لقى القيادى فى المعارضة الأحاوزية الإيرانية، أحمد مولى، مصرعه رميا بالرصاص، مساء أمس الأربعاء، أمام منزله فى مدينة لاهاى الهولندية، فى أثناء قيادته سيارته، ما يعيد إلى الأذهان تاريخ النظام الإيرانى الحالى الحافل بالاغتيالات السياسية التى نستعرض أبرزها من خلال السطور التالية.
حول اغتيال مولى
وجهت المعارضة الأحوازية فى أوروبا أصابع الاتهام إلى النظام الإيرانى الحالى فى اغتيال مولى الذى شغل فى وقت سابق منصب، نائب رئيس حركة تحرير الأحواز المعارضة للنظام الإيرانى، ويحمل هذا الاتهام وجاهة على نحو خاص لعدد من الأسباب أهمها:
أحمد مولى
1 ـ تاريخ النظام الإيرانى الحافل بالاغتيالات، بدءا من عبد الرحمن قاسملو المعارض الكردى الشهير، ومرورا بشاهبور بختيار وعشرات آخرين.
2 ـ أن المخابرات الألمانية أصدرت عددا من التقارير فى الأسابيع الأخيرة أكدت على أن استخبارات الحرس الثورى الإيرانى لها أنشط مكتب استخبارات فى أوروبا مهمته تعقب المعارضين.
3 ـ أن الرجل ليس له عداءات ومعروف بعلاقاته الطيبة فى الأوساط الهولندية، كما يشهد له بحسن السمعة منذ أن كان فى الداخل الأحوازى، كما أكد لـ"اليوم السابع" ذلك أكثر من مصدر.
اغتيال عبد الرحمن قاسملو
بالرغم من أن عبد الرحمن قاسملو القيادى الكردى الإيرانى الشهير، ورئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى كان أحد المشاكرين فى وضع الدستور الإيرانى الذى تم التوصل إليه بعد نجاح الثورة إلا إنه مع أول اختلاف مع النظام الإيرانى لقى مصرعه يوم 13 يوليو عام 1989 على يد مجموعة إيرانية مسلحة فى فيينا.
عبد الرحمن قاسملو
ووقتها كان قاسملو، يشغل منصب أمين عام الحزب الديمقراطى فى كردستان إيران - الآن محظور فى إيران ـ يشارك فى جولة ثالثة من المفاوضات السرية مع إيران فى فيينا منذ نهاية 1988 أى بعد تعديلات الدستور التى أشار بها هاشمى رفسنجانى.
وتشير تقارير دولية إلى أن الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد كان أحد فريق الاغتيال الذى صوب النيران إلى جسد قاسملو ومرافقيه، وبعدها أعلن القضاء الألمانى عام 1997 حكما فى اغتيال خلف قاسملو صادق شرفكندى فى برلين العام 1992، مفاده أن هذه الجريمة تم التخطيط لهما من جانب السلطات الإيرانية.
اغتيال شاهبور بختيار
تعد حادثة اغتيال السياسى الإيرانى البارز، شاهبور بختيار، مضرب الأمثال فى لجوء النظظام الإيرانى الحالى فى فترة ما بعد الثورة على الشاه، إلى التصفية الجسدية للتعامل مع المعارضين.
شاهبور بختيار
وليد شاهبور بختیار يوم 26 يونيو 1915 لعائلة حسيبة وتقلد عددا من المناصب المهمة فى بلاده كان آخرها، منصب رئيس وزراء إيران تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوى، وهو آخر من تولى المنصب قبل هروب الشاه إلى أسوان فى مصر يوم 16 يناير 1979م.
تمكن بختيار من الفرار إلى العاصمة الفرنسية باريس، بالرغم من كونه أحد قادة المعارضة المدنية ضد الشاه، وهناك شكّل ما يعرف بـ"جبهة المقاومة الوطنية فى إيران" لكن النظام لم يتحمل معارضته فقامت عناصر من الحرس الثورى باغتياله يوم 6 أغسطس 1991م.
اغتيال سعيد كريميان
فى صباح الأحد الموافق الثلاثين من إبريل الماضى استيقظ سكان مدينة إسطنبول التركية على خبر اغتيال الصحفى والمعارض الإيرانى ومؤسس ومدير شبكة "جم تى فى" التلفزيونية سعيد كريميان عقب خروجه مساء يوم السبت الموافق 29 إبريل من مكتبه بإسطنبول.
سعيد كريميان
وقالت وسائل إعلام محلية، إن الإعلامى الإيرانى كان يستقل سيارة بصحبة شريكه، كويتى الجنسية، فى منطقة مسلك فى الجانب الأوروبى من المدينة التركية، عندما اعترضت سيارة رباعية الدفع طريقهما، وترجل المهاجمون من سيارتهم وفتحوا النار عليهما.
وقالت تقارير إخبارية نقلا عن مصادر أمنية، إن الحرس الثورى هو الجهة الرئيسة وراء الاغتيال، لأن كريميان من رجال الأعمال والإعلاميين وثيقى الصلة بجماعة مجاهدى خلق، ووفقا للشرطة التركية فإن السيارة التى استخدمها المهاجمون فى عملية الاغتيال وجدت محروقة فى وقت لاحق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة