قررت الولايات المتحدة تعليق مساعدات غذائية وشحنات وقود لمعظم وحدات القوات المسلحة الصومالية بسبب مخاوف تتعلق بالفساد، مما يوجه ضربة للجيش فى وقت تبدأ فيه قوات حفظ السلام الأفريقية فى الانسحاب الشهر الجارى.
وانتشرت قوات الاتحاد الأفريقى فى مقديشو قبل نحو 10 أعوام للتصدى لحركة الشباب ويفترض أن تتولى القوات الصومالية مهامها فى نهاية المطاف.
ولكن الولايات المتحدة التى تمول أيضا القوة الأفريقية المؤلفة من 22 ألف عسكرى شعرت بخيبة أمل من عجز الحكومات المتعاقبة عن بناء جيش وطنى قادر على البقاء.
ووفقا لمراسلات خاصة بين الحكومتين الأمريكية والصومالية أطلعت عليها رويترز، جاء قرار التعليق الأمريكى بعد امتناع الجيش الصومالى أكثر من مرة عن تقديم بيانات بالأغذية والوقود.
وقال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز الأسبوع الماضى شريطة عدم نشر اسمه "خلال مناقشات جرت فى الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة والحكومة الاتحادية الصومالية اتفق الجانبان على أن الجيش الوطنى الصومالى لم يلتزم بمعايير المحاسبة فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية".
وأضاف "نجرى تعديلات على المساعدة الأمريكية للجيش الصومالى باستثناء وحدات تتلقى بعض أشكال التوجيه، كى نضمن استخدام المساعدة الأمريكية بكفاءة وفى الغرض المقدمة من أجله".
ويأتى التعليق فى وقت حساس إذ من المقرر أن تنهى مهمة الاتحاد الأفريقى التى تضم عسكريين من بوروندى وجيبوتى وإثيوبيا وكينيا وأوغندا عملياتها فى البلاد بحلول 2020. وتغادر أول دفعة وقوامها ألف جندى الصومال قبل نهاية العام الجارى.
وأظهرت وثائق أرسلتها البعثة الأمريكية فى الصومال إلى الحكومة الصومالية أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بإحباط متزايد لعجز الجيش عن توضيح قنوات صرف المساعدات.
ورسمت الوثائق صورة صارخة لجيش منغمس فى الفساد وعاجز عن توفير الغذاء والسلاح والأجور لجنوده رغم تلقيه دعما بمئات الملايين من الدولارات.
وخلال شهرى مايو أيار ويونيو، زار فريق يضم مسؤولين أمريكيين وصوماليين تسع قواعد عسكرية لمعرفة هل يتلقى الجنود الغذاء التى تقدمه الولايات المتحدة لخمسة آلاف فرد.
وكتب الفريق إلى الحكومة الصومالية "لم نجد فى أى موقع كميات الغذاء الضخمة المتوقعة... ولا دليل على استهلاكها" باستثناء قاعدتين.
وفى إحدى القواعد، لم يكن يوجد سوى أقل من خمس الجنود المدرجين فى القوائم. وكانت أفضل قاعدة من حيث العدد تضم 160 جنديا من جملة 550. ولم تكن توجد أسلحة سوى مع 60 منهم فقط.
وجاء فى الخطاب الذى اطلعت عليه رويترز "الكثير منهم كانوا يرتدون زيا جديدا مما يدل على أنه جرى تجميعهم فقط لتحسين الصورة".
وخلصت تقييمات عن الجيش الصومالى أجرتها الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة العام الجارى إلى نتائج متشابهة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة