عزيزى القارئ ماذا تفعل عندما تفاجأ بعد أن ترتدى ملابسك لاستقبال صحفية لإجراء حوار معك أن هذه الصحفية هى زوجتك؟! وتسألك أسئلة شخصية تحت عنوان "اعترافات زوج" ولابد أن تجاوب عليها بصدق هذا حدث بالفعل بين الزوجين النجمين شادية وعماد حمدى المشغولين هذه الأيام بتصوير فيلمهما الجديد "شاطئ الذكريات"، الطريف أن شادية هى التى أصرت على كتابة الموضوع بنفسها وسلمته فى ميعاده المحدد.
فى البداية كتبت شادية قائلة: بعد أن تبادلت مع زوجى عماد قبلة الصباح، خرجت من باب الشقة، ولم أكن ذاهبة إلى الأستوديو، أو إلى أى مكان آخر يتصل بعملى السينمائى، ولكننى كنت على اتفاق مع مجلة "الكواكب" لأخصص ذلك الصباح للقيام بمهمة إحدى مندوباتها فى إجراء تحقيق صحفى مع أحد النجوم.
شادية وعماد حمدى
الحوار
وترددت لحظات وأنا واقفة خارج باب مسكنى وتساءلت: "لماذا لا أجرى هذا التحقيق مع زوجى عماد حمدى بحكم كونه أحد النجوم؟! وراق لى الأمر.. فعدت أدق جرس الباب، عندما فتحت لى الخادمة الباب قلت لها: الأستاذ عماد موجود؟!
فنظرت الخادمة إلىَّ فى دهشة وشك دون أن تنطق بشىء، فاستطردت أقول وأنا أدخل: أنا عارفة أنه موجود، قولى له أن فيه واحدة صحفية من مجلة "الكواكب" جاية تاخد منك حديثا للمجلة، وعندما وجدت الخادمة لا تزال فى وقفتها تنظر إلى فى دهشة من الأمر "زغدتها" وطلبت منها تنفيذ ما آمرتها به.
وقلت لها: مالك انتى "متنحة كده ليه"، روحى قوليله زى ما فهمتك
فردت الخادمة وهى مازلت مندهشة وتكاد تبكى معتقدة أننى أصابنى مس جنوني: بسم الله الرحمن الرحيم، كف الله الشر، سلامة عقلك يا ست شادية!
فقلت لها: أخرسى يا مقصوفة الرقبة أنا دلوقتى مش ست شادية! أنا مندوبة مجلة "الكواكب"، وأوعى تقولى للأستاذ أن أنا اللى واقفة بره، قولى له زى ما قلت لك بالضبط.
فقالت: يا مثبت العقل حاضر يا ستي، وبعد قليل عادت تقول لي: انتظريه فى الصالون وهو جاى يا ستى حالا بس بيلبس
وجلست أفكر فى الأسئلة التى سوف أوجهها إلى النجم الكبير المشهور عماد حمدي، أجمل نجوم الشاشة المصرية، وأكثرهم أناقة "يا بخت مراته"! وفجأة لمح فى ذهنى خاطر فجائى لقد قالت لى الخادمة أنه "بيلبس"، وكنت أعرف ــ عندما غادرت الشقة ــ أنه يرتدى فعلا بدلته، فماذا يلبس؟ ولماذا يلبس؟ أو بعبارة أصح لمن يلبس، لاشك أنه أراد أن يرتدى بدلة أخرى أكثر "شياكة" لأنه سيقابل مندوبة الكواكب لا مندوبها، وكظمت غيظى وانتظرت، وبعد حوالى 10 دقائق جاء عماد ليقابلنى والبشر يملأ وجهه.
وعندما فوجئ برؤيتى قال: الله أمال فين مندوب الكواكب؟
فقلت له: قصدك مندوبة الكواكب
عماد: مندوب ولا مندوبة زى بعضه
شادية: زى بعضه أزاى مندوبة فيها "ت" مربوطة و"التاء" المربوطة تحتاج لمقابلة خاصة وملابس خاصة
عماد: مش فاهم قصدك
شادية: لكن أنا فاهمة قصدك
عماد: المهم هى فين.. مشيت!
شادية: لا موجودة
عماد: فين
شادية: قدامك
عماد: قدامى! قدامى فين؟
شادية: أنا
عماد: ها ها ها كويسة
شادية: مش بانكت المسألة بجد المجلة عرضت على اجراء حوار صريح لشهر رمضان مع أحد النجوم زى ما أنت عارف
عماد: آه صحيح افتكرت وجيتى تجربى فىَّ
شادية: أنت مش نجم سينمائى؟
عماد: أطن كده
شادية: أذن أعتبرنى مندوبة الكواكب وبس
عماد: وهو كذلك وأنا حالاقى مندوبة أجمل من كده
شادية: بس من فضلك بلاش المسائل الشخصية دي، ودلوقتى تسمحلى أسئلك
عماد: اتفضلى
شادية: تقدر تقولى بصراحة ليه لبست تانى بدلة غير البدلة اللى كنت لابسها، طبعًا لما البنت الخادمة قلت لك لإن مندوبة الكواكب عايزة تقابلك؟
عماد: طبيعى يا حبيبتى لازم الواحد يقابل الصحفيين بمظهر كويس أنتى عارفة لسانهم ولا مؤاخذة.
شادية: أنت كل ما حد من الصحفيين بيسأل عنك بتتهرب، مرة تدعى أنك فى الحمام، ومرة أنك رحت الأستوديو، اشمعنى المرة دى ما اعتذرتش، طبعًا عشان عارف أن مندوبة الكواكب واحدة ست.
عماد: وبعدين إحنا مش قلنا بلاش المسائل الشخصية دي
شادية: آه صحيح متأسفة طب سؤالى التانى أيه أحسن أدوارك حتى الآن؟
عماد: دورى فى الفيلم الأخير "شاطئ الذكريات" اللى مثلته معاكي
شادية: أنا مندوبة الكواكب
عماد: أقصد اللى مثلته مع شادية
شادية: من أحسن ممثلة فى نظرك؟
عماد: شادية
شادية: من فضلك يا أستاذ بلاش المسائل الشخصية، وبلاش الكدب إحنا فى رمضان!
عماد: لا باردون يا هانم الواحد مش عارف يتكلم براحته معاكى، أنا عارف ليه ما بعتوش لى مندوبة تانية.
شادية: نعم وكمان بتقولها فى وشى حضرتك عايز مندوبة تانية عشان تبقى على راحتك
عماد: مش عارف اتكلم معاكى خالص عشان انتى جديدة فى المهنة.
شادية بغضب: طيب والله العظيم ما أنا معاملة معاك حديث بعد كده.
عماد: هدى أخلاقك
شادية: مش بس كده هاروح اعمل حوار مع أنور وجدى، وعلى فكرة أنت مش أجمل ولا أشيك نجم سينمائى ولا أحسن نجم فى العالم، والله يكون فى عون مراتك وربنا يصبرها!
هذه الوثيقة نشر فى مجلة "الكواكب" عام 1955