أكثر من 800 يوماً مرت على حلم اكتشاف مقبرة الملكة "نفرتيتي" خلف مقبرة الملك "توت عنخ آمون" بمقابر وادى الملوك بالبر الغربى فى محافظة الأقصر، وحتى الآن لم ينتهى العمل رغم دخول البعثات والخبراء والجامعات العالمية فى عمليات البحث بمختلف أنواع الأشعة الحديثة والمتطورة للتوصل لماهية وتفاصيل الحجرة التى ظهرت فى الجدار الخلفى للمقبرة.
عملية البحث الأخيرة التى قام بها فريق من جامعة "بولى تيكنيكو" بمدينة تورينو الإيطالية برئاسة فرانكو بورتشيللى، أظهرت نتائج للمسح الجيوفيزيقى بمحيط مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون – بحسب مصادر بآثار الأقصر – أدلة قوية تؤكد وجود غرف جديدة خلف المقبرة، وتتطلب العمل أكثر خلال الفترة المقبلة، مما يؤكد صحة نظرية عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفيز بشأن وجود مقبرة آخرى خلف مقبرة توت عنخ آمون.
عمليات البحث عن غرف جديدة خلف مقبرة توت عنخ آمون
عالم المصريات البريطانى "نيكولاس ريفز" صرح لـ"اليوم السابع" أنه بنى فى نظريته أنه يوجد مدخلين وراء جدران مقبرة توت عنخ آمون الواقعة فى وادى الملوك التى تضم مومياوات غالبية ملوك الأسرة الـ18 (1550- 1292 قبل الميلاد) والأسرة الـ19 (1292- 1186 قبل الميلاد)، ففى الجهة الشمالية من المقبرة، يقع مدخل قد يوصل إلى مقبرة نفرتيتى التى توفيت قبل وفاة الفرعون الصغير بعشر سنوات، موضحاً أنه من عشاق الحضارة المصرية القديمة، ويقوم بعمل زيارة واستكشافات عديدة على مر السنين بمصر، وتلك النظرية الحديثة هى خيط هام جداً فى الحضارة المصرية، ولو نجحت سيحقق نجاحاً بالغاً فى علم الحفريات والمصريات.
جانب من العمل على نظرية البريطانى نيكولاس ريفز بالأقصر
وأوضح عالم المصريات البريطانى، أنه يعتقد تماماً أنه قد تكون مقبرة "توت عنخ آمون" ما هى إلا قبر صغير فى مقبرة "نفرتيتى" لأنه توفى فى سن مبكرة ولم يكن قد شيدت مقبرة له بعد، وقد توفى توت عنخ آمون عن 19 عاما فى العام 1324 قبل الميلاد بعد حكم قصير من تسع سنوات.
العلماء الاجانب خلال العمل داخل مقبرة توت عنخ امون
وتشهد الأسابيع المقبلة بمحافظة الأقصر، إستكمال أعمال أعضاء البعثة الإيطالية المصرية المشتركة، فى المسح الجيوفيزيقى الشامل لمنطقة وادى الملوك والوادى الغربى، بجبل القرنة، غرب مدينة الأقصر، قبل نهاية العام الجارى، وذلك باستخدام أحدث جهاز كشف رادارى فى العالم، حيث أثبتت من قبل النتائج السابقة عن وجود مواد عضوية بالفراغات الموجودة خلف جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون، الأمر الذى يعنى فى لغة الأثريين وجود مومياوات وعظام وقماش وأخشاب، حيث أنه توجد مقابر لملوك لم تكتشف بعد فى الأقصر منها نفرتيت والملك آى والملك أمنحت الثالث وغيرهم من ملوك الاسرات الفرعونية المختلفة.
وتعود القصة إلى يوم 13 أغسطس 2015، حيث أكد الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار آنذاك، أنه سيتواصل مع عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز لمعرفة الحقائق والأدلة العلمية التى استند إليها للإعلان عن أن الملكة نفرتيتى مدفونة داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادى الملوك، وفى 28 سبتمبر 2015، قام عالم المصريات البريطانى بمعاينة مقبرة توت عنخ آمون، لاكتشاف مقبرة نفرتيتى بالبر الغربى، وتم عقد مؤتمر صحفى فى 1 أكتوبر 2015 لعرض بحثه حول مقبرة نفرتيتى والتى يتوقع وجودها فى إحدى الحجرات الجانبية لمقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون، يوضح من خلاله خطه وأدلته على وجود المقبرة فى هذا المكان.
مقبرة توت عنخ امون تشهد اقوى عمل آثرى فى العالم
وبمجرد ما أعلنت وزارة الآثار بعد موافقة اللجنة الدائمة فى 22 أكتوبر 2015، على المقترح المقدم من عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز، بشأن الاستعانة بأجهزة رادار فى عمليات اختبار الجدران الداخلية لمقبرة توت عنخ آمون، شن عدد من علماء الآثار الهجوم على تلك القرار، حيث علق عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، قائلاً: "إن كلام عالم المصريات نيكولاس ريفز، كلام ليس له أساس على الإطلاق وكان من المقرر دعوة علماء متخصصين من وادى الملوك لمعرفتهم للمنطقة معرفة دقيقة، وكانوا يثبتوا أن كلامه ونظرية نيكولاس غير صحيح".
مقبرة توت عنخ امون التاريخية والبحث عن غرف جديدة خلفها
وفى 26 نوفمبر 2015، واصل العالم عمله بأحدث الأجهزة العلمية الحديثة، بالاشتراك مع الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار آنذاك، والذى فجر مفاجأة أنه لا يعتقد بوجود مقبرة الملكة نفرتيتى خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون، ولكنه أصبح متأكداً من وجود كشف أثرى جديد وهو ما أثبته العمل بجهاز الرادار، من وجود فراغات خلف المقبرة.
وفى 8 مايو 2016، عقد الدكتور خالد العنانى، بعد توليه حقيبة وزارة الآثار، مؤتمرا موسعا ضم عالم المصريات البريطانى نيكولاس ريفز، وعلماء الآثار على رأسهم الدكتور زاهى حواس، والذى حذر البريطانى قائلاً: "إننا لا يمكن أن نعتمد على نظريتك دون أدلة كاملة، بالإضافة لأنك لا تملك الأدلة الكاملة، ويجب أن نعتمد على أجهزة أخرى غير التى تم استخدامها، وأن تكون بقراءة غير يابانية، حيث أن نتيجة الأجهزة اليابانية تعطى قراءة بنفس لغتها وهى التى لا يستطيع أى أحد أن يترجمها، ولهذا يجب ومن الضرورى أن نأتى بأجهزة أكثر دقة".
بينما أوضح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أنه عندما ذهب لمعاينة المقبرة لم يجد شيئا واضحا، وأنه يرحب بالتعاون مع أى جهة علمية دولية تستخدم رادار غير مؤذى للآثار المصرية وبتقنية مختلفة عما سبق استخدامه، مؤكدا أنه ليس على يقين بأن نظرية العالم البريطانى، لعدم وجود دلائل علمية تؤكد نظريته.
كما أعلن وزير الآثار أن الشهر المقبل سيشهد الكشف عن مقبرتين أثريتين بالأقصر أحدهما بها جدار مذهب، مشيرًا إلى أن هذا الكشف يعتبر امتدادا للاكتشافات الأثرية التى تم الإعلان عنها عام 2017، مؤكداً أن الكشف الذى سيتم الإعلان عنه بتاريخ 9 ديسمبر المقبل بالبر الغربى، وستتم دعوة سفراء دول العالم له ليشهدوا على المزيد من مفاجآت الحضارة المصرية، فى حين سيتم افتتاح مقصورة آمون رع فى الطابق الثانى بمعبد حتشبسوت بالاشتراك مع البعثة البولندية.
مدخل مقبرة توت عنخ امون بالأقصر
جداريات فرعونية داخل مقبرة توت عنخ امون بالأقصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة