قالت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان إن الاحتفال بذكرى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان يجب أن يكون فرصة للمراجعة والاعتراف بالأخطاء ومواجهة الأمر الواقع، وتبنى رؤية إصلاحية حقيقة للنظام الحقوقى الدولى، وهى رؤية يجب أن تقوم على أحكام هذا الإعلان والقيم التى أرساها قبل 69 عاما، والنظر فى كيفية إنقاذ العالم من خطر انتهاكات حقوق الإنسان والشعوب.
وأكدت مؤسسة ماعت، فى بيان لها، أن العالم احتاج لسنوات طويلة من التشرذم والاختلاف والحروب ولملايين الضحايا الأبرياء ليتوصل إلى اتفاق حول بنود الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وأنه ليس من المطلوب أبدا أن يسقط ضحايا جدد حتى تبادر المنظومة التى أنتجت الإعلان بالمراجعة وإعادة الاعتبار والاحترام لقيم حقوق الإنسان.
وأوضح البيان أن العالم يحتفل اليوم بذكرى إقرار الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى مثل هذا اليوم قبل 69 عاما، وأن هذا الاحتفال يأتى بعد أيام قليلة من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها القوة العظمى فى العالم باتخاذ قرارا يخالف كل القيم والأعراف الحقوقية، ويضرب حق تقرير المصير فى مقتل، وينزع عن السياسة الدولية أى قيمة حقوقية وهو قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورغم أن غالبية دول العالم الحر رفضت هذا القرار واعتبرته عدوانا على الشرعية الدولية، إلا إنه يبقى قرارا دالا على طبيعة تعامل القوى الكبرى مع قضايا حقوق الإنسان، ومؤشرا خطيرا لمدى قدرة المنظومة الأممية على فرض الالتزام بأحكامها وقراراتها.
واستطرد: كما يأتى الاحتفال هذا العام فى ظل تصاعد غير مسبوق لموجة العنف والإرهاب والتطرف الذى يغزو العالم بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث دأبت دول بعينها فى المنطقة على استخدام الجماعات الإرهابية لإيذاء جيرانها وتحقيق طموحاتها الإقليمية، ومن ثم وفرت الغطاء السياسى والدعم التمويلى واللوجيستى والمنابر الإعلامية للجماعات الإرهابية لتعيث فى الأرض فسادا وتعطل مجموعة الحقوق والحريات الأساسية وفى القلب منها الحق فى الحياة والحق فى التنمية.
وأوضحت المؤسسة الحقوقية المصرية إن العالم يجد نفسه بعد 69 عاما من إقرار الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، فى وضع لا يختلف كثيرا عن الظروف التى أنتجت هذا الإعلان، فكما كان العالم خارجا لتوه من حرب عالمية طاحنة سقط ضحيتها ملايين الأبرياء، فإنه الآن يقف فى وسط حروب أهلية طاحنة فى سوريا واليمن وليبيا والصومال وجنوب السودان ومناطق أخرى بالعالم، وكما كانت خطابات الكراهية والتعصب سائدة من قبل، فإنها تعود للظهور بقوة مرة أخرى، وكما كان الاستعمار ينهب مقدرات الدول ويقصى أبنائها ويشردهم، فإن الاحتلال الإسرائيلى يفعل نفس الشىء وبشكل أكثر فظاعة فى الشعب الفلسطينى.
وأشار البيان إلى أنه وسط كل ذلك تقف المنظومة الحقوقية الدولية عاجزة وأسيرة لتجاذبات إقليمية وسياسية، وغير قادرة على اتخاذ إجراءات رادعة أو خطوات ملموسة فى سبيل وضع حد لهذا المناخ الذى ينذر بكوارث وخيمة على مستقبل الإنسانية ككل، وفاشلة فى وقف منتهكى حقوق الإنسان والعابثين بمصائر الشعوب وداعمى الإرهاب والعنف والكراهية عند حدهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة