انتهت مكتبة دير سانت كاترين من أعمال ترميم فسيفساء التجلى بكنيسة التجلى أكبر كنائس دير سانت كاترين حيث يفتتحها الدكتور خالد العنانى وزير الآثار واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ورجال الأعمال والمستثمرين يوم 16ديسمبرالجارى.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن كنيسة التجلى تجمع بين العمارة والفنون البيزنطية والإسلامية ولقد بنى الإمبراطور جستنيان أكبر كنائس دير سانت كاترين فى القرن السادس الميلادى وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة وبعد العثور على رفات القديسة كاترين فى القرن التاسع الميلادى أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلى وعلى الدير دير سانت كاترين بعد أن كان يسمى بدير طور سيناء منذ إنشاؤه.
صحن كنسية التجلى
ويوضح الدكتور ريحان أن كنيسة التجلى مدرسة للعمارة والفنون البيزنطية والإسلامية حيث يبدأ الدخول للكنيسة من خلال باب خشبى من العصر الفاطمى يؤدى إلى جناح غربى للكنيسة وهو ما يطلق عليه نارثكس وقد أضيف للكنيسة فى العصر الفاطمى فى القرن الحادى عشر الميلادى ومنه إلى صالة الكنيسة عن طريق باب خشبى من القرن السادس الميلادى مزخرف بحشوات خشبية من روائع الفنون البيزنطية والكنيسة على الطراز البازيليكى من صحن وجناحان جانبيان ويفصل الأجنحة صفين من الأعمدة بكل صف ستة أعمدة، والعمود مصنوع من حجر واحد من الجرانيت صناعة محلية قطعت من محاجر تبعد 20 كم عن الدير وكسى الرهبان الأعمدة بالجبس عدا التيجان، والتيجان مختلفة بعضها تيجان كورنثية بأوراق عريضة وهى تشبه تيجان ذلك العصر وبخاصة أعمدة دير باويط بأسيوط
ويتابع الدكتور ريحان بأن الكنيسة يغطيها سقف جمالونى من القرن السادس الميلادى تم تفطية الحزام الخشبى له بسقف مسطح أنشئ فى العصر الإسلامى فى القرن الثامن عشر الميلادى كما تضم الكنيسة ثريا تتدلى من السقف مصنوعة فى القرن الثامن عشر الميلادى وأرضية الصالة من الرخام من القرن الثامن عشر الميلادى يشبه الموجود بالمساجد بالقاهرة والأمبون (المنبر) الخاص بالكنيسة يلاصق العمود الثالث شمالًا أنشئ عام 1787م وله درج حلزونى وحشوات خشبية مدهونة.
باب النارتكس من العصر الفاطمى
وعن فسيفساء التجلى يشير الدكتور ريحان إلى أنها تغطى الجزء العلوى من نصف قبة شرقية كنيسة التجلى وتصور تجلى السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلى، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء فى الشرق مصنوعة من قطع صغيرة متعددة الألوان وتعود للقرن السادس الميلادى وقت إنشاء الدير وهى من عمل فنان من مركز حضارى ربما يكون القسطنطينية والتكوين الفنى للوحة يصور السيد المسيح واقفًا فى وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبى إيليا وعن يساره النبى موسى كما صوّر الفنان تلاميذ السيد المسيح القديسين يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما القديس بطرس مستلق عند قدمى المسيح.
ويتابع بأن الزخارف التى تزين الإطار الخارجى للوحة عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات (صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التى تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذى تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء فى عصره وفى كوشة عقد الحنية ملكان يشغلان كل مساحتها يطيران بجناحى طاووس فى اتجاه مركز العقد وأسفل كوشة العقد دائرتين،اليمنى بها بورتريه يوحنا المعمدان واليسرى بورتريه السيدة العذراء وتشبه هذه الفسيفساء لوحة كنيسة فى سالونيكى باليونان من حيث أن الموضوع الرئيسى حوله ثلاثون جامة بها الحواريون والملائكة والأنبياء ومطران الدير.
قسيفساء التجلى
ناثكس الكنسية العصر الفاطمى