تسير أسعار النفط فى اتجاه مزيدا من الصعود خلال الفترة المقبلة بدافع من تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذى مددته اليوم منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها من كبار المنتجين المستقلين، حتى نهاية عام 2018.
واتفقت دول الأوبك بقيادة السعودية، مع عدد من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، على تفعيل اتفاق خفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ بداية يناير الماضى وحتى نهاية مارس 2017 ، ثم قررته تمديده حتى نهاية العام المقبل ، فى محاولة من الطرفيين لإعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد هبوط الأسعار إلى مستوى أقل من 30 دولار للبرميل.
اتفاق خفض الإنتاج
وبسبب هذا الاتفاق، تلقت أسعار الخام دعما واسع النطاق خلال العام الحالى، حيث ارتفع خام برنت نحو 40 % منذ منتصف عام 2017، وافتتحت أسعار النفط خلال العام الحالى عند مستوى يتراوح ما بين 45 – 50 دولار للبرميل، قبل أن تستقر خلال شهر نوفمبر عند مستوى 63 دولارا للبرميل.
وسجلت أسعار النفط اليوم الخميس ارتفاعا ملحوظا حيث ارتفع خام القياس العالمى إلى نحو 63.94 دولارا للبرميل، فيما وصل الخام الامريكى إلى نحو 57.64 دولارا للبرميل.ودعم التزام منتجى النفط بأوبك والمنتجين المستقلين الأسعار حيث تم تقليص الإمدادات اليومية من النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا.
التوترات السياسية بالشرق الأوسط
وإلى جانب هذا الاتفاق، فإن هناك عددا من العوامل تدعم استمرار صعود النفط يأتى على رأسها السعودية التى تعد أكبر منتج نفطى داخل منظمة الاوبك، والتى ساهمت كثيرا فى دفع أسعار النفط نحو الوصول إلى هذا المستوى المرتفع الذى لم تشهده الأسعار منذ منتصف 2015.
وتسببت حملة مكافحة الفساد الذى يقودها ولى العهد السعودى محمد بن سلمان والتى شهدت إيقاف أمراء ووزراء ومستثمرين من بينهم الملياردير ورجل الأعمال الوليد بن طلال.
كما تسببت التوترات السياسية فى منطقة الشرق الأوسط بين السعودية وإيران فى دعم ارتفاع الاسعار على خلفية استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى بدعوى التدخلات الإيرانية فى الشان الداخلى اللبنانى، بالإضافة إلى أزمة استفتاء إقليم كردستان بالانفصال عن العراق 25 سبتمبر الماضى.
وكانت أسعار النفط قد وصلت إلى مستويات مرتفعة جدا حيث سجلت نحو 147 دولارا للبرميل خلال عام 2007، قبل أن تتهاوى أسعار النفط، إلى نحو 30 دولار خلال عام 2014.
زيادة الطلب
من بين أهم الأسباب الهامة التى تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع النمو الاقتصادى بكل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأقصى والصين، وما يستتبعه من زيادة الطلب العالمى على النفط.
ورفعت "أوبك" من توقعاتها للطلب على النفط في العالم لعام 2017 حتى 96.8 مليون برميل يوميا، وقالت فى تقرير لها أنه تم تعديل تقديرات الطلب العالمى على النفط لعام 2017 نحو الارتفاع بنحو 30 ألف برميل يوميا، مقارنة بالتقرير السابق الذى يعكس نمو الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والصين"، قائلة: "سيحتاج العالم إلى 33.06 مليون برميل يوميا من الخام الذى تنتجه المنظمة العام القادم، بارتفاع قدره 230 ألف برميل يوميا عن التوقعات السابقة".