- البرلمان البريطانى يمطالب الجامعات بالتوقف عن قبول تمويلات الدوحة
- انتقادات من حلفاء واشنطن للعلاقة المشبوهة بين معهد بروكينجز وقطر
- مها عزام همزة الوصل بين قطر والإخوان وترأست ندوة فى جامعة "برمنجهام" الممولة من قطر فى ذكرى فض رابعة
كشفت تقارير أجنبية وخليجية أن قطر تمول عددا من الجامعات الأمريكية والبريطانية لنشر أفكارها المسمومة واستضافة مؤتمراتها المشبوهة، بحجم تمويل يصل 100 مليون دولار سنويا، وهناك علاقة بين هذا التمويل وإتاحة هذه الجامعات الفرصة للإخوان لإقامة الندوات والمؤتمرات داخل تلك الجامعات، كان آخرها الندوة التى عقدها ما يسمى "المجلس الثورى" التابع للإخوان فى تركيا، بجامعة برمنجهام البريطانية تزامنا مع الذكرى الرابعة للفض، حضره قيادات الجماعة، بجانب شيوخ الإخوان فى أوروبا أغسطس الماضى، وترأست الندوة مها عزام، رئيسة المجلس الثورى، ليس هذا فحسب لكن الجماعة تواجدت فى عدد من الجامعات الأمريكية على رأسها جامعة سانت چونز بنيويورك، وهارفارد، وجامعة جورج تاون.
بريطانيا
مخطط قطرى لاختراق الجامعات
خبراء ربطوا بين هذا التمويل والتبرعات، وبين تمكين الإخوان من إقامة المؤتمرات الندوات المشبوهة التى تروج لأفكار إخوانية، كما كشفوا عن حجم تلك التمويلات التى تحصل عليها تلك الجامعات والمدارس من قطر، وأن تمويل قطرى ضخم كان يتم إرساله إلى عدد من الجامعات الأجنبية خاصة الأمريكية والبريطانية كى يمكنوا الجماعة من أن تقيم نشاطات وفعاليات وندوات فى تلك الجامعات من أجل نشر أفكارها وقضيتها، وأن هناك تعاونا بين قطر والجامعات الأمريكية والبريطانية لتنفيذ ذلك.
وأشاروا إلى أن هناك مخططا قطريا إخوانيا لاختراق الجامعات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية، وهو ما اتضح من أنشطة الجماعة بشكل كبير خلال المؤتمرات التى نظمتها الجماعة وحلفاؤها فى تلك الجامعات، إن قطر لا تمول مدارس وجامعات أمريكية فقط ولكن ومراكز أبحاث أيضا تابعة لهذه الجامعات وعشرات المنظمات الإخوانية أو المنحازة للإخوان أيضا، وكلها تخدم أجندة العلاقات العامة لقطر داخل أمريكا وتحسن صورتها.
قطر تتهرب من دفع الضرائب
إن قطر تفعل ذلك فى أمريكا بقوة القانون، لأن لديها استثمارات تجارية كبيرة هناك ويطلب منهم دفع ضرائب عليها، لكن وفقاً للقانون تقديم مثل هذه التبرعات للمدارس والجامعات يقلل من الضرائب المفروضة على استثماراتهم، وهم أحسنوا استخدام هذا الفائض بما يخدم أهدافهم.
تميم
ندوة فض رابعة فى برمنجهام
المؤتمر وفقا لما نشره المجلس الثورى التابع للإخوان من بيانات عنه، حضره شخصيات حقوقية وسياسية بريطانية على رأسهم، carl buckley، وchris nineham، وجيليان كينيدى، وغيرها من الشخصيات السياسية البريطانية، بجانب دعاه عرب يعيشيون فى أوروبا من بينهم حافظ الكرمى، عضو المكتب التنفيذى ورئيس اللجنة الإعلامية فى هيئة علماء فلسطين فى الخارج ورئيس الرابطة الإسلامية فى بريطانيا عمر الحمدون، وعثمان الأصولى، أحد الدعاة الموالين للإخوان فى أوروبا، ومها عزام رئيسة المجلس الثورى الإخوانى، ومحمد سودان، المتحدث الإعلامى للجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل.
صورة لدعاية المؤتمر
المؤتمر تتضمن تحريض رسمى لقيادات وعناصر الإخوان فى مصر على التصعيد تزامنا مع حلول الذكرى، وفى ذات السياق، سمحت الشرطة البريطانية، للإخوان بعمل وقفة أمام متحف لندن، لنشر صور عن الجماعة وقياداتها وعن الرئيس المعزول محمد مرسى، للحديث عن ذكرى رابعة.
كما عرض بعض التقارير الحقوقية الخاصة بهيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية عن فض رابعة، واتخذها ذريعة للهجوم على مصر خلال المؤتمر. ومن المعروف العلاقة التاريخية بين بريطانيا والإخوان، حيث تعد لندن أحد أوائل من دعموا الجماعة فى بدايات نشأتها، ولعل العلاقة بين حسن البنا مؤسس الجماعة والحكومة البريطانية فى ذلك التوقيت تؤكد العلاقات الجيدة التى تجمعهما منذ بداية التنظيم.
الدوحة تمول مراكز الأبحاث
ومن الجامعات إلى مراكز الأبحاث لم يختلف أسلوب الدوحة لاستخدام الأموال وسيلة للسيطرة فوفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وتحت عنوان "حقبة جديدة من النفوذ"، عن تأثير المصالح الخاصة والأموال الأجنبية على أجندة الأبحاث فى مؤسسة بروكينجز التى تحتل المرتبة الأولى فى قائمة مراكز البحوث الأكثر تأثيرا عالميا، أشارت الصحيفة إلى وجود علاقة "تبادل منافع" بين المؤسسة البحثية ودولة قطر فى السنوات الأخيرة، ففى الوقت الذى تحصل فيه بروكينجز على تمويل مالى فإن الدوحة قد استخدمت المؤسسات البحثية الأمريكية فى دعم مصداقية قطر على المستوى الدولى.
معهد بروكنجز
قالت الصحيفة فى تقريرها إن مدير المركز صرح لمجموعة من المسئولين الأمريكيين فى عام 2009 بأن القطريين أبلغوه أنهم يرون فى المؤتمرات التى تنظمها المؤسسات البحثية جزءا من استراتيجية أمنية أوسع تتضمن أيضا وجود القواعد العسكرية الأمريكية فى أراضيهم وهو تقييم جاء فى تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية سربه موقع "ويكيليكس".
وقال أحد القطريين إن المؤتمرات تمثل حاملات الطائرات الخاصة بنا، والقواعد العسكرية الأمريكية هى أسلحتنا النووية، وتشير الصحيفة الأمريكية الى أن العلاقة بين بروكينجز وقطر قد تعرضت لانتقادات حادة من دول حليفة للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط فى الشهور الأخيرة بعد أن لفتت قطر الأنظار إليها نتيجة دعمها لجماعات مسلحة فى المنطقة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أوردت فى تقرير مماثل فى سبتمبر الماضى جوانب من الروابط المالية بين قطر وبروكينجز، وقال مسئول إسرائيلى أن تلقى بروكينجز تمويلا قطريا جعل الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى الأعمال التى تصدر عن المؤسسة البحثية العريقة بعين الشك رغم أنها تقود ما يعرف بمراكز التفكير فى العالم اليوم.
بروكينجز تدافع
وتدافع بروكينجز عن موقفها بالقول أن الأموال القطرية تمول مركز بروكينجز فى الدوحة ومشروعا فى العاصمة الأمريكية وتقول إن العلاقة مع قطر لم تخترق استقلالية الباحثين ومركز الدوحة يقدم ميزة كبيرة فى دراسة المنطقة.
ويقول السفير مارتن إنديك نائب رئيس المؤسسة إن القطريين يفعلون بعض الأشياء السيئة ولكنهم فيما يتعلق ببروكينجز فهناك تعاون مثمر، وأوضحت واشنطن بوست إن حاييم صابان ملياردير الإعلام- اليهودى ـ قد قام فى مطلع العام الحالى برفع أسمه من المعهد الذى حمل اسمه فى بروكينجز وموله لسنوات بسبب تلك الروابط بين قطر والمؤسسة البحثية حيث يقول المسئولون فى بروكينجز إن حاييم صبًان رغم تأييده الكبير لإسرائيل لم تؤثر آراءه على توجهات المركز البحثية خلال فترة تمويله لأنشطته.
وتؤكد الصحيفة أن واشنطن تعيش اليوم حقبة جديدة يسيطر فيها أصحاب الشركات والدول الأجنبية على أجندة الأبحاث بما يحقق لها فرصة الوصول والتأثير على صانع القرار الأمريكى ورغم تنبيه الشركات المروجة لتلك المصالح على أصحاب الأموال بصعوبة التأثير على التوجهات البحثية إلا أن الممولين يتمكنون من الوصول إلى الباحثين مباشرة أثناء إعداد الأوراق البحثية ويقترحون أسماء المشاركين فى الندوات والمناسبات العامة.
تقرير "المشروع الاستقصائى" للإرهاب
كما نشر "المشروع الاستقصائى حول الإرهاب" وهو مؤسسة بحثية أمريكية تقريرا من أربعة أجزاء فى الأيام القليلة الماضية يتعرض للروابط بين قطر وبروكينجز باعتبارها تمثل خطرا على واحدة من مراكز التفكير الكبرى فى العالم والتى تشترى الدوحة النفوذ داخلها اليوم بعد أن بلغ تمويل قطر للمؤسسة 14.8 مليون دولار فى العام الماضى مقابل 2.9 مليون دولار فى عام 2011 لتصبح أكبر دولة ممولة لبرامج بحثية فى المؤسسة الكبري.
وكانت قطر قد بدأت تمويل مشروع لدراسة العالم الإسلامى فى بروكينجز عام 2002 إلا أن قيمة الأموال التى دفعتها الدوحة فى المدة ما بين عامى 2002 و2010 لم يٌكشف عنها حتى اليوم.
وقد قام المشروع الاستقصائى بمراجعة 12 مؤتمرا ومناسبة عامة نظمها بروكينجز برعاية من الحكومة القطرية وتوصل إلى أن البرنامج فى الدوحة وواشنطن يقوم بشكل معتاد بدعوة منظمة تقوم بإستضافة شخصيات تبرر الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية والمدنيين الإسرائيليين ونقل المشروع عن أحد الباحثين الزائرين للمركز قبل خمس سنوات قوله أنه لا يوجد مجال لنقد السياسات القطرية فى الأوراق البحثية محذرا أعضاء الكونجرس من أن الاستعانة بأوراق بحثية وأوراق سياسات من بروكينجز يعنى ببساطة أن "القصة غير مكتملة".
ورغم نفى المسئولين فى المؤسسة الأمريكية للتأثير القطرى السلبى على عملها إلا أن مذكرة تفاهم وقعها الجانبان فى 2012 تؤكد عكس ما سبق، فقد قالت وزارة الخارجية القطرية فى بيان أن الشراكة تعطى قطر واجهة للعلاقات العامة وأن المشروعات البحثية توفر "صورة براقة لقطر فى الإعلام الدولى خاصة فى وسائل الإعلام الأمريكية".
كما قام المشروع الاستقصائى باستعراض عينة من الأوراق البحثية والدراسات التى تروج للحوار مع جماعات متشددة فى السنوات الأخيرة ومن بينها دعوة عدد من الباحثين إلى عقد حوار بين الإدارة الأمريكية وجماعة أحرار الشام التى تنتمى لتنظيم القاعدة وتمولها قطر وتركيا حسب المصادر الأمريكية نفسها وكانت تلك الجماعة تقاتل إلى جانب جبهة النصرة وتنظيم داعش، حيث اعتبر باحثو بروكينجز أحرار الشام منظمة "وسطية" بين تنظيمين إرهابيين!
كما أشار المشروع البحثى إلى الأفكار التى روج لها باحثون أمريكيون لفترة أكثر من عشر سنوات بشأن الطابع "المعتدل" لجماعة الإخوان المسلمين ودعمهم فكر الجماعة لسنوات ودعوة أعضائها ومناصريها للمؤتمرات السنوية وبعد سقوط الجماعة فى مصر حاول باحثون فى بروكينجز الإيحاء بإن حظر الجماعة و"العلمنة القصرية" للمجتمع - حسب تعبيرهم- سيؤدى إلى استعداء غالبية من المصريين وسقوط البلاد فى مستنقع الصراع الاجتماعى وهى النتائج التى أثبتت الأحداث فى مصر أنها بعيدة عن الواقع تماماً.
رفض تمويل قطر للإرهاب
غضب مسئولين من تبرعات قطر
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن العديد من الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بعد الكشف عن تلقى مدارس أمريكية عامة مساعدات من قطر، كما ذكرت صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية أن نواب فى البرلمان البريطانى دعوا الجامعات البريطانية للتوقف عن قبول تبرعات من الدوحة، وأظهرت حالة الغضب لدى مسئولين أمريكيين وبريطانيين إزاء تقديم قطر مثل هذه التبرعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة