نستطيع بسهولة أن نلاحظ أن حظ المصريين فى الجوائز العربية الكبرى فى عام 2017 ضعيفا، ولا يقاس بسنوات سابقة، حيث كانوا هم من قبل مَن يقودون سباق الفائزين فى كل مسابقة، ومن هذه الجوائز أمير الشعراء، والبوكر، ومؤخرا ملتقى القصة القصيرة، لذا توجهنا إلى كتاب ونقاد لنسألهم عن السبب، هل يرجع الأمر لتراجع فى مستوى الكتابة أم أن الأمر يحتوى على مؤامرة؟
حسين حمودة: لا داعى للقلق الجوائز سوف تأتى
حسين حمودة
يقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنه يتصور أن ليس هناك ما يستدعى الإحساس بالقلق، ولا الانزعاج، ولا الحزن، لعدم فوز أدباء مصريين بجوائز كثيرة هذا العام.
وأضاف "حمودة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، "نحن فزنا بجوائز مهمة فى السنوات الماضية، ويقينى أننا سوف نفوز بجوائز أخرى فى السنوات المقبلة".
وأشار الدكتور حسين حمودة، إلى وجوب ملاحظة، وبدون أسى، إلى أن هناك عددا من البلدان العربية أصبحت تقدم تجارب أدبية كبيرة القيمة، وتستحق الحصول على جوائز، وبالتالى أصبحت هذه البلدان جزءا أساسيا من المشهد الأدبى العربى الراهن، وربما يجب علينا أن نتقبل وجود منافسين أكفاء بجانبنا ومعنا، وأن نعيد تقييم مكانتنا الأدبية والثقافية على هذا الأساس.
وأوضح أستاذ الأدب العربى بكلية الآداب جامعة القاهرة ، لكن ربما يجب علينا أيضا أن نهتم اهتماما أكثر بتوصيل أعمالنا، إلى حيث يجب أن تصل، وأن نلاحظ دائما أن الجوائز لها ما لها، وعليها ما عليها، وأنها قد لا تنصفنا مرةً، لكنها تنصفنا مرات ومرات.
صلاح السروى: لا استبعد وقوف قطر ضد المصريين
صلاح السروى
من جانبه قال الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة حلوان، إنه يفترض وجود عملين هما سبب تراجع وجود المصريين عن المنافسة فى الجوائز الأدبية الكبيرة، أحدهما داخلى وهو خاص بتراجع المنتج الثقافى المحلى بشكل كبير، وهو ما يظهر من انخفاض نسبة المبيعات بشكل كبير، حتى أن الكتاب الكبار لا يبيعون أكثر من ألف نسخة، بجانب وجود جيل كبير من الكتاب خاصة الشباب غير المؤهلين للكتابة، مؤكدا أن هناك مشكلة تواجه الإبداع والعطاء الثقافى المصرى.
وأضاف "السروى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن العامل الثانى هو أن هناك عواصم عربية أخرى سواء من المغرب العربى أو دول الخليج تقدم بديلا أدبيا جيدا.
وأوضح الدكتور صلاح السروى، أنه لا يستبعد أيضا، أن تكون ثمة حساسية ضد مصر من بعض الدول التى ترى أن مصر لا تستحق وأن الثقافة فى مصر، لا تستحق الحصول على جوائز، خاصة من جانب قطر.
وطالب "السروى" بضرورة دعم الثقافة، ودعم الكتب وصناعة النشر، وإقامة مسابقات مصرية محلية تكون قادرة على خلق المنافسة، وتساعد على إنشاء حركة ثقافية محترمة.
شريف صالح: هناك رغبة بعدم منح جوائز لمصريين
شريف صالح
بينما قال الكاتب والقاص شريف صالح، عما إذا كان هناك توجه لتقزيم مصر وراء اختيار أسماء بعينها للترشح أو للفوز بالجوائز العربية؟، موضحا أن الإجابة عن مثل هذا السؤال، تتطلب تحليل البيانات المتعلقة بالجوائز وأعداد المرشحين لها، والمحكمين فيها.
وأضاف "صالح" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن قراءة بيانات جائزة "البوكر" مثلًا توضح بجلاء هيمنة دور النشر اللبنانية عليها ترشيحًا وفوزًا، موضحا "هذه معلومة وليست رأيًا لي"، قد لا يكون الأمر هنا مرتبط بالقومية بقدر ما هو مرتبط بـ"بيزنس" النشر، وخفاياه وتربيطاته، ولا يمكن استبعاد "كارتل" الناشرين فى لعبة الجوائز، التى تدر دعاية هائلة وطبعات غير محدودة، أكثر من قيمتها المادية أساسًا.
وأوضح الكاتب شريف صالح، أن فى دورتين لجائزة الملتقى، شكلت المشاركة المصرية أكثر من 30%، ومع ذلك لم ير القائمون على الجائزة أهمية لأن يكون رئيس لجنة تحكيمها مصريًا، ولو من باب التقدير الرمزى بل إن بعض المحكمين أساسًا لا علاقة له بفن القصة القصيرة تقريبًا!! ليس هذا فقط، بل كشفت القوائم الطويلة والقصيرة والفوز فى الدورتين، عما يشبه التهميش والإقصاء للمشاركات المصرية، ففى الدورتين لم تصل سوى مجموعة واحدة للقائمة القصيرة، فى حين أن دولًا عربية أخرى وصل لها عدد أكبر رغم أن مشاركتها لا تزيد عن 3%.
وأشار "صالح" إلى إنه يتفهم أن لكل جائزة أجندتها، وتحيزاتها المضمرة، خاصة وأن معظم الجوائز العربية تظل مطلبًا ماليًا للكتاب، بلا قيمة أدبية يعتد بها، إلا أن أى استقراء للجوائز والأنشطة الثقافية العربية يكشف عن الرغبة فى الندية، وألا تزيد حصة مصر عن أى دولة عربية أخرى، وأحيانًا أقل، حتى لو كان ذلك ضد منطق التاريخ وحجم المشاركة أصلًا، ولا ينفصل ذلك عن بعض الأصوات العربية التى تنفى وجود شعر أو قصة أو رواية فى مصر، أو التى تهاجم رواد الحداثة والأدب فى مصر مثل أحدهم الذى وصم طه حسين أخيرًا بـ"الجاهل القروى"، على حد وصفه.
وأتم "صالح" عن إنه يظن أن الأزمة ليست فى بحث الآخرين عن دور لهم، والاتكاء على وفرة مالية، بل الأزمة تكمن فيما تعيشه المؤسسات الثقافية المصرية نفسها من تراجع مزرٍ، وإن كان هذا لا ينفى أن الكتاب المصريين يجتهدون فى ظروف بالغة الصعوبة، ومازالوا قادرين ، رغم أن المعادلة ليست فى صالحهم، على المنافسة.
عمر شهريار: أمر طبيعى ولدينا منافسون أقوياء
عمر شهريار
فيما قال الناقد عمر شهريار، إن ذلك أمرا طبيعيا جدا، مع تقدم المستوى الثقافى فى الدول العربية، وأصبح هناك كتاب جيدون، موضحا "أنت مش لوحدك يعنى فى المنطقة".
وأضاف "شهريار" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ذلك يعطى مؤشرا بتراجع الثقافة والأدب المصرى، أو أننا لا نتحرك عن المستوى الذى نقف عنده، مشيرا إلى أن الكتاب العرب خاصة فى المغرب العربى، أصبحوا أكثر احتكاكا بالأدب العالمى، ومنفتحين على الثقافات الغربية، على عكس الكتاب فى مصر الذى يواجه ظروف معيشية صعبة، بالتزامن مع انخفاض مستوى التعليم فى مصر على عكس دول الخليح مثلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة