يتشابهن فى جلستهن فى مناطق كثيرة، ويستخدمن كلماتهن الرقيقة للترويج لبضاعتهن.. "حنة يا صبية.. ترسم يا ولدى"، إنهن نساء يمتهن مهنة "الحنانة".. تلك المهنة التى تسللت لشوارع متعددة فى مصر، ولكن تعتبر منطقة ساحة مسجد الحسين من أكثر المناطق رواجاً لهذا النشاط، حيث آلاف الأقدام التى تتواجد بتلك المنطقة على مدار اليوم والفتيات اللاتى يتوافدن عليها لرسم الحنة والتجول بها.
تتجول بين وجوه النساء اللاتى افترشن الأرصفة فى ساحة مسجد الحسين يمسكن بكتالوج رسوم الحنة وأدوات الرسم فى اليد الأخرى، وتتراص الفتيات مسلمات لهن أياديهن، فتبدأ الحنانة بنقش الرسمة التى وقع عليها الاختيار.. تظر فتقع عيناك على واحدة من أهم الحنانات فى تلك المنطقة، والتى تجمع حولها عدد كبير للفتيات فى مشهد ينم عن شهرة واسعة وسمعة طيبة تركتها تلك الحنانة فى نفوس زبائنها، "اليوم السابع"، اقترب منها ليعرف أكثر عن وجودها فى هذا المكان..
رسم الحنة
"اسمى أمل السودانية وموجودة هنا من 5 شهور".. كلمات استهلت بها حديثها عن تواجدها فى مصر للبحث عن العمل، حيث زارت القاهرة منذ سنوات على فترات متقطعة، ولكن فى الفترة الأخيرة جاءت لمصر بصحبة زوجها وأبنائها للاستقرار والبحث عن مصدر الرزق، جاءت جالبة معها "الحنة السودانية" التى تتهافت عليها الفتيات لجودتها.
"حنتى ملهاش مثيل".. قالتها أمل بابتسامة سمراء طيبة وبنبرة فاح منها الفخر والتباهى بما تستخدمه فى الرسم من حنة سودانية فريدة من نوعها وتميزها عن مثيلاتها من رسامات الحنة فى المنطقة نفسها، وعن خلطتها قالت: "بعجنها من الصبح لحد العصر وكلها من مواد طبيعية".
وعن زبائنها تقول أمل إنها بالرغم من قصر مدتها فى القاهرة إلا أنها تمكنت من خلق سمعة طيبة بين زبائنها حتى حفظت وجوه الفتيات اللاتى يترددن عليها، وعما تقابله أمل وأسرتها فى مصر تقول "مصر دى بيتى"، وعبرت عن سعادتها بتواجدها فى تلك المنطقة التى تشعر فيها بروح مصر الأصيلة، وانهت حديثها ناسجة أحلامها بحروف بسيطة فقالت "بحلم بمحل صغير أرسم فيه للبنات"، موضحة أن الكثيرات يستعن بها فى التزين فى ليلة الحنة وهو ما يساعدها على تيسير مصدر رزقها.