يستقبل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى نظيره الروسى فلاديمير بوتين اليوم الإثنين فى قمة هى السابعة بين الزعيمين سبقها لقاء ثنائى عندما كان الرئيس المصرى وزيرا للدفاع، ويكشف كم اللقاءات المشتركة بين القائدين عن قدر التفاهم والتنسيق المشترك بين القاهرة وموسكو من ناحية وقدر التفاهم بين الشخصين فى كثير من الملفات.
حول اللقاء الثامن
فى الثالث عشر من فبراير بالعام 2014 وقت أن كان الرئيس عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع جرى أول لقاء مع بوتين وغالبا فى مثل هذا النوع من اللقاءات فإنه يشكل معالم المستقبل ويكشف ما إذا كانت العلاقات ستستمر أم ستمضى إلى العدم.
أول لقاء جمع السيسى ببوتين فبراير 2014
لكن وقائع التاريخ القصير فى الأعوام الثلاثة الماضية ونصف العام منذ أول لقاء بين بوتين والسيسى تشى بقدر كبير من التفاهم يصل إلى حدود التطابق فى مواقف الزعيمين تجاه القضايا الكلية المتعلقة بالشرق الأوسط وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وللتدليل على ذلك يكفى القول إن لقاء الاثنين هو الثامن بين الرجلين والسابع على مستوى القمة بينهما، وتعطينا زيارة بوتين إلى القاهرة يوم التاسع من فبراير بالعام 2015، تلك التى اصطحب فيها السيسى نظيره بوتين إلى مأدبة عشاء فى برج القاهرة، فكرة عن قدر التفاهم والتنسيق المشترك بين الزعيمين.
الموقف الروسى من القدس
من المؤكد أن الرئيسين سيبحثان تداعيات قرار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لدول الاحتلال الإسرائيلى ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، خاصة أن روسيا كانت من أوائل الدول التى أبدت موقفا واضحا من المسألة بأن أعلنت أن موقف ترامب أدى إلى تعقيد الوضع فى الشرق الأوسط وسبب انقساماً فى المجتمع الدولى.
السيسى وبوتين
وفى صبيحة يوم الإعلان الأمريكى أكدت روسيا أنها تعتبر القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين، كما عبرت فى الوقت ذاته عن "قلقها الشديد" إثر قرار ترمب حول القدس، ودعت الأطراف المعنية بالنزاع الإسرائيلى - الفلسطينى إلى "ضبط النفس" والحوار.
ونظرا لمكانة القضية الفلسطينية التى تحتل موقع الصدارة فى سياسة مصر الخارجية والجهود المصرية للتوصل إلى سلام دائم وعادل فى المسألة وفقا لحل الدولتين التى يتسق تماما مع الموقف الروسى فإن قضية القدس سوف تشكل جانبا كبيرا من المباحثات بين السيسى وبوتين خاصة أنها تأتى بعد 5 أيام من الإعلان الأمريكى وتأتى كذلك تزامنا مع القمة المصرية ـ الفلسطينية للتباحث حول الأمر.
بين السياسة والاقتصاد
تشكل الأدوار الاقتصادية قاطرة للقضايا السياسية وليس العكس، وبناء على تلك القاعدة فإن الزيارة ستشمل أيضا عددا من الملفات ذات الصلة من بينها الاستثمار الروسى فى محور قناة السويس الجديدة وإتمام بناء مفاعل الضبعة النووى.
السيسي وبوتين فى دار الأوبرا بوسط القاهرة
ومن المقرر أن يتم توقيع عقود المحطة النووية بالضبعة بقدرة 4800 ميجا وات، ظهر اليوم الاثنين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بواسطة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ورئيس شركة روس أتوم الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة النووية.
كما سيتم خلال الزيارة توقيع اتفاق بين الحكومتين المصرية والروسية، لإنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس، ويعمل الجانب الروسى فى هذا الإطار من خلال لجنة مشتركة بين الجانبين لوضع آليات تنفيذ المنطقة الصناعية التى تقام على مساحة 5 ملايين متر مربع باستثمارات سبعة مليارات دولار على مدار عشر سنوات اعتبارا من أول العام المقبل 2018.
ركائز السياسة الخارجية
إلى جانب هذا كله سيبحث الزعيمان عودة السياحة وخطوط الطيران بشكل منتظم بين البلدين بعد أن شهدت انقطاعا على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء بعد إقلاعها من مطار القاهرة نهار يوم السبت الحادى والعشرين من أكتوبر بالعام 2015.
تفاهم مصرى روسى فى العديد من الملفات
وفى كل الأحوال تعد القمة المصرية ـ الروسية واحدة من الركائز التى تعتمد عليها السياسة فى موسكو فى إطار حرصها على تطوير العلاقات مع القاهرة باعتبارها أكبر بلد عربى كما تعتمد عليها القاهرة فى إطار السياسة الخارجية المصرية الجديدة التى توازن بين القطبين الشرقى والغربى والتى تبنى تفاهمات مع الجانب الروسى فى ملفات الأمن والسياسة بالإقليم.
عشاء أقيم على شرف الرئيس الروسى فى برج القاهرة