"تعالوا أيها المحاربون الذين أخذوا بثأرنا.. افرحوا معنا فى مسار الأبطال لنلقى الغار والزهور احمدوا الآلهة فى هذا اليوم ذو الحظ العظيم" بهذه الكلمات يختتم مشهد "النصر" أو "مارش النصر" فى أوبرا عايدة الذى يجسد عودة الجيش المصرى منتصرًا إلى طيبة حاملاً الغنائم والأسرى وسط احتفالات ضخمة من الجماهير. وهو المشهد الذى يقدم غدًا الأحد فى ختام فعاليات اليوم الأول لمنتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، ويقدم العرض الأوبرالى لمشهد النصر بقيادة المايسترو ناير ناجى.
المشهد نفسه تم تقديمه خلال احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015، وتم اختياره لهذا الحدث ليعبر عن قوة وصمود الجيش المصرى على مر العصور، ويجسد معجزة المصريين فى حفر القناة الجديدة حسبما صرحت وقتها الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية.
وتم تأليف موسيقى أوبرا عايدة عام 1869 من أجل عزفها فى الاحتفال بافتتاح قناة السويس حيث طلب الخديوى إسماعيل من الموسيقار الإيطالى فيردى تأليفها لتكون جاهزة فى حفل الافتتاح، وتم تصميم ديكور وملابس العرض كاملة فى باريس كما تم بناء دار الأوبرا من أجل الحفل.
وبالفعل أنجز فيردى موسيقى "أوبرا عايدة" التى ألف قصتها "أوجوست مارييت" عالم المصريات الفرنسى وكتب نصها الغنائى "جيسلا نزونى" ولكن لظروف تأخر وصول الملابس والديكور من باريس لم تعرض "أوبرا عايدة" فى الاحتفالية وبدلاً منها عرضت فرقة إيطالية أوبرا "ريجوليتو"، أما أوبرا عايدة فعرضت للمرة الأولى فى مصر عام 1871 على مسرح الأوبرا الخيديوية وتم عرضها فى إيطاليا للمرة الأولى بعدها بعام واحد وذلك على مسرح لاسكالا فى إيطاليا.
ويتكون عرض "أوبرا عايدة" من 4 فصول تحكى قصة حب نشأت بين "راداميس" قائد الجيش المصرى و"عايدة" الأسيرة الحبشية، وتدور أحداث القصة حول الصراع بين الواجب والمشاعر. قصة الحب هذه دونت على مخطوطات فرعونية تم العثور عليها فى معبد "السرابيوم" فى ممفيس وهى المخطوطات التى اكتشفها عالم الآثار الفرنسى "أوجوست مارييت" عام 1850.
من الأوبرا للمسرح والسينما
لم يتوقف نجاح اوبرا عايدة على تقديمها عدة مرات فى جميع أنحاء العالم ولا خلودها حتى وقتنا هذا وإنما تم اقتباس قصتها فى العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية ففى عام 1998 تم تحويلها إلى مسرحية غنائية لحنها المغنى والموسيقى العالمى التون جون وكتب أغانيها تيم رايس، كما اقتبستها عدة أفلام سينمائية من أشهرها فيلم "عايدة" الإيطالى إخراج كليمنتى فراكاسى وتمثيل صوفيا لورين ولويس ماكسوى عام 1953.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة