خاض "اليوم السابع" جولة داخل متحف اللوفر أبو ظبى فى العاصمة الإماراتية قبل افتتاحه رسميا غد الأربعاء بحضور عدد كبير من القادة والمسئولين الإماراتيين وبمشاركة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وجاء متحف اللوفر أبوظبى ثمرة لاتفاق دولى بين حكومتى أبوظبى وفرنسا فى العام 2007، ويعد متحفا عالميا يجسد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، ويعرض المتحف مجموعة مختارة من الأعمال التى تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفترات التاريخية والحضارات.
وسيقدم متحف اللوفر أبوظبى أسبوعا حافلا بالفعاليات وسلسلة رائعة من العروض الفنية المختلفة مع افتتاح أبوابه للجمهور يوم السبت المقبل، ويعد اللوفر أبوظبى متحفا عالميا فريدا من نوعه فى العالم العربى، وسوف يقدم منظورا جديدا عن تاريخ الفن عبر مختلف الحضارات والثقافات.
واللوفر أبوظبى أول متحف عالمى فى الوطن العربى، بأسلوبه المعمارى المتفرد محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات فنية غنية بالتحف الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة.
ويسرد هذا الصرح الكبير الذى يفخر بجذوره وهويته الإماراتية تاريخ الفنون من منظور جديد فى عالمنا اليوم، كما يقدم تجربة إنسانية مشتركة تتجاوز حدود الجغرافيا على عكس المتاحف الغربية حيث سيأخذ زواره على متن رحلة تسافر بهم عبر مختلف الحضارات والثقافات من حقب ما قبل التاريخ وصولا إلى العصر الحالى من خلال 12 قاعة عرض للمتحف، بما فى ذلك القرى الأولى والأديان العالمية، بداية من بدايات الحضارات الصناعية وصولا إلى عالم اليوم.
وقال رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة وشركة التطوير والاستثمار السياحى فى الإمارات، محمد خليفة المبارك، ، ان بلاده تفخر بما تمتلكه من موروث تاريخى وحضارى غنى يبعث على الاعتزاز بهوية الإمارات وتاريخها بينما تسير بخطى واثقة وحثيثة نحو مستقبل واعد ومزدهر، مؤكدا أن الإمارات تجسد نموذجا فريدا فى نشر قيم التسامح والتعايش السلمى، حيث تضم تحت سمائها المعطاءة أكثر من 190 جنسية وثقافة وحضارة مختلفة تنصهر جميعا فى بوتقة المجتمع لتخلق نسيجا متماسكا وقويا بمختلف أعراقه وأطيافه قائما على المحبة والتآلف.
ويحتضن متحف اللوفر أبوظبى ـ بحسب ما قاله المبارك فى مؤتمر صحفى اليوم ـ بين أروقته أعمالا وتحفا من جميع أنحاء العالم، وسيلمس زواره روح التعددية الثقافية والحضارية حينما يلتقون بمعروضاته التى تنتمى إلى مختلف ثقافات العالم، مضيفا "اللوفر أبوظبى هدية للعالم وعلامة فارقة بين المتاحف العالمية فى القرن الحادى والعشرين، وإننا نتطلع للترحيب بزواره عند الافتتاح".
متحف اللوفر أبو ظبى قبل افتتاحه الرسمى
وبدوره، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبو ظبى، إن المتحف يمثل عصرا جديدا فى عالم المتاحف بالمنطقة، مستقطبا المواهب والكوادر الناشئة فى قطاع الثقافة، وقد نجح اللوفر أبوظبى فى دفع حدود الإبداع والابتكار حول مفهوم المتحف المعهود منذ القرن الثامن عشر، بما يتماشى مع متطلبات ومعطيات زوار القرن الحادى والعشرين، خاصة وأنه فى ظل العصر الحالى وما يشهده من متغيرات وتطورات بات لمفهوم المتاحف دلالات وأبعاد جديدة.
وأكد فى مؤتمر صحفى عالمى فى أبو ظبى، اليوم الثلاثاء، أن اللوفر أبوظبى يبرز طبيعة التواصل بين الحضارات عبر أعمال فنية وتاريخية تضرب بجذورها فى ثقافات مختلفة، بما يدفع إلى استكشاف الروابط الأيدولوجية والإبداعية والتقنية المشتركة بين الحضارات، موضحا أن متحف اللوفر أبوظبى يروى أمام زواره تاريخ البشرية عبر مجموعة غنية بالتحف الأثرية النادرة والأعمال الفنية الرائعة.
ويعد اللوفر أبوظبى ثمرة لشراكة إماراتية فرنسية متميزة ونتاجا لاتفاقية وقعت بين العاصمة الإماراتية أبوظبى وفرنسا، والذى بموجبه تمت إعارة اسم متحف اللوفر الباريسى لمدة 30 عاما وستة أشهر، وتحت مظلة هذه الشراكة الاستراتيجية يستفيد اللوفر أبوظبى من دعم 17 مؤسسة فرنسية شريكة ممثلا فى اكتساب خبرات جديدة وتدريب أفراد طاقم العمل، كما تتضمن الشراكة إعارة أعمال فنية من 13 متحفا ومؤسسة ثقافية بارزة فى فرنسا لمدة 10 أعوام إلى جانب التعاون بين الدولتين لإقامة معارض مؤقتة على مدار 15 عاما.
متحف اللوفر أبو ظبى قبل افتتاحه بساعات
ومن جانبه، قال جان لوك مارتينيز، مدير متحف اللوفر فى باريس، رئيس المجلس العلمى فى إدارة وكالة متاحف فرنسا أن متحف اللوفر أبوظبى يعد صرحا ثقافيا فريدا من نوعه وينضم إلى المشاريع الثقافية الأكثر طموحا فى العالم فى أوائل القرن الحادى والعشرين، موضحا أنه يحمل هذا المتحف أسمى المعانى والرسائل المتمثلة فى الانفتاح على العالم، وهو ما يعد ركيزة أساسية وأولوية هامة فى وقتنا الحاضر، وأضاف "مع انطلاق هذا المشروع المذهل، كانت لدى الإماراتيين رغبة قوية لتعزيز أواصر التعاون مع فرنسا وإنشاء متحف على مستوى اللوفر الباريسى. واليوم، نفخر بخبرات المتاحف الفرنسية وأعمالها الفنية الرائعة والتى من شأنها أن تساهم فى تكليل اللوفر أبوظبى بالنجاح وإبهار العالم وترسيخ مكانته بأنه علامة فارقة فى تاريخ المتاحف والثقافة فى العالم".
وضع تصميم اللوفر أبوظبى المصمم العالمى جان نوفيل حيث صممه بأسلوب ساحر ليبدو وكأنه "متحف مدينة"، ويعد مظهره العام حصيلة التصميم العمرانى العربى المتميز والهندسة المعاصرة المدعومة بالتقنيات المبتكرة ذات الكفاءة العالية فى توفير الطاقة. وسيستمتع الزوار بالمشى على طول المتنزهات والممرات المطلة على مياه البحر تحت ظلال القبة العملاقة المؤلفة من 7850 شكلا هندسيا على هيئة نجمة ضمن نمط هندسى معقد. وعندما تتساقط أشعة الشمس على القبة تخلق تأثيرا ملهما يعرف باسم "شعاع النور"، بما يعيد الأذهان إلى سعف النخيل المتداخل فى واحات الإمارات.
كما وقال جان نوفيل، المصمم وراء متحف اللوفر أبوظبى: "سوف يقدم اللوفر أبوظبى، الذى يسعى فى سرد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات على مر العصور، برنامجا فريدا من نوعه. ويعبر تصميم المتحف عن التقارب والارتباط بين السماء الهائلة، أفق البحر وأراضى الصحراء، وتخترق قبته أشعة الشمس لتخلق ضوء ذات روحانية خاص به."
وسيعرض متحف اللوفر أبوظبى مجموعة فنية تضم أكثر من 600 قطعة تتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة بالإضافة إلى المنحوتات الكلاسيكية الجديدة ولوحات فنية بريشة أشهر فنانى اليوم وغير ذلك من الأعمال التركيبية المصممة من قبل فنانين بتكليف من المتحف إلى جانب 300 من الأعمال المستعارة من المتاحف الفرنسية والتى تمتد على مساحة 6400 متر مكعب من صالات العرض خلال السنة الافتتاحية.
وبدوره، قال جان فرانسوا شارنيير، المدير العلمى فى وكالة متاحف فرنسا، فى مؤتمر صحفى بأبو ظبى، إن الأعمال الفنية المعروضة فى متحف اللوفر أبوظبى تعد دليلاً قوياً على تاريخ البشرية والحضارات الماضية، حيث أنها تأخذ الزوار على متن رحلة عبر الزمن لاستكشاف العصور القديمة التى ساهمت فى تشكيل أسس مسيرة تطور اليوم، مضيفا "عندما يلتقى الزوار التحف والكنوز المعروضة بين أركان المتحف التى تنتمى إلى مختلف الثقافات ستبعث بداخلهم عدة تساؤلات، بما سيجعل من اللوفر أبوظبى مكانا مثاليا للتعرف على تاريخ البشرية وإرثها العريق".
ويدعو المتحف زواره إلى التأمل فى الأديان العالمية عبر مجموعة من النصوص المقدسة من بينها مخطوطات من "المصحف الأزرق" و"الإنجيل"، بالإضافة إلى تمثال "بوداسف واقفا" والذى يعود إلى الفترة بين القرن الثانى والثالث الميلادى ورأس "بوذا" المصنوع من الرخام الأبيض من الصين.
آثار ومقتنيات داخل متحف اللوفر أبو ظبى بالإمارات
وتصطحب صالات العرض، التى تتمحور حول التصوير الكونى وطريق التجارة العالمية الناشئة، الزوار فى رحلة نحو الاستكشاف والتبادل الثقافى عبر مجموعة من الأعمال الآسرة تضم أسطرلاب تاريخى ولوحة "العذراء والطفل" للفنان جيوفاني بيليني وخزينة عريقة مجهزة بأدراج من فرنسا معالجة بالطلاء الصينى الأحمر من تصميم المبدع برنارد الثاني فان ريسينبرغ. وتركز بعض القطع المعروضة على فخامة البلاط الملكى بمختلف أشكاله فى جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها تمثال رأس أوبا البرونزى ولوحة "السامرى الصالح" للفنان جاكوب جوردانس.
ويرصد اللوفر أبوظبى أمام أعين زواره نشأة وظهور العالم العصرى عبر سلسلة من اللوحات الفنية بريشة رسامين معروفين، ويشمل ذلك لوحة "لعبة ورق بزيك" للفنان غوستاف كايبوت و"عذوبة الشرق" للفنان بول كلي و"الغجري" للفنان مانيه و"الأولاد وهم يتصارعون" للفنان بول غوغان و"أمير شاب منكب على الدراسة" للفنان عثمان حمدي بك و"تشكيل بالأزرق والأحمر والأصفر والأسود" للفنان بييت موندريان ولوحة ورينيه ماغريت "القارئة الخاضعة" ولوحة بيكاسو بعنوان "صورة شخصية لامرأة".
أما عشاق الأعمال الفنية المعاصرة، فيخاطبهم المتحف عبر مجموعة متميزة تضم تسع لوحات قماشية من إبداعات الرسام الأمريكى سي تومبلي والمنحوتة التذكارية من الفنان آي ويوي (1957)، بالإضافة إلى الأعمال التركيبية التى قام اللوفر أبوظبى بتكليف فنايين معاصرين بتنفيذها وهما جينى هولزر وجوسيبى بينونى، ضمن برنامج التكليف الخاص بالمتحف. ويتم عرض هذه الأعمال الضخمة تحت قبة المتحف والتى تنسجم تماما مع التصميم المعمارى لهذا المعلم الثقافى البارز.
اليوم السابع فى جولة داخل متحف اللوفر أبو ظبى
وسوف يعرض اللوفر أبوظبى عند الافتتاح 300 عمل فنى معار من متاحف فرنسية شريكة، من أبرزها لوحة "جميلة الحدّاد" للفنان العالمي ليوناردو دافينشي (متحف اللوفر باريس)؛ و"بورتريه ذاتي" للفنان فينسينت فان جوخ (متحف أورسيه ومتحف دى لا اورانجيريه)؛ ومنحوتة "الملاحة" العاجية النادرة من إمبراطورية بنين (متحف برانلي – جاك شيراك)؛ و"الكرة الأرضية" للفنان فينسينزو كورونيلّي (مكتبة فرنسا الوطنية)؛ وزوج من الأواني من متحف جيميه (المتحف الوطني للفنون الآسيوية)؛ ولوحة "نابليون عابراً جبال الألب" للفنان جاك لويس دايفيد (المتحف الوطني لقصر فرساي)؛ ولوحة أوغست رودان "جان دير" من مجموعة "مواطنو كاليه" (متحف رودان)؛ وصندوق المدخرات (متحف كلوني - المتحف الوطني للعصور الوسطى)؛ وإبريق صيني بتصميم فارسي (متحف الفنون الزخرفي)؛ ودرع مارميسي (سان جيرمان او لاي-المتحف الوطني للآثار)؛ وتمثال "أبولو بلفيدير" (قلعة فونتينبلو)؛ وتمثال "المرأة المنتصبة 2" للفنان ألبرتو جياكوميتي.
وعلى الصعيد المحلى، سيعرض اللوفر أبوظبى مجموعة من التحف الأثرية الإماراتية تضم قلادة يعود تاريخها إلى الفترة الزمنية 2000-1800 قبل الميلاد ومزهرية أثرية تنتمى إلى العصر الحجرى الحديث تم اكتشافها فى أحد مستوطنات العصر الحجرى التى يبلغ عمرها 8000 عام فى جزيرة مروح الواقعة قبالة ساحل أبوظبى (متحف رأس الخيمة الوطنى)، بالإضافة إلى أجزاء من الجص المزخرف من الدير المسيحى الأثرى فى بنى ياس بأبوظبى (متحف العين الوطنى).
المقتنيات داخل متحف اللوفر أبو ظبى
وعلى الصعيد الإقليمي، سيكشف اللوفر أبوظبى النقاب عن أعمال معارة بارزة من أشهر المتاحف بالمنطقة ويشمل ذلك تمثال "عين غزال" وتمثال أثرى برأسين يبلغ عمره 8000 عام (دائرة الآثار العامة الأردنية)، بالإضافة إلى أداة حجرية يعود تاريخها العام 350000 قبل الميلاد ومعلما بنقوش كوفية يشير إلى المسافة من مكة (الهيئة السعودية العامة للسياحة والتراث الوطنى). فضلا عن ذلك، يقدم اللوفر أبوظبى أكثر من 400 درهم فضى أثرى معار من المتحف الوطنى بسلطنة عمان والتى تعود إلى بدايات العصر الإسلامى، بالإضافة إلى مبخرة صدفة بحرية يعود تاريخها إلى فترة القرن الثانى عشر-القرن الرابع عشر الميلادى، وكذلك جرة فخارية من بلاد الرافدين من القرن العاشر الميلادى وإناء حجرى من الفترة 300 ق.م.– 400 ق.م.
متحف اللوفر أبو ظبى يستعد لفتح أبوابه للجمهور
اليوم السابع فى جولة داخل متحف اللوفر أبو ظبى بالإمارات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة