تراجعت قوة الرياح التى تسببت بتوسع رقعة الحرائق فى جنوب كاليفورنيا السبت ما أعطى السكان وعمال الأطفاء أملا بتنفس الصعداء مع بدء ظهور حجم الخسائر والأضرار وفداحتها.
وبعدما محاصرتهم النيران على مدى خمسة أيام، تمكن أخيرا بعض سكان كاليفورنيا من العودة إلى منازلهم لتفقد الأضرار التى تسببت بها حرائق الغابات، والتى اجبرت مئات الآلاف من السكان على الفرار وقضت على اكثر من 850 مبنى بينها قصور بملايين الدولارات.
وعلى الرغم من ضخامة الحرائق التى اجتاحت مناطق ممتدة بين شمال لوس انجليس وسان دييغو، الا أن الخسائر البشرية إقتصرت على ضحية واحدة.
ومع رياح وصلت سرعتها الى 95 كيلومترا فى الساعة تابعت الرياح الموسمية أذكاء النيران الجمعة، ما ساهم فى تطاير الجمر وإزدياد "خطر حصول حرائق كبرى".
وقال السبت الكابتن جون هيغى من جهاز حماية الغابات والوقاية من الحرائق فى كالفورنيا "لا يزال هناك أطنان من الأماكن الخطرة"، وأطلق الجهاز الوطنى للأرصاد الجوية تحذيرا بدءا من الساعة الثامنة مساء 4:00 بتوقيت جرينتش للتنبيه إلى أن الظروف المناخية ستسرع من انتشار الحرائق.
وتوقع الجهاز تسجيل أقصى سرعة للرياح فى جبال مقاطعة سان دييجو وسفوحها، وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح حذر خبراء الأحوال الجوية من ان تصاعد الدخان والرماد سيستمر ما يستدعى استمرار التحذير من رداءة نوعية الهواء فى العديد من المقاطعات.
وفى بلدة أوجيه الجبلية تجاوز مؤشر نوعية الهواء معدل 500 وهى اعلى درجات الخطورة فيما بقيت السنة الدخان المتصاعدة جراء حريق "توماس" محاصرة بين الجبال.
ومنذ اندلاع الحرائق فى مقاطعة فنتورا ليل الاثنين اتى الحريق على نحو 60 الف هكتار ودمر اكثر من 500 مبنى، فيما اعلن السبت متحدث باسم اجهزة مكافحة الحرائق تحقيق تقدم فى عمليات الاحتواء بعد تنفيذ عمليات اطفاء حثيثة ليل الجمعة.
وقال حاكم كاليفورنيا جيرى براون أن العديد من العلماء يعتقدون أن إزدياد مواسم الحرائق الضخمة يندرج ضمن تداعيات التغير المناخى، وقال الحاكم "أنه الوضع العادى الجديد. نحن نواجه واقعا جديدا فى هذه الولاية حيث تهدد الحرائق حياة الناس وممتلكاتهم وأحياءهم".
وفى مقاربة تناقض موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشكك فى التغير المناخى قال براون "نحن نعلم انه بسبب التغير المناخى ستؤدى (الحرائق) الى تفاقم باقى الامور، وعلينا على المدى الطويل التفكير فى كيفية التأقلم مع تغييرات الطبيعة".
وأضاف "لا يمكننا ان نطلب من الطبيعة التأقلم مع حاجاتنا"، وقدر مسؤولون فى فنتورا كلفة جهود اخماد الحرائق بحوالى 17 مليون دولار.
وتم احتواء حريق "سكيربل" قرب مقاطعة "بيل اير" بنسبة 75% بعدما حاصرت السنة النيران التلال وأتت على أكثر من 150 هكتارا.
وتمكنت فرق الاطفاء من احتواء 85% من حريق "كريك" وهو الأكبر والذى يهدد منطقة لوس انجليس، حيث اتى على أكثر من خمسة آلاف هكتار، فيما حريق "راى" الذى اتى على أكثر من 2500 هكتار تم احتواؤه بنسبة 80%.
وقال جهاز الاطفاء فى مارييتا انه اعتبارا من ليل السبت تم احتواء حريق "ليبرتى" بنسبة 100% اى انه "تم تطويق الحريق بما يحول دون تمدده".
وقالت وكالة مكافحة الحرائق فى ولاية كاليفورنيا إن "احوالا مناخية ملائمة ساهمت فى تحقيق تقدم ملحوظ اليوم"، الا انها نبهت "السكان الى ضرورة البقاء يقظين لان الاوضاع قد تتغير بسرعة".
وقرب سان دييغو، حيث اتى حريق "ليلاك" على اكثر من 1500 هكتار وحيث تم احتواء الحريق بنسبة 50 بالمئة، اصدرت السلطات تحذيرا مماثلا اعلنت فيه انها تتوقع تحقيق تقدم انما دعت السكان للبقاء يقظين، وفى بونسال حيث بدأ الحريق، نفقت عشرات الخيول فى اسطبلاتها فى سان لوى راى.
وفى فولبروك فى شمال مقاطعة سان دييغو اتى الحريق على منازل واجتاح مساحات حرجية وسقطت الاشجار ارضا، وأعلن ترامب الجمعة حالة الطوارئ فى الولاية الواقعة على الساحل الغربى ما يتيح صرف مساعدة اتحادية عاجلة للوس انجلوس ومنطقتها.
ويعد عام 2017 الأسوأ فى تاريخ كاليفورنيا لجهة حرائق الغابات. ففى أكتوبر، قتل أكثر من 40 شخصا عندما اجتاحت الحرائق المقاطعات المنتجة للنبيذ شمال سان فرانسيسكو ودمرت اكثر من 73 الف هكتار واكثر من عشرة آلاف مبنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة