قال الروائى الجزائرى واسينى الأعرج، إن كتابة السير الذاتية إشكالية، لأن لا قارئ محدد لها، واصفاً إياه بالفضفاض قائلا: هذا النوع من الأدب لديه خصائص مشتركة بين جميع الكتابات الأخرى، ويمكن لأى كاتب أن يكتب السيرة لكن ليس من السهل أن نطلق عليه لقب أديب، وهنا تكمن نقطة الحسم.
وأضاف واسينى، خلال ندوة بعنوان "نقوش"، تناولت أدب السيرة الذاتية وقدرته على تأريخ وجود الكاتب فى الحياة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 36، السيرة الذاتية هى ترميم لثقوب الذاكرة، وأهم ما يكمن فيها هو اعتراف الكاتب منذ البداية بأنه يكتب سيرته الذاتية دون اختباء أو خوف، لكن الأهم هو الصدق، وأن يسرد الكاتب ما حدث فى حياته وكأنه أمام مرآة، وأسوأ ما فى السيرة أنك تشعر وأنت تبدأ فى كتابتها وكأنك تقف أمام الموت الذى تتلمس خطواته بداخلك وهى تقترب، لكنك تقوم بهذا الفعل الأدبى كونك لا تريد أن يكتب آخرون سيرتك.
وتابع الأعرج، على الكاتب الذى يخوض فى كتابة سيرته أن يتحمل المسئولية كاملة عن هذا النوع من الكتابة، كون السيرة فى ظروف ما يمكن لها أن تقتل صاحبها، وهذا ما حصل مع عدد من الأدباء الذين ارتطموا فى واقع الحال بحقيقة مجتمعاتهم فالمجتمعات العربية لا حرية للرجل فيها فكيف المرأة، ومن يريد أن يكتب سيرته عليه أن يعيش فى مجتمع يراعى الحرية بأبسط تجلياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة