بدأ أهالى واحة سيوة، اليوم السبت، فى التوافد على جبل الدكرور، استعدادً للاحتفال بالعيد السنوى "إسياحت"-باللغة الأمازيجية- ويقصد بها السياحة فى حب الله، وتبدأ الاحتفالات من صباح الغد الأحد وتستمر حتى 7 نوفمبر الجارى، بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة مطروح، ومشاركة جميع أهالى سيوة والسياح من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون على الواحة، خلال هذه الفترة، لمعايشة طقوس الاحتفالات الفريدة والخاصة بسيوة.
ويشارك الأهالى وخاصة الشباب والأطفال فى تجهيز الساحات وأماكن الإقامة ونحر الذبائح، وإعداد الطعام فى العراء باستخدام الكوانين والحطب، وهم يردون الأذكار والتواشيح الدينية، باللغتين العربية والأمازيجية، فى حين يتجمع كبار السن فى حلقات للذكر ومدح الرسول الكريم.
ويحرص أهالى سيوة على هذا الطقس السنوى الذى يعتبر بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة، يعقد فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر أو نوفمبر من كل عام عقب موسم حصاد البلح والزيتون، لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد، كما يسمى بعيد المصالحة، فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور حيث مدينة "شالى" أو سيوة القديمة، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال وتصفى الخلافات ويتصالح المتخاصمون وإنهاء أية خلافات مهما عظمت أو صغرت بين أهل الواحة.
وتعود بداية هذا الحدث لنحو 160عاما، عقب إنهاء المعارك والحروب بين قبائل سيوة الغربيين من ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيجية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيجية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها، وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل، وتمت المصالحة بينهم على يد الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، الذى تمكن من المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين، ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة فى حب الله وذكره سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة وحل المشاكل وما زال هذا النظام بكل تفاصيله الأخرى مستمرا حتى الآن.
نحر الذبائح لاعداد موائد لالاف المشتركين في احتفالات سيوة
احدى حلقات الذكر بجبل الدكرور في سيوة
الاحتفال التراثي لاهالي سيوة وسط اجواء روحانية
كبار السن يتوافدون على جبل الدكرور لمتابعة الاستعدات
توافد كبار السن واعيان سيوة استعدادا للاحتفالات
مجموعة من كبار واحة سيوة يستقبلون المتوافدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة