أصحاب ولا بيزنس.. طفل يسلف صديقه جنيها بإيصال أمانة والشرط الجزائى السندوتشات.. علماء الاجتماع يرجعون الموقف لسيطرة المال على المجتمع.. وخبراء تعديل السلوك يؤكدون: الأطفال يقلدون أهلهم فيجب الانتباه لتصرفاتنا

الأحد، 10 ديسمبر 2017 04:05 م
أصحاب ولا بيزنس.. طفل يسلف صديقه جنيها بإيصال أمانة والشرط الجزائى السندوتشات.. علماء الاجتماع يرجعون الموقف لسيطرة المال على المجتمع.. وخبراء تعديل السلوك يؤكدون: الأطفال يقلدون أهلهم فيجب الانتباه لتصرفاتنا إيصال أمانة بين طفلين
كتبت: شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جدل واسع أثاره نشر إحدى الأمهات ورقة على شكل إيصال أمانة لطفلها وزميله بالمرحلة الابتدائية تحت عنوان "عقد الجنيه"، وتعالت الأصوات بعضها يصف الطفل بـ"المادى" وأخرى بـ"النصاحة" وبعضها الآخر يتنبأ له بأن يكون رجل أعمال ناجح، فالموضوع لم يتوقف عند حدود تسليف الطفل جنيهًا لزميله، بل تعداه لوجود شرط جزائى فى العقد هو الحصول على السندوتشات حال تأخر السداد، وخلال السطور التالية نعرض آراء المتخصصين حول هذه الحالة التى حكمت فيها العلاقة المالية العلاقة الإنسانية والاجتماعية.   

وصل امانة
وصل امانة

 

 

حب التقليد
 

من جانبه يفسر الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، هذا الموقف بأنه وليد التقليد، وأن هذا الطفل رأى مشهدا مماثلا لما فعله فى التليفزيون أو فى محيط الأسرة، ولأن الأطفال يحبون التقليد، فقاموا بتطبيق ما رأوه.

 

وأضاف الدكتور فرويز، أن الطفل وشخصيته وسلوكه هو نتاج ثلاثة مكونات هى الوراثة التى تتحكم فيها الجينات الوراثية، والتربية هى نتاج السلوكيات التى تعلمها من الأسرة والمدرسة، والخبرات الحياتية التى يعيشها الطفل فى محيطه العائلة أو محيط الأصدقاء، وهذه الخبرات الحياتية هى التى جعلت الطفل يطبق ما مر به على نفسه.

 

اصدقاء
اصدقاء

 

 ضعف العلاقات الإنسانية
 

ووصف الدكتور جمال فرويز "عقد الجنيه" بأنه كارثة، لأنه مؤشر خطير على ضعف العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين أفراد المجتمع، فإذا كان الأطفال يتعاملون بهذه الطريقة فعندما يكبرون سيحكمون المجتمع بمادياتهم، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف تعبر على عدم وجود التكافل الاجتماعى، فأخلاق ابن البلد التى تعود عليها المصريون تضاءلت والشخصية المصرية أصبح عليها صدأ شديد.

 

وينصح خبراء علم النفس الأم بأن تتعامل مع الأمر بهدوء، وأن تعلمه معنى الصداقة، وأنه من الطبيعى أن يعطى الأصحاب الأشياء لبعضهم ويتقاسمون اللعب معًا وإذا احتاج صديقه شيئا يسلفه باحترام وبحب.

 

اصحاب

أصحاب

 

 أطفال واعون
 

وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الأطفال أصبحوا أكثر وعيًا عن ذى قبل، ولكن بعض الأهالى لا يدركون ذلك لأنهم غير مهتمين بتربية أبنائهم بطريقة سليمة، ما أدى إلى إفلاسنا مع أولادنا بامتياز، فلا توجد توعية من البيت ولا فى المدرسة التى انحصرت علاقاتها بالطالب فى شكل الحصول على الدروس الخصوصية، فالنتيجة تكون "أطفال مفلسون اجتماعيًا لا يحملون قيمًا".

 

لا تلوموا أطفالكم
 

وتؤكد الدكتورة سامية خضر، أنه يجب ألا نلوم الطفل على هذا السلوك بل يجب أن نلوم أنفسنا، لأن الطفل هو نتاج ما تم شحنه من سلوكيات وتعاملات فهم لم يفعلوا شيئا خطأ ليعاقبوا عليه، مشددة على أهمية ممارسة الفنون لتهذيب نفوس الأطفال قائلة "علموا أولادكم الفنون تغلقوا السجون".

 

الصداقة

الصداقة

 

الدراما السبب


وأشارت الدكتورة سامية خضر إلى أن الدراما التليفزيونية التى وصلت إلى القاع تلعب دورًا مهمًا فى وجود تغيير للأسوأ فى سلوكيات المجتمع، وهو ما يتطلب تعديله ومواجهته حتى لا نجد أطفالنا تحكمهم الفلوس والأكل فهذه الورقة التى كتباها الطفلان مؤشر يقول للمجتمع انتبه.


 

رسالة للأم


 

ووجهت الدكتورة فاطمة على استشارى الطب النفسى وتعديل السلوك، رسالة للأم التى نشرت عبر حسابها الشخصى تعليق "شوفتو المصيبة اللى أنا فيها ابنى مسلف زميله فى المدرسة جنيه وواخد عليه وصل أمانة"، بأنها لا تنزعج من هذا التصرف فهو محاكاة، ونوع من التوحد مع شخصية يراها حوله.

 

طفلة تقلد امها
طفلة تقلد امها

 

فالطفل يقلد دور الأب والأم، فنجد البنت ترتدى حذاء أمها وتضع من مستحضرات التجميل، والطفل يرتدى حذاء والده، وأحيانًا يذهب الطفل للمدرسة ويمثل دور الطبيب مثل والده أو الصحفى مثل والدته، فهى خبرة يمكن توظيفها بطريقة صحيحة.

 

ليس دليلاً للذكاء
 

وتوضح الدكتورة فاطمة على أن ما قام به الطفلان ليس دليلا على الذكاء كما يدعى البعض، فهناك أطفال ذكاؤهم تحت المتوسط ومعاقون ذهنيا يقلدون آباءهم، لكنه يمكن أن يكون مؤشرًا لحب الطفل لمهنة تتعلق بالحسابات والبنوك والأعمال، يعمل بها فى المستقبل.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة