على غرار الزيارة المفاجئة للرئيس السورى بشار الأسد لروسيا نوفمبر الماضى، واستقبال نظيره الروسى له فى سوتشى، فجأنا الرئيس الروسى اليوم الاثنين، قبل زيارته المعلنه لمصر وانتظار وصوله، بزيارة لقاعدة حميميم الجوية الروسية فى سوريا، حيث كان فى استقباله فى القاعدة الرئيس السورى بشار الأسد ووزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو وقائد مجموعة القوات الروسية فى سوريا الفريق أول سيرجى سوروفكين.
واستهل الرئيس الروسى، حديثه مع نظيره السورى بشار الأسد، لدى وصوله إلى اللاذقية اليوم بعبارة: لقد وعدتكم بالزيارة وها أنا قد وصلت.
وخلال زيارة لقاعدة حميميم الجوية الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية بسوريا، أمر بوتين ببدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا. وقال بوتين أمام العسكريين: "آمر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ببدء سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط مرابطتها الدائمة".
وأضاف بوتين: "خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية، مع الجيش السورى بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية. ونظرا لذلك اتخذت قرارا بعودة جزء كبير من القوة العسكرية الروسية الموجودة فى الجمهورية العربية السورية إلى روسيا".
وتابع الرئيس الروسي قائلا: "فى حال رفع الإرهابيون رأسهم من جديد، نحن سنوجه إليهم ضربات لم يروها من قبل"، مضيفا: "نحن لن ننسى أبدا الضحايا والخسائر التي تكبدناها أثناء محاربة الإرهاب هنا فى سوريا وفى روسيا أيضا"، كما هنأ العسكريين الروس بنجاح مهمة محاربة الإرهاب فى سوريا وشكرهم على أداء الخدمة.
وأكد الرئيس الروسى على أن موسكو لن تنسى التضحيات والخسائر التي قدمت فى الحرب ضد الإرهاب فى سوريا، قائلا: " لن ننسى أبدا التضحيات والخسائر التى قدمت أثناء الحرب ضد الإرهاب هنا فى سوريا وفى روسيا."
وأعلن الرئيس بوتين أن جزءا كبيرا من القوات الروسية سيبقى فى سوريا، موضحا "خلال عامين، هزمت القوات المسلحة الروسية بالتعاون مع الجيش السوري أقوى المجموعات الإرهابية. وبهذا الصدد اتخذت قرارا بعودة الجزء الأكبر من القوات الروسية إلى الوطن روسيا، مؤكدا على أن موسكو ستحتفظ ".
بقاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، وعلى منشأة بحرية في طرطوس "بشكل دائم" رغم قرار بدء سحب بعض قواتها من سوريا.
كما أخبر بوتين، نظيره السوري، بشار الأسد، أنه سيبحث موضوع التسوية في سوريا مع نظيره، الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقال بوتين: "ستكون لدي فرصة للحديث عن ذلك في القاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ".
وأعرب الرئيس الروسى، أن روسيا تأمل في إقامة الحياة السلمية والعملية السياسية في سوريا، مؤكدا أهمية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، وإطلاق عملية التسوية.
وقاعدة حميميم هى قاعدة جوية روسية تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية فى محافظة اللاذقية، وتتشارك القاعدة بعض مسارات الهبوط مع مطار باسل الأسد الدولى، لكنها فقط محصورة للعمال الروس.
وكانت مساحة القاعدة صغيرة حيث أنها كانت مخصصة سابقاً للطيران المروحى، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة.
ووقعت روسيا اتفاقا مع سوريا أغسطس 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم فى كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.
واستخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد التنظيمات الإرهابية فى سوريا، وبعد مرور سنة على التواجد الروسى أعلنت روسيا عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
يذكر أن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف قال نهاية نهاية نوفمبر الماضى، إن موسكو تستعد بالفعل لسحب قواتها العسكرية من سوريا وأن "الاستعدادات جارية"، وجاء كلام باتروشيف بعد أيام من تصريح لرئيس الأركان العامة في الجيش الروسي عن إمكانية تقليص حجم قوات بلاده في سوريا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا عن نيتها بالانسحاب، إذ سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أعلن العام الماضي عن سحب جزء من قواته في سوريا "بشكل مفاجئ".
يذكر أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، استقبل نظيره السورى بشار الأسد، فى سوتشى، نوفمبر الماضى، لبحث المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية.
وقال الكرملين فى بيان، إن بوتين، هنأ الأسد، بالنتائج، التى حققتها سوريا فى الحرب ضد الإرهاب، مضيفا أن الشعب السورى يقترب تدريجيا من هزيمة الإرهابيين، التى هى نتيجة حتمية، كما أكد بوتين أنه بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية فى سوريا، مشيرا إلى أن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار فى سوريا.
كما عبر الرئيس السوري عن امتنان الشعب السوري لروسيا، التي لعبت دورا هاما في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها.