أخرى قائلًا "بموت فيكى ياقلب محمد"، أما محمد وسارة فرفعا معًا دعاء "يارب نتجوز يارب".
للذكرى بحمام البرج
وغرام وثقت ذكرى مجيئها البرج رابع يوم عيد الأضحى على جدران حمام السيدات، وشيماء فخرت بزيارتها للمعلم السياحى مع أخواتها، أما دودو فكانت برفقة بوسى، وهمت عبرت عن حبها لموحة.
من كشف خيانة الزوجة للحكمة
رسالة إلى أم عمرو
وكشفت حواديت جدران برج القاهرة قصة حب أحدهم لامرأة متزوجة تدعى "أم عمرو" فلم يجد ذلك الشاب مفر أمامه سوى الجهر بحبه على حائط برج القاهرة، ليدعو بموت زوج من يحب قائلًا "بحبك يا أم عمرو ونفسى جوزك يسيبنى فى حالى أو يفطس".
ولم تغب الحكمة عن زوار برج القاهرة فمنهم من كتب "ملوش لازمة الكلام"، وآخر فضل عبارة "خلصانة بشياكة"، وثالث نقل نظرته إلى الحياة المتمثلة فى الآية القرآنية "كل من عليها فان".
خليك إيجابى وقول للغلط لا
شاب يكتب على حائط البرج
وأثناء تواجد "اليوم السابع" ببرج القاهرة تصادف وجود أحد الشباب الذى حاول تخليد ذكرى مجيئه للبرج بالكتابة على جدرانه، إلا أن إحدى السيدات تعرضت له ومنعته من ذلك الفعل لتعديه على حق الجميع معتبرًا البرج ملكية خاصة يكتب بها ما يشاء، وقامت بإحضار أمن البرج له لمنعه من مواصلة فعله، فيما قابل الشاب هذا بالسخرية من السيدة الأربعينية.
كتابات على جدران برج القاهرة
وحدثها "اليوم السابع" لتوضح ما دار بينهما بشىء من التفصيل، لتقول سوسن سيد حسن، الموظفة بجامعة عين شمس، "جئت إلى برج القاهرة ومعى ضيوف من أستراليا وكنت أتباهى بمعالم بلدى أمامهم لأتفاجأ بوجود شاب يشوه الجدران بقلم فلومستر، فلم أتمالك نفسى وقلت له فورًا بطل اللى بتعمله ده بلدنا لازم نحافظ عليها لنستمتع بها جميعًا.. وتعجبت من رده حين قال يعنى أنا اللى هبوظ البرج ما كل الناس كاتبة، وهنا انسحبت وأحضرت له أمن البرج ليتعامل معه".
برج القاهرة ليس أثرًا
وما لا يعرفه الكثيرون أن برج القاهرة غير تابع لهيئة الآثار وذلك لعدم تجاوزه المدة القانونية للاعتراف به كأثر وفقًا للمادة الثانية من قانون حماية الأثار الجديد الصادر عام 2010، حيث لم يمض على بنائه 100 عام.
اعتراف بالحب
المادة 2 من قانون حماية الآثار الجديد الصادر:
يعتبر أثراً كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائة عام متى وجد على أرض مصر، وكانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهراً من مظاهر الحضارات المختلفة التى انتجت أو قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها، وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها.
حبيبة ومصطفى
وبذلك ينطبق على برج القاهرة مصطلح المنشآت ذات القيمة التذكارية وعقوبة تشويه جدرانه مذكورة بقانون العقوبات المصرى كالآتى:
مادة 162 من قانون العقوبات المصرى:
كل من هدم أو أتلف عمداً شيئاً من المبانى أو الأملاك أو المنشات المعدة للنفع العام أو الأعمال المعدة للزينة ذات القيمة التذكارية أو الفنية، وكل من قطع أو أتلف أشجارا مغروسة فى الأماكن المعدة للعبادة أو فى الشوارع أو فى المنتزهات أو فى الأسواق أو فى الميادين العامة يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن مائة جنية ولا تزيد على خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين فضلاً عن الحكم عليه بدفع قيمة الأشياء التى هدمها أو أتلفها أو قطعها.
"ويضاعف الحد الأقصى للعقوبة المقررة فى المادة 162 إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابى".
دراسة هولندية: نقوش الجدران تزيد نسبة الجرائم
وذكرت دراسة هولندية نشرتها مجلة "ساينس الأمريكية"، أن النقوش على الجدران بشكل عشوائى تساعد على زيادة نسبة الجرائم والتمرد على السرقة والتخريب وإلقاء المهملات فى الشارع، بحيث يدعو ذلك السلوك الأفراد إلى التمرد وكسر القواعد حسبما جاء فى الدراسة الميدانية على بعض المناطق السكنية فى هولندا.
شروق وفاروق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة