تشعر وكأن الموسيقى تأتيك من كل مكان، والبهاء يعلو كل الشوارع، وعبق التاريخ منثور على كافة الأطراف، الوجوه كلها شوق ودفء، والأصوات كلها ألحان عذبة، هذه هى الحال فى قرية طماى الزهايرة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، مسقط رأس كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم.
القرية تبعد 10 كيلو مترات عن مركز السنبلاوين، المركز الريفى الذى يبعد قرابة 15 كيلو متر على مدينة المنصورة، قلب محافظة الدقهلية، والتى نشأت فيها الفنانة الراحلة، كانت ولازالت من ضمن القرى المهملة، وتعانى من سوء الخدمات بها، مثل سوء جودة مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحى، وضعف شبكات الصرف، وضعف قوة التيار الكهربائى، وخلط مياه الرى بالصرف الصحى، حتى أصبحت القرية النموذجية على مستوى الدقهلية.
بينما تظل المعاناة فى القرية من الطرق الواصلة إليها وشوارع القرية غير المرصوفة، وسيلة النقل الوحيدة هى سيارة نصف نقل، يتراص الركاب فى صندوقها، لتأرجحهم السيارة فى هذه الطريق الوعرة يمينا ويسار فى رحلة تدوم 20 دقيقة فى هذا الصندوق من مركز السنبلاوين الذى يبعد عن عاصمة الدقهلية مدينة المنصورة 15 كيلومترا.
ومن جانبه، قال عدلى سمير أحد أقارب الفنانة الراحلة أم كلثوم، "طالما أتت كاميرات الصحفيين لى للحديث عن عمتى أم كلثوم ومنزلها، ولكن دون فائدة، الفنانة الفلاحة التى قامت بمجهود حربى، وجمعت أموال للبلاد أُثناء العدوان الثلاثى ونكسة 67".
وأضاف "عدلى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، طالبنا كثيرًا بإنقاذ منزل أم كلثوم، الذى ولدت وترعرت فيه، ولكن دون إجابة، والنداءات ذهبت مهب الريح، فالمرأة التى جمعت القادة العرب فى مكان واحد، الجميع ينسى تاريخها".
وتابع "عدلى"، المجلس المحلى، التابع للقرية، لم يقم برصف الطريق المؤدية لمنزل لإننا لم ندفع تبرعات لمجلس المدينة، والأسرة حالها غير ميسور، ولا نملك ما ندفعه، وكثيرًا ما يأتى الأجانب للمنزل، لزيارته والتصوير فيه، والتصوير معنا، ونطالب بسرعة رصف الطريق الخاصة بالمنزل.
الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، أعلن عن موافقته ودعمه ومشاركته فى مبادرة المجلس القومى للمرأة بالدقهلية لتطوير قرية طماى الزهايرة مسقط رأس كوكب الشرق أم كلثوم، بمركز السنبلاوين، لإحياء ذكرى الفنانة الراحلة وتحويل القرية لمركز إشعاع ثقافى لعرض المقتنيات والتسجيلات النادرة لها .
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقده المحافظ، مع الدكتورة فرحة الشناوى رئيس فرع المجلس القومى للمرأة بالدقهلية، بحضور المهندس مختار الخولى السكرتير العام المساعد، ومحمود أبو طالب رئيس مركز ومدينه السنبلاوين، ومسئولى قطاعات الطرق والثقافة والصحة والتربية والتعليم والأوقاف والتنمية البشرية بالمحافظة، وأعضاء المجلس القومى للمرأة وعدد من أعضاء مجلس النواب بالدقهلية.
ووجه المحافظ بتقديم الدعم اللازم لتطوير مسقط رأس كوكب الشرق، مؤكدًا أن أم كلثوم قامة فنية كبيرة وأدت دورا وطنيا أصيلا لمصرنا الغالية.
وقال الشعراوى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن الفنانة الراحلة، أم كلثوم ليست مجرد فنانة من أبناء الإٌقليم، وأصبحت شهيرة، وانتهى المطاف عند ذلك فقط، ولكنها تمثل طليعة أبناء الدقهلية الذين أعطوا لمصر الكثير، وسوف نقوم بتطوير منزل أم كلثوم وإعادة التراث المعمارى له، وإنشاء متحف شامل لمقتنياتها بالقرية.
منزل أم كلثوم بقرية طماى الزهايرة به بعض الأثاث البسيط اللازم للحياة فقط، لا يحوى إلا الأساسيات وصورا لأم كلثوم، ولا يضم شيئا من الكماليات، يطل على فناء يستغل فى تربية الدواجن يأتيه بعض الضيوف والمسئولين الذين كان آخرهم محمد مصطفى الشناوى، محافظ الدقهلية الأسبق، فى زيارة له عام 2002، منذ ما يزيد عن 13 عاما.
وأضاف المحافظ وجهت لمسئولى الطرق ومجلس مدينة السنبلاوبن، بضرورة استكمال البنية الأساسية أولا وتوفير الأرض اللازمة للمتحف المشار إليه وتتضمن المبادرة إحلال وتجديد المدرسة والوحدة الصحية بالقرية، وذلك تكريمًا لشخصية أم كلثوم وتصميم ميدان وجدارية وتمثال لها بمدخل القرية، لتصبح القريه مزارًا سياحيًا.
وتابع "الشعراوى": قررت تشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام المساعد، لوضع أولويات التطوير لقرية طماى الزهايرة مسقط رأس أم كلثوم، وتضم فى عضويتها ممثلى الصحة والتربية والتعليم والطرق والثقافة، وما تراه اللجنة من الفنين والمتخصصين ووضع خطة محددة لعملية تطوير القرية .