بخسائر مفتوحة وانهيارات متتالية، تدخل إمارة قطر الشهر السادس من المقاطعة العربية لنظام تميم بن حمد، والتى فرضتها دول الرباعى العربى فى محاولة للحد من تمويل الإرهاب والكيانات والتنظيمات المتطرفة، وسط توقعات من المؤسسات الائتمانية والهيئات الاقتصادية الكبرى باستمرار مسلسل الانهيار الذى ضرب اقتصاد القطرى.
وفى تقرير لها اليوم، قالت شبكة بلومبرج الأمريكية إنه فى الوقت الذى تلقى فيه الحملة السعودية لمكافحة الفساد صدى مدو فى الأسواق العالمية، فإن إمارة قطر تقدم على بيع أصولها فى الداخل والخارج.
وأضافت الشبكة الأمريكية، فى تقريرها، إن الأسبوع الجارى شهد إقدام شركتين مرتبطتين بالدولة فى الإمارة الصغيرة بتجريد أصولها. فمؤسسة قطر غير الربحية التى تديرها العائلة المالكة والتى تدير أيضا مشروع مشترك مع مجموعة فودافون تسعى لجمع ما يصل إلى 1.5 مليار دولار من بيع حصة فى أكبر مشغل للهاتف المحمول فى الهند، بينما يخرج بنك قطر الإسلامى استثماراته فى بنك التمويل الآسيوى.
وأشارت بلومبرج، إلى أن احتياطى النقد الأجنبى والشركات فى قطر يظهر عليها علامات الإجهاد مع دخول المقاطعة العربية لقطر شهرها السادس. فقد تراجع الاحتياطى الدولى وسيولة العملة الأجنبية فى سبتمبر 8.6% ليصل إلى 34 مليار دولار مقارنة بالشهر السابق. كما أن مؤشر البورصة خسر 24% هذا العام مقارنة بتراجع 3.8% لنظيره السعودى.
وتعانى العملة القطرية من ضغوط مستمرة منذ بداية المقاطعة العربية، مما جعل الدوحة تنفق نسبة كبيرة من احتياطياتها للحفاظ على قيمة الريال مقابل الدولار. وأظهرت النشرة الإحصائية الشهرية لبنك قطر المركزى، وفقا لموقع مباشر المالى، أن إجمالى الاحتياطيات الدولية والسيولة سجلت فى سبتمبر 129.6 مليار ريال (35.6 مليار دولار) وهو أدنى مستوى فى 6 سنوات، مقابل قيمتها فى نهاية يونيو السابق عند 146.3 مليار ريال (40.2 مليار دولار).
وكذلك، فإن هيئة الاستثمار القطرية قامت بتخفيض حصتها المباشرة فى كل من مجموعة كريدى سويس و"روزنيفت" و"تيفانى" فى الأشهر الأخيرة. وكذلك يجرى البنك التجارى القطرى، ثالث أكبر مقرض فى الإمارة، محادثات لبيع حصته البالغة 40% فى البنك العربى المتحد المدرج فى أبو ظبى.
من ناحية أخرى، فإن الخطوط الجوية القطرية "قطر إيروايز" ورغم أنها وافقت على شراء أسهم بقيمة 66 مليون دولار فى شركة كاثاى باسيفيك أير وايز، التابعة لحكومة هونج كونج، إلا أنها ستتعرض على الأرجح لخسائر سنوية بعدما أجبرتها المقاطعة العربية على إلقاء بعض المسارات وتحويل أخرى.
وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز، قد علقت على صفقة "كاثاى باسيفيك"، وقالت إن قطر تحاول أن تواجه استمرار مقاطعة الرباعى العربى، موضحة أن شركة الطيران الخليجية التى حصلت على حصص أقلية فى شركات الطيران الأخرى للمساعدة فى تعزيز حركة طيران "الترانزيت" عبر الدوحة، قد تراجعت عن خططها فى أغسطس لشراء حصة فى شركة الخطوط الجوية الأمريكية بعد أن رفضت الأخيرة.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الخطوط الجوية القطرية شهدت انهيارا فى الحجوزات بعد أن قاطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر الدوحة جوا وبرا وبحرا فى يونيو الماضى، مشيرة إلى أن الخطوط الجوية القطرية تبحث عن طرق أخرى لتوسيع حركة المرور والحفاظ على موقفها الطموح رغم المقاطعة.
وكان أكبر الباكر، الرئيس التنفيذى للخطوط الجوية القطرية، قد قال أمس الثلاثاء، إنه يتوقع الإعلان عن تكبد خسائر فى السنة المالية حتى نهاية مارس 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة