يشهد شارع سوق السلاح بمنطقة الدرب الأحمر، الواقعة ضمن منطقة القاهرة التاريخية، حالة من الإهمال، رغم أن عمره يزيد عن 700 سنة، حيث يهدد الشارع الاستغلال غير الملائم، ووجود ورش حدادة.
سبيل وكتاب رقية دودو اول معالم شارع سوق السلاح من فاطمة النبوية والاهمال يهدده
ورصد "اليوم السابع" خلال جولته بشارع سوق السلاح، حالة الإهمال التى تطال 65 أثرًا إسلامًيا ترغب الدولة فى الحفاظ عليها، حيث يقع شارع سوق السلاح فى منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة، وكان يطلق عليه فى البداية "سويقة العزى" نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر، أحد أمراء المماليك الذى يقال أنه كان يسكن فيه، ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم "سوق السلاح" نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه، من رماح وسيوف ودروع.
جانب من سبيل رقية دودو
سبيل سبيل أغا كوكريان يتحول إلى مقلب قمامة
وتبدو أول ملامح الإهمال على سبيل أغا كوكريان الذى أنشئ كصدقة جارية، والذى يبدو وكأنه مقلب قمامة، وهو واجهة الشارع ويأخذ ناصيته اليسرى من ناحية مسجد الرفاعى لمن يتجه إلى دخول الشارع، وكان السبيل يعمل كمدرسة لتحفيظ القرآن والأحاديث النبوية.
السبيل فى حالة سيئة
حمام بشتك مغلق ويعلوه مسكن وبجواره محل يهدد الأثر
وعلى بعد خطوات من سبيل "رقية دودو" يقع حمام بشتاك ذا الواجهة المتميزة، والتى تنخفض عن الأرض بما يقارب متر ونصف، وقد أغلقته وزارة الآثار نظرًا، لارتفاع إيجاره ومحاولتها تحميل المستأجر تكلفة ترميمه، فيما يتهدد الأثر بوجود محل جانبى وسكن علوى.
حمام بشتك وسط الاهمال
وحمام بشتاك أو "بشتك" كما يشتهر شعبيا، يعد من أشهر وأندر الحمامات في مصر وأنشأه الأمير "سيف الدين بشتاك الناصر" عام 742 هجرية.
مسجد اليوسفى يعانى من العشوائية والرطوبة
ويشهد جامع "الجاى اليوسفى"، نفس المستوى من الإهمال، الذى يظهر على الجدران الخارجية، وبابه الذى قام المواطنون بتركيب مبرد "كولدير" مياه على بابه، حيث يتهدد الأثر بسبب وجوده لوقوع المياه على الجدران، كما تتشبع الجدران بالرطوبة، وتمتلئ الجدران الخارجية بأسلاك الكهرباء والملصقات، والمسجد أنشأه الأمير "سيف الدين الجاى بن عبد الله اليوسفى" عام 1373 كمدرسة ومسجد، ويتميز بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وقد أطلق عليه الناس اسم جامع "السايس"، والسبب فى ذلك يعود للسايس الذى كان يرعى فرس السلطان حسن، ويقال أنه دفن أسفل المسجد فى مكان مجهول.
واجهة حمام بشتك
مسجد وضريح الشيخ محمد ابو قبيلة يظهر فى عمارة حديثة
وفى الشارع وأثناء التوجهه إلى بوابة المتولى قادما من منطقة مسجد الرفاعى، تجد على يسارك مسجد وضريح الشيخ محمد أبو قبيلة الذى يخالف فى شكله الملامح التاريخية بعمارة متواضعة حديثة برسومات زيتية للكعبة وواجهة خارجية بالحجر والعمارة المختلفة عن ملامح الشارع.
حمام بشتك
مراجيح مولد النبى تثير استغراب السياح
ويوجد بشارع سوق السلاح العديد من المشاهد التى تخالف الوظيفية الأثرية والتاريخية، والسياحية للشارع حيث تنتشر عدد من المراجيح التى يلهو بها الأطفال بشكل عشوائى فى الشارع التاريخى، ما آثار استغراب السياح.
ورش حدادة وآلات عنف وخراطة تهدد ثبات الجدران والآثار
وتحتل كثير من الورش المتخصصة فى أعمال الحدادة، والأعمال الخشبية، كثير من المحلات والوكالات أسفل الأبنية الأثرية دون مراعاة لظروف الأبنية، والتى يزيد عمرها عن 700 سنة، مصابة بالشروخ والتدهور، حيث ينتشر رش المياه فى الشوارع أمام المحلات والمقاهى.
مسجد اليوسفى فى حالة رثة
هدم المبانى التاريخية
وتعد وكالة رقم 23 مثال لفوضى وتعدى تجاه الآثار من جانب المواطنين الذين تمكنوا من هدم جزء منها وتحويله إلى مبنى سكنى، وجزء آخر به محلات قديمة تعانى من الإهمال، والجزء الثالث سبيل وكتاب لتحفيظ القرآن مغلق لحين ترميمه.
مسجد اليوسفى من الداخل والرطوبة تهدده
كلاب ضالة ورش مياه فى الشارع التاريخى
وتجسد قمة الفوضى فى شارع كان علامة على عصر من التقدم والنظام والريادة المصرية، تحول شارع الحضارة إلى مأوى للكلاب الضالة، ومنازل ما بين متهدم أو آيل للسقوط، ووجود فرن بلدى يضر بمبنى تاريخى ينتظر ترميمه.
ويقول الدكتور صلاح زكى، أستاذ العمارة بجامعة الأزهر، وعضو لجنة التنسيق الحضارى للقاهرة التاريخية المشرفة على ترميم الشارع: إن الشارع جزء من منطقة تاريخية ذا قيمة تاريخية وحضارية، توليها الدولة اهتماما بالغا.
وأضاف زكى، لـ"اليوم السابع" الشارع من أمام حمام بشتك تم ترميم 12 منزل شامل عمارة الزهور، لافتا إلى أن سبيل أغا كوكريان فى أول الشارع لم يتم ترميمه لارتباط ذلك بموافقة الآثار أما باقى الـ12 بيت تم ترميمه بموافقة محافظة القاهرة، كما تم ترميم بيت يكن باشا نجل اخت محمد على باشا.
وأشار زكى إلى أن بقية الشارع ينتظر ترميمه بعد اعتماد دعم لذلك، وأن هناك مؤشر إلى بدء العمل قريبًا بعد تأكيد محافظ القاهرة أن اللجنة المشرفة برئاسة المهندس إبراهيم محلب وافقت مبدئا على توفير الدعم اللازم.
وكان الشارع قديمًا يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر، ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة، تحولت الورش الموجودة فى الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق، وفى الخمسينيات من القرن الماضى اختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق سلاح.
مبان اثرية متهدمة بسبب الاهمال
محلات ومقاهى بمبانى تاريخية ايلة للسقوط
مقهى ضمن استغلالات ابنية ايلة للسقوط
انشار الوكالات والمحلات بالمبانى الاثرية باحد الشوارع الجانبية
هدم وانشاء مبانى حديثة غير ملائمة على جزء من اثر وتهدد بقية المبنى
انتشار للكلاب الضالة فى اماكن مرور السياح
سكب مياه مستعملة بارض الشارع وانتشار الاهمال
فرن بلدى بشارع سوق السلاح التاريخى
فرن بلدى باحد المبانى التاريخية
منزل اثرى مهجور يتحول الى خرابة وملجا للكلاب الضالة
منزل اثرى
عدد الردود 0
بواسطة:
عليا
مات الكلام
مابقاش فاضل غير الصمت اللي هو ابلغ من الكلام