بدأ الرئيس مرنًا مع فكرة تكوين ظهير سياسى بعد 4 سنوات من رفض الفكرة
السيسي يؤكد: يومًا بعد يوم أن مصر هى صِمَام الأمان للعالم وسياستها المتوازنة و"المحترمة" نموذجًا ملهما لحل كل المشكلات
الرئيس معاتبًا الإعلام الغربى المسئ بـ"لُطف".. ويعلن عن إطلاق فضائية إخبارية مصرية ضخمة تنافس "سكاى نيوز والعربية" فى الشكل والمضمون
السيسي رد على كل المروجين لما يسمى بـ"صفقة القرن" بأن مصر لا ولن تفرط فى حبة رمل من ترابها
الرئيس: أننا لا يمكن أن "نلح" على أحد لعودة السياحة الروسية فإجراءات تأمين المطارات صارمة وأمن أى جنسية أجنبية مسئوليتنا
جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، الذى عقد بمدينة شرم الشيخ، أمس الأربعاء، كاشفًا للكثير من الحقائق التى تشغل بال الرأى العام المحلى والإقليمى والدولى، وكانت الرسائل مباشرة لجميع الأطراف فيما يتعلق برؤية مصر لمجمل تطورات الأوضاع بالمنطقة، وكيفية التعامل مع الأجواء شديدة الاضطراب التى تهدد أمن الخليج العربى والمنطقة ككل.
وفِى لقاءه الذى استمر من الساعة التاسعة والنصف وحتى الحادية عشرة مساء، بقاعة سفنكس، فى مركز المؤتمرات الذى يستضيف فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وتلقى خلالها عشرات الأسئلة وأجاب عنها جميعًا، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن عملية التسليح التى أجراها الجيش المصرى خلال السنوات القليلة الماضية تأتى فى إطار التوازن الاستراتيجى بعد الحالة التى شهدتها دول المنطقة خلال الـ7 سنوات الماضية، وكذلك لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، فضلًا عن الحفاظ على أمن مصر واستقرارها بالتعاون مع كافة الأشقاء فى الخليج.
وقال الرئيس السيسي، إنه كلما تطورت الأوضاع والتخلص من تنظيم "داعش" الإرهابى فى سوريا والعراق سيكون تحركهم تجاه مصر من ناحية الأراضى الليبية على حدود مصر الغربية أو سيناء.
وأشار السيسي، إلى أن الدولة المصرية تحتاج إلى معدات وتسليح قوى بعدما شهدت المنطقة خلال السبع سنوات الماضية خروج دول من المعادلة بشكل أو بآخر ومنها ليبيا والعراق وسوريا واليمن، مضيفًا: "مصر ترى أن ما يحدث فى المنطقة خلال السنوات السبع الماضية من اضطراب يكفيها، ولابد أن نتعامل بحذر شديد حتى لا تضاف تحديات أخرى بالمنطقة سواء فيما يتعلق بإيران وحزب الله"، مشددًا فى الوقت نفسه على أن أى تهديد لدول الخليج هو تهديد لأمننا القومى، فأمن الخليج من أمن مصر.
ورد الرئيس على أسئلة موجهة له من ممثلى (بى بى سى والعربية ورويترز ووكالة أنسا الإيطالية ووكالة شينخوا الصينية ووكالة الأنباء الفرنسية)، مشددًا على أن مصر لابد أن تكون قادرة على التعامل مع أى خطر مباشر للجماعات الإرهابية ومنها تنظيم "داعش"، ولابد أن يكون هناك توازن استراتيجى وقدرات عسكرية تعادل الخلل الذى حدث فى المنطقة ومواجهة الإرهاب، لافتًا إلى أن أوروبا مهتمة بعودة الاستقرار فى ليبيا بأسرع وقت للحفاظ على أمنهم.
وتحدث السيسي عن حادث الواحات، وقال إن تناول وسائل الإعلام المصرية للحادث كان غير جيد، وبه تجاوز للمهنية، مشيرًا إلى أن هناك مسئولية تقع على عاتق الدولة والهيئة العامة للاستعلامات بالتواصل مع المراسلين الأجانب وإمدادهم بالمعلومات التى يحتاجونها أولًا بأول.
اللقاء الذى أداره الزميل سمير عمر، ممثل قناة سكاى نيوز فى مصر، فى وجود ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، شهد انتقادًا من ممثل (بى بى سي) بسبب ما أسماه هجومًا من الإعلام المصرى على مكتب بى بى سى فى القاهرة، وهو ما رد عليه الرئيس السيسى بطريقة تحمل مداعبة وعتابا :"معاهم حق"، ودعا السيسى الإعلاميين المصريين إلى الحفاظ على الحالة المعنوية فى المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر، وعدم جعل الخوف على مصر يؤدى إلى العصبية فى التعامل مع القضايا المطروحة.
كانت الأسئلة الموجهة للرئيس السيسي جريئة وبدون أى خطوط حمراء، وكان الرئيس أكثر حرصا على إجلاء الحقائق، فلم يتحفظ فى إجاباته على أى سؤال أو أى قضية مثارة وحتى الشائك منها، فقال حول ما يتردد بشأن التنازل عن أراض مصرية للجانب الفلسطينى، إنه لا يوجد أحد فى مصر يستطيع أن يفعل ذلك، مشيرًا إلى أن حل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب مصر،متابعًا: "مصر دولة مؤسسات ودولة وطنية ولا يستطيع أحد التفريط فى أرضها، وحدودنا لا تُمَس"، لافتًا إلى أن دور مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية ولا يتغير وداعم لحلها.
وأكد الرئيس السيسي، على أن مصر لا تدير سياسة مروجة لمحاربة الإرهاب بعكس دول أخرى تستخدم الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية لها، مشيرًا إلى أن ما تفعله مصر شىء جديد، فهى تتعامل بشرف فيما يخص مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم.
وتعليقًا على سؤال حول ما يحدث فى المملكة العربية السعودية من إجراءات تجاه بعض الوزراء والأمراء، قال الرئيس السيسى، إن الأوضاع فى المملكة العربية السعودية مستقرة ومطمئنة والإجراءات التى تتخذ هناك شأن داخلى يمكن أن تحدث فى أية دولة، مؤكدًا على أنه يثق فى القيادة السعودية وتصرفها تجاه مواطنيها، ولن يتخذ أى إجراء إلا فى إطار القانون.
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن موقف الرباعى العربى لمكافحة الإرهاب إزاء قطر ثابت وواضح، وهو التمسك بنفس المطالب إلى أن تحدث استجابة لها، وعليهم فى قطر الرد عليها.
وللمرة الأولى يبدو الرئيس مرنا مع فكرة تكوين ظهير سياسى له، بعد أربع سنوات من رفض الفكرة، فالرئيس فى كل مرة كان يوجه له مثل هذا السؤال كان يرفضه جملة وتفصيلًا، ويرى أنه من الأفضل أن يعمل الرئيس بإخلاص لصالح الوطن ومن ثم فإن الشعب كله يمكن أن يكون ظهيرًا سياسيًا الرئيس، لكن على ما يبدو فإن هناك نصائح من القريبين بضرورة وجود حزب سياسى يقف خلف الرئيس الذى راهن على الشعب المصرى كله.
هذا التفسير، نتيجة لسؤال وجه الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة اليوم السابع، بشأن الحاجة لوجود حزب سياسى، وهو ما رد عليه الرئيس السيسي، بتوجيه دعوة للأحزاب لكى تتوحد، مطالبًا الإعلام بأن يتبنى هذه الدعوة، وقال: "اعملوا دعوة كإعلاميين للأحزاب لكى يندمجوا.. مش عارف بصراحة هل نراجع أنفسنا ويكون عندنا حزب سياسى؟.. مش عارف.. القرار لكم"، مشيرًا إلى أنه أراد فصل نفسه عن التجربة القاسية التى عاشها المصريون فى السنوات الماضية، وسعى لإقامة علاقة ثقة مع المصريين، مؤكدًا على أنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة، لافتًا إلى هناك أحزابا موجودة بالفعل يمكن أن تندمج فى أخرى قوية لها أداء مختلف.
وجاءت إجابة الرئيس السيسى على الربط بين عودة السياحة الروسية لمصر وتوقيع عقود الضبعة أكثر إجلاء للحقائق، فقال إنه لا ربط بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وتوقيع اتفاقية محطة الضبعة النووية، مضيفًا: "وقعنا الاتفاقية منذ فترة وهناك ملاحق لها خاصة بتفاصيل الاتفاقية ولا يوجد ربط أو علاقة بين النقطتين"، مشيرًا إلى أنه يقدر موقف القيادة الروسية فيما يخص عودة السياحة لمصر، متابعًا: "لم نلح لعودة السياحة الروسية ولن نلح فى ذلك الشأن.. ونحترم موقف القيادة الروسية والحفاظ على المواطن الروسى وأمنه".
وفيما يتعلق بالرقابة على الأسعار، قال السيسي، إن الأمر يحتاج إلى آليات سوق مستقرة وتنظيم للمنتج ونقله وتوزيعه، مضيفًا: "نسعى لإقامة أجهزة رقابة على الجودة، ولكن هناك حالة من عدم الانضباط ورغبة فى تحقيق المكسب، ولابد من وضع آليات سوق حقيقية ومنافذ بيع متطورة فى القاهرة والمحافظات، ونعمل على تحقيق ذلك ولكن الأمر يحتاج إلى وقت".
وفيما يتعلق بالبطالة، قال السيسى، إنه لا يمكن حل كل المشاكل مرة واحدة، وحجم العمالة فى مصر بالملايين، وتكلفة فرصة العمل الواحدة تتراوح بين 100 ألف إلى مليون جنيه.
وأضاف رئيس الجمهورية: "ركزنا على تطوير البنية الأساسية لأنها المسار الاقتصادى المناسب فى المرحلة الحالية ولأنها توفر فرص عمل وتجعل الأموال المستثمرة لا تخرج من البلد.. وسنطلب تعديل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليشمل حق الإنسان فى محاربة الإرهاب، وسنتحرك مع المجموعة العربية فى هذا الصدد".
وكشف الرئيس السيسي، عن تقديمه كشف حساب حول ما حققه من إنجازات خلال فترة رئاسته للدولة المصرية، وذلك خلال شهرى ديسمبر ويناير القادمين، مشيرًا إلى أنه لن يعلن موقفه من الترشح لفترة جديدة قبل ذلك، وبناءً على رد فعل المصريين تجاه كشف الحساب سيتخذ قراره بالترشح من عدمه، مضيفًا: "بعد تقديم كشف الحساب من حق المصريين أن يختاروا من يأتى للحكم مرة أخرى، وأتمنى لأى شخص التوفيق إذا رغب المصريين فى ذلك والحكم سيكون للمصريين.. أى حد هيختاره المصريون هنقول له الله يوفقك"، مضيفًا: "أنا مش قلقان على المصريين.. طالما متماسكين ومصطفين فى مواجهة التحديات ومفيش أى خطر وقادرين معًا على التغلب على أى مشكلة أخرى سواء إرهاب أو تجارة أو اقتصاد أو تنمية".