انتهى اليوم الدراسى وعادت الأسر بشغف إلى حضانة أبنائهم بالمطرية، يشدوهم أمل فى لقاء دافئ بعد فراق دام لساعات، وما أن وصلوا إلى مقر الحضانة، حتى فوجئوا بالباب مغلق على غير العادة، طرقوا عدة طرقات بسيطة ولكن لا إجابة، تسرب الشك رويداً رويداً إلى نفوسهم، حتى تحول إلى قلق مفرط.
لم تستسلم الأسر لحالة القلق التى تسربت إليهم بشكل سريع، واستعانوا بأهالى المنطقة من اجل دخول الحضانة، وتمكنوا من فتحها عنوة، وهنا كانت الصدمة، فقد وجدوا أطفالهم صرعى على الأرض بجوار مديرة الحضانة، فى حالة إعياء تام، أصابهم ذلك المشهد بحالة فزع اربكتهم، حتى تدخل الأهالى على الفور واتصلوا بلإسعاف الذين انتقلوا الى مكان الواقعة وتولوا نقل جثامين الأطفال ومالكة الحضانة إلى المستشفيات فى محاولة بائسة لإنقاذ حياتهم.
انتقل "اليوم السابع" إلى شارع الشرطة بمنطقة المطرية، وهو ذات الشارع الذى شهد واقعة مصرع 4 أطفال ومالكة حضانة، بعد إصابتهم بحالة اختناق نتيجة تسرب غاز، وقابلنا عدد من الأهالى الذين رووا لنا تفاصيل الواقعة، وما حدث فى ذلك اليوم العصيب.
فى البداية يقول الحاج محمد أحد شهود العيان على الواقعة، أن جميع أهالى المنطقة انتابتهم حالة من الذعر والخوف عقب الحادث، حيث قرروا عدم ذهب أبنائهم إلى الحضانات بالمنطقة خوفا عليهم من تكرار ما حدث مرة آخرى، وأن منطقة أرض الشركة وخاصة شارع حمدى المهر الذى وقعت به الحادثة، يوجد به أكثر من 5 حضانات لا يوجد لهم أى تراخيص رسمية من وزارة الشئون الاجتماعية.
وتابع "محمد"، أن هذه الحضانات لا يوجد بها أى نوع من أنواع الحماية المدنية أو وسائل الأمن اللازم لمواجهة أى مخاطر تحدث فى هذه الحضانات، لافتا إلى أن الأهالى اضطروا إلى وضع أبنائهم فى مثل هذه الحضانات بسبب انخفاض أسعارها عن غيرها من الحضانات التى تطلب مبالغ مالية كبيرة لا يقدرون على دفعها، مما اضطرهم إلى وضع ابنائهم ولجوئهم إلى مثل هذه الحضانات التى لا يوجد لها أية أوراق رسمية، ولا أى نوع من أنواع الحماية والسلامة التى تضمن لهم الحفاظ على حياة أبنائهم.
فيما كشف أحد الأهالى الذى رفض ذكر أسمه لــ " اليوم السابع " أن الشقة التى وقع بها الحادث ليست حضانة، وأن الأطفال الذين عثر عليهم داخل الشقة ليسوا فى سن الحضانة، موضحا أن السيدة مالكة الشقة التى حدثت بها الواقعة كانت تستقبل هؤلاء الأطفال لإعطائهم دروس خصوصية، وأنه توجد أكثر من حضانة بالمنطقة لا يوجد لها أى تصريح أو ترخيص لمزاولة المهنة.
وتابع: لا يوجد نوع من أنواع الرقابة على تلك الحضانات التى يتم فتحها دون أخذ أى موافقة من الجهات المختصة، مطالبا وزارة الشئون الاجتماعية والجهات المسئولة بالدولة بالكشف وغلق جميع هذه الحضانات التى لا يوجد لها أى أوراق رسمية لمزاولة النشاط، بالإضافة إلى سرعة التفتيش على جميع الحضانات ليس فى المنطقة بل فى مصر كلها للتأكد من وجود وسائل الحماية والأمن الصناعى بها للحفاظ على أرواح أبنائنا.
من جانبها استعجلت النيابة العام تحريات المباحث حول الواقعة، فضلاً عن تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثامين المجنى عليهم لمعرفة سبب الوفاة، كما طلبت النيابة أيضا التقرير النهائى من شركة الغاز الطبيعى حول الخلل الفنى الذى حدث بخط الغاز داخل الشقة.
وكانت معاينة موقع الحادث كشف أن هناك تسريب غاز كبير نتج بسبب عيب فى "ماسورة الغاز الطبيعى " داخل الحضانة، مما أدى إلى انتشار الغاز داخل الشقة، موضحين أن هناك تسريب غاز حدث بالفعل، ولكنه لم يتم تحديد عما إذا كان سبب الوفاة هو التسرب الغاز من عدمه، فى انتظار تقرير الطب الشرعى الذى يحدد بشكل نهائى أسباب الوفاة.
عدد الردود 0
بواسطة:
ضحى على
اعيثونا يرحمكم الله
اطفالنا يمونون كل يوم دون محاسبة المخطئ من المسؤولين .. نناشد رئيس الجمهورية بالضرب بيد من حديد على رأس كل فاسد ومهمل من مسئولة الدولة المصرية ، وذلك من أجل الحفاظ على مستقبل هذا الوطن المتمثل فى أبنائه الصغار