** علاقاته بقناة الجزيرة على طريقة لا أحبك ولا أقدر على بعدك.. يتضايق من الصور المروعة.. ويأمر اتباعه بتحسين العلاقات معها
** معجب بـ "القرضاوى" ودوره.. ويصف الجزيرة بـ"حاملة لواء الثورة"
**واصفا قناة الجزيرة: ستعمل على هدم جميع الأنظمة فى المنطقة
** بن لادن: ليبيا ستتحول لصومال البحر المتوسط وغير قلق على الثورة فيها
** مستاء من توقف قصف الناتو على ليبيا: إذا توقفت الحرب الآن سينتصر القذافى!
** طرائف المذكرات: يقاتل الأمريكان فى أحلامه.. ويستغرب من "الفيس بوك"
فى هدية ثرية إلى الصحافة فى أنحاء العالم كله، أفرجت المخابرات الأمريكية عن دفعة جديدة تحتوى على مئات الآلاف من الوثائق المعروفة باسم "وثائق أبوت أباد"، وهى عبارة عن الأوراق والوثائق وملفات الكمبيوتر التى عثرت عليها القوات الأمريكية أثناء الغارة التى شنتها على منزل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى منطقة "آبوت أباد" فى باكستان.
ولعل واحدة من أهم الوثائق التى أفرج عنها هو المذكرات الشخصية لأسامة بن لادن، التى دون فيها ملاحظاته على ثورات الربيع العربى، والتى جاءت فى 225 صفحة.
مذكرات بن لادن رغم أنها جاءت فى صورة خواطر، وأحيانا كثيرا غير منتظمة وغير واضحة، كشفت الكثير والكثير عن زعيم التنظيم وعلاقاته ورؤيته للأحداث واهتماماته بها، فهو مهتم بثورة ليبيا أكثر من أى ثورة أخرى، يحاول موازنة العلاقات مع الجزيرة فيهاجمها حينا، ويثنى على دورها ويصفها بحامل لواء الثورات حينا آخر، أما المفاجأة الأكبر فإعجابه الشديد بقطر!، حتى أنه كتب موجها حديثه إلى شخص ما لم يسمه "أرسلوا أفكارى إلى قطر فهى مؤهلة لتحمل مسؤوليتها!".
ـ بن لادن فى مذكراته: أرسلوا أفكارى إلى قطر فهى المؤهلة لحمل مسؤوليتها
وفى خاطرة يبدو أنه وجهها إلى نجله حمزة، والذى كان من المفترض أن يذهب إلى قطر بحسب وثائق كشفت سابقا، مدح أسامة بن لاد قطر قائلا عنها"ثبت أنها هى الجهة المؤهلة لتحمل هذه المسؤوليات هذه، وهى الجهة الأسلم لتلافى الأزمات".
أرسلوا مذكراتى إلى قطر
وفى جزء من مذكراته يبدى أسامة بن لادن أسفه على أن الثورات العربية لم تفرز رموز وطنية حتى اليوم، لكنه فى الوقت نفسه أثنى على يوسف القرضاوى، قائلا إنه عندما يتكلم يساعد أى شخص ويزيد ثقة المواطنين من أن الثوار على حق.
وأثنى أسامة بن لادن على قناة الجزيرة قائلا: "الجزيرة بفضل الله هى حاملة لواء الثورات، ولولاها لما كان حصل فى تونس ما حدث".
الجزيرة حاملة لواء الثورة
واستمرارا فى الثناء على الجزيرة، وعلى مراسلها فى اليمن، وحديثه عن تنظيم القاعدة، يقول بن لادن عنه إنه تكلم كلاما جيدا، يقبل أن يكون مهنى أو تحريضى، لولا الأجواء السابقة لسبتمبر.
ومن بين ما قاله بن لادن أنه سيتم إسقاط النظام، والجزيرة تعمل على هدم جميع الأنظمة، لكن لا يبدو واضحا السياق المذكور فيه هذه العبارات.
الجزيرة تعمل على هدم الأنظمة
إعجاب بن لادن بالجزيرة لا يتوقف عند هذا، فيطالب تابعيه أن يتواصلوا مع قناة الجزيرة، وأن يكتب لهم فقرة شاملة وافية تشرح تغيير موقفهم، وتحسين العلاقات، وخصوصا فى الظروف القادمة، والإعلان عن هذا التغيير فى الموقف بما يتناسب مع الحرص أن يكون (كلمة غير واضحة) ألا يتم الإساءة إليها.
إصلاح العلاقة مع الجزيرة
وفى رسالة أخرى يكتب عن رسالة من "الشيخ محمود" إلى الليبين، وأيضا من الإعلاميين فى قناة الجزيرة!، وإن كانت الرسالة لا توضح حقيقة من الأطراف التى يعنيها بن لادن والتى تراسل الليبيين من الجزيرة؟.
رسالة من الجزيرة
ومما دونه أسامة بن لادن، امتعاضه لعرض الجزيرة صورا صادمة لضحايا غارات جرت فى ليبيا، فكتب يقول: "الجزيرة عرضت صورا صعبة ومروعة، - من ليبيا – ويجب لفت انتباه المشاهدين بلوحات بأنهم يعرضون هذه الصور المروعة، كثيرون رأوا هذه الصور، المرضى أو النساء والأطفال، ويكون لهذا أثرها بالغ الأسى".
يتضايق من تغطية الجزيرة
العلاقة بين الجزيرة وأسامة بن لادن لا تبدو أيضا واضحة، فعلى الرغم من إيضاحه امتلاكه لمتعاطفين ومتعاملين داخل القناة، إلا أنه فى أوقات كثيرة غاضب منها، ففى جزء آخر من مذكراته يفكر بن لادن لماذا رفضت الجزيرة إذاعة البيان الذى أصدره عن "الفيضانات"- يقصد الفيضانات التى قامت فى باكستان – فيقول إن السبب أن حمد يريد الشريط تحت تصرفهم تلقائيا، قاصدا أن حمد جعل الشريط "تحت التصرف" ليذاع فى وقت المصلحة!.
حمد تحت تصرف
واحدة من بين المفاجآت التى دونها أسامة بن لادن، أن أسعد طه والذى قدم لسنوات طويلة على قناة الجزيرة برنامج نقطة ساخنة، أعد مشروعا لانتاج فيلم وثائقى كامل عن تنظيم القاعدة إلى قناة الجزيرة، لكن القناة ومديرها بالإنجليزية "صلاح نجم"، قرر إذاعة المشروع تحت اسم "تدمير القاعدة"، وهو الأمر الذى أزعج أسعد طه، الذى هدد صلاح نجم، وأثنى على أسامة بن لادن، وقال إن هذا فيلم عن رجل ضد دولة، فأقيل من الجزيرة.
وأسعد طه هو أحد أشهر منتجى الأفلام الوثائقية فى المنطقة العربية، وقدم واحدا من أشهر برامج الجزيرة، وهو نقطة ساخنة، وامتلك شركة لانتاج الأفلام الوثائقية هى "هوت سبوت"، والتى عملت فى كل من الإمارات، ومصر، قبل أن يصفى أعماله وينتقل إلى تركيا مؤخرا.
أسعد طه وبن لادن
ـ اهتمام كبير لزعيم القاعدة بالثورة الليبية.. ويؤكد: أطراف طلبت منا تزويدها بالسلاح
فى المذكرات المنشورة ورغم أن بن لادن عرج على كافة الدول التى قامت فيها الثورات، إلا أنه أبدى اهتماما خاص بالثورة الليبية تحديدا، وتدوين ملاحظات عليها ومتابعتها عن كثب، يبدو هذا جليا فى أول المذكرات، لكن وبالمرور سريعا على المذكرات يظهر الأمر واضحا، فثمة أطراف ليبية طلبت من تنظيم القاعدة تزويدهم بالمشورة العسكرية!، بل وتزويدهم بالسلاح، وهو ما جعل أسامة بن لادن يطلق على ليبيا "صومال الشرق"!.
ففى أحدى الصفحات يذكر يوصى بن لادن أن يتدخل الجناح العسكرى لتنظيم القاعدة – أو ما يسميه المركز - ويقوم بالتواصل مع هؤلاء لتقديم الخبرات، موصيا بمعرفة إن كانوا يستطيعون تنفيذ عمليات نوعية هناك.
وطالب بن لادن أيضا فتح خط خاص والإسراع فى الخطوات فى التواصل بين الأطراف الليبية المجهولة والتى لم يسمها وتنظيم القاعدة.
بن لادن ناقش أيضا مسألة إرسال مقاتلين إلى ليبيا، وتنظيم ذلك مع "القاعدة" فى صفحة أخرى وإن لم يذكر كيف سيتم ذلك.
بن لادن والتواصل مع أطراف ليبية
ولا يبدو أن الاتصالات كانت بعيدة عن بداية الثورة، ففى مذكرة كتبها بتاريخ 4 ربيع الثانى 1432 هجرية، أى فى 8 مارس 2011 بعد أقل من شهر من قيام الثورة الليبية، يقول أسامة بن لادن إنه غير قلق على مسار الثورة الليبية، فالفرق بين مصر وتونس وليبيا أن ثورة ليبيا فتحت الباب للمجاهدين، والباقيتان – يقصد تونس ومصر – تحتاج إلى سنوات، ويذكر ما قاله القذافى ونجله سيف الإصلاح بأن البحر الأبيض سيصبح ميدان القاعدة، واصفا إياها بـ "الصومال المتوسط".
إرسال مقاتلين إلى ليبيا
الغريب أن بن لادن بدا غاضبا للغاية من توجه الناتو فى أحد مراحل الحرب لوقف إطلاق النار على نظام القذافى فكتب يقول: "وقف إطلاق النار معناه انتصار القذافى ويبقى البلد، معناه كل واحد يبقى على ما فى يده!، هناك خيانة على الوضع فى ليبيا".
لكن رغم ذلك مستغرب من موافقة قطر على وقف إطلاق النار فى ليبيا، قائلا :"صحيح قطر متحركة، لكن قد يكون أوباما هو الذى طلب حمد ليهدأ – يقصد تهدئة الوضع فى ليبيا – وقد يكونوا يمارسون معه التهديد، وإن كان مبطنا وسيتضح ذلك من تغطية الجزيرة!.
ووجه الغرابة فى ذلك أن أسامة بن لادن صنع ما يدعى أنها أسطورته بالكامل، على فكرة أنه رفض التدخل الغربى فى أثناء حرب تحرير الكويت!، لكنه اليوم حزين مما يلوح فى الأفق من وقف إطلاق النار فى ليبيا وتوقف الناتو عن القصف.
مسار الثورة الليبية
ـ أسامة بن لادن ابتهج بنتيجة استفتاء مارس واعتبرها نتيجة فى صالح "الإسلاميين"
أما عن مصر التى لا تنال نفس اهتمام اليمن وليبيا فى مذكرات أسامة بن لادن، فيأتى ذكرها فى عدد من المواضع، مثل متابعة سير المحاكمات والقبض على رموز نظام مبارك، لكنه أيضا يبدى فرحة كبيرة بنتيجة استفتاء مارس سنة 2011، معتبرا أن نسبة الـ 77% التى حصل عليها الموافقون على نعم أنها تشير إلى هيمنة "الإسلاميين" على البرلمان المقبل، مما يعنى أن أغلب قراراتهم الإسلامية ستمر من خلال البرلمان؛ على حد وصفه.
وقال بن لادن إن هذا الاستفتاء أظهر بشكل يقينى حجم القوى السياسية فى مصر، فكل الأحزاب تشكل 22%، وما أسماه "بقية الشعب" يشكلون 77%، وواصل أن هذه ستكون نسبة عالية فى البرلمان، كما أثنى على التعديلات وأكد أن فيه أمور لصالح الإسلاميين.
متضايق من توقف الحرب فى ليبيا
وفى ضمن ما سجله أسامة بن لادن عن مصر، كان تولى الدكتور عصام شرف منصب رئيس الوزراء، وقال بن لادن إنه ليس إسلاميه وهناك تفاهم بينه وبين الإخوان، وأطلق سراح 60 من الجهاديين منهم الزمر ( يقصد عبود الزمر )، وشقيق د.ايمن ( يقصد محمد الظواهرى).
استفتاء مارس
الغريب فى الأمر أن أسامة بن لادن كان متابعا جيدا للوضع فى مصر، ولتصريحات القيادات السياسية، فذكر عدد من الشخصيات العامة المصرية فى مذكراته وعلق على تصريحاتهم، ومن بين من ذكرهم بن لادن، كان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادى الإخوانى السابق، ومحمد حبيب القيادى الإخوانى المنشق، وكذلك الدكتور ضياء رشوان، وإن كان فى أغلب الأوقات لا يبدو واضحا السياق الذى ذكرت فيه هذه الشخصيات.
عصام شرف
عبد المنعم أبو الفتوح
ضياء رشوان
ـ بن لادن عن ذكرياته: التزمت مع الإخوان ومنهجم محدود
وفى المذكرات يكشف أيضا أسامة بن لادن عن وجه جديد مخفى من حياته، يشرح فيه أنه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولاحظ أن منهجم محدود، وأنه انتظم فى جلسات محدودة معهم قرأ السيرة مرة فى الأسبوع ومحدودا بعدد صفحات، لكنه لم يتأثر بهم كثيرا من الناحية العلمية.
ويكشف أيضا عن إعجابه بالشيخ عبد المجيد الزندانى، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فى اليمن سابقا، وأنه تأثر به فى تخصصه بالإعجاز العلمى فى القرآن.
التزمت مع الإخوان
ـ بن لادن يحلم بأنه يقاتل دبابة أمريكية ومتعجب من "الفيس بوك"
ولا تخلو المذكرات أيضا من العديد من المذكرات الشخصية ، فيروى بن لادن رؤيا شخصية له فيقول: "رأيت نحن المجاهدون كنا نقاتل الأمريكان والمرتدين من الجهة الأولى المجاهدين والمقاتلين المرتدين، وأنا على رأس الجبل، رأيت الدبابات الأمريكية صاعدة، وبقيت أقاتل، ونزلت من الجهة الأخرى، أنا وساعدت فى صد الهجوم، فنادى الأخوة ( كلام غير واضح ) ؛ صعدت ولم أجد أحدا لا أمريكان ولا دبابات، ونكتفى بهذا القدر".
بن لادن حلم
ويبدو أن أسامة بن لادن مستغرب من الفيس بوك، فهو لا يستطيع أن يكتبه ويخطئ فيه مرة ثم يعيد كتابة اسمه مرة أخرى، ويسجل أرقاما عن عدد المشتركين فى الموقع، وعن قيمته، ويدون ملاحظة: "أثرها بالغ على الشعوب لتواصل الناس على هذه الشبكة".
بن لادن والفيس بوك