على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى، كشف الشاعر جمال فتحى، الرحلة المريرة التى قضاها ديوان شعرى له فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولم ير النور بعد، هذه السنوات الأربع، تكشف كيف تقتل البيروقراطية الإبداع فى مصر.
قال جمال فتحى "4 سنوات ونصف فى متاهة إدارة النشر بالهيئة العامة لـ "قصور" الثقافة لم ألجأ يوما ولم أفكر فى كتابة حرف فى صفحتى الثقافية بالجمهورية (حتى لا يقال يستغل صفحته لغرض شخصى) عن ديوانى الغريق فى بحيرة من الفشل والأكاذيب ..احترمت كل من كان مسئولا عن سلسلة "حروف" التى تحولت بعد ذلك لاسيما أنهم أهل ثقة فضلا عن كونهم مبدعين".
وأضاف فتحى "تقدمت بالديوان إلى سعيد شحاتة الذى أدعو الله له بتمام الشفاء يارب ومعه عم سيد الوكيل الذى وثقت فى أنه (لا يظلم عنده أحد ) لذا كنت أكتفى بالمتابعة دون إلحاح ثقة فى الجميع فقط عرفت أن الفحص منح ديوانى تقديرا جيدا (رغم اعتراضى على فكرة الفحص أصلا) لكن ما علينا، ذهب سعيد شحاته شفاه الله وترك عم سيد السلسلة لنبدأ من الصفر رحلة الفحص مع مدير التحرير الجديد الشاعر السعيد المصرى الذى أكد لى أن ديوانى سيفحص من جديد ضمن 90 عملا والحمد لله أسفر الفحص الثانى عن تمريره وإجازة ستة (6) أعمال فقط، كان ديوانى ضمنهم وكان ضمن الفاحصين الشاعر المبدع الذى لا تشوب ذمته ولا ذائقته شائبة ولا تعرف المجاملة له سبيل محمود الحلوانى، الذى منح الديوان إجازة وكتب تقريرا رائعا منذ سنتين تقريبا (هذا التقرير علمت به متاخرا وبالصدفة).
وتابع جمال فتحى، "بعد هذا الفحص وعدنى السعيد المصرى (الذى لم يعد يرد لى على تليفون) فى شهر ديسمبر 2016 أن يلحق الديوان بمعرض 2017 لكن يدا تدخلت ومررت بعض الأعمال من خارج الخطة التى تشتمل على 6 كتب (حسب المصرى) فأضيف كتابان ليترحل كتابى للخلف خطوتين ويمر العام دون صدوره، ثم ذهب السعيد المصرى وتولى محمد محمد مستجاب لمدة شهور وعدنى فيها بنزول الديوان هذا العام لكنه سرعان ما استقال مؤكدا لى أن أمورا غريبة تحدث فى النشر (لديه أمثلة إن أراد ذكرها)".
وأضاف (فتحى) "من 6 شهور ذهبت للأستاذ عبد الحافظ بخيت بعد أن كرهت نفسى لكن الرجل استقبلنى أفضل استقبال واستخرج تقارير ديوانى من الكهف وقرأها أمامى (ثم أقسم أنه لا يعلم عن وجوده فى السلسلة شيئا!!!!! ).. ووعدنى بصدوره خلال شهر وقال لا سبب لتأجيله بعد الآن ووعدنى برفع الظلم فورا.. وأنه برىء من ظلم الماضى.. ووضعه فى الخطة التى وقع عليها الدكتور سعيد الوكيل كأول كتاب يدخل المطبعة (حسب وعده) ووثقت به وبكلامه وشهر مر ثم شهران، ثم علمت باستدعاء السعيد المصرى مرة أخرى بعد مستجاب، لأن السلسلة بلا مدير تحرير والحق يقال خلال أسبوع ظبطنا الديوان وحدثناه وراجعناه معا أنا وسعيد (مرفق صورة) واختصرنا بذلك خطوات كثيرة وصار الديوان جاهزا يحتاج لأسبوع فقط فى المطبعة، لكننى فوجئت بسعيد يبلغنى أنه لن يكون مسئولا من الآن إذ لم يصدر له قرار كمدير تحرير بشكل رسمى، وأن على التعامل مع أ.جرجس وأ. بخيت مباشرة، رجعت لـ أ.بخيت ليخبرنى أنه أدخل الكتاب بنفسه للمطبعة، قال 15 يوما وتستلمه ومر 15 و15، كيف سأستلمه ولم أر له غلافا بعد".
وتابع جمال فتحى "آخر كلام كان 15 ديسمبر، بالتوازى تابعت مع أستاذ جرجس شكرى أيضا استقبلنى أفضل استقبال ووعدنى بإنصافى، وأن الكتاب سيخرج للنور فى 2017 وأن منتصف ديسمبر آخر موعد ثم عاد وأخبرنى أنه سيصدر على معرض 2018... الكلام نفسه سمعته بالنص العام الماضى!! فما الجديد؟! من 2014 فى هذا المرار الطافح حتى ماتت بهجة العمل وفرحتى به وتبددت من حجم الزهق والمعاناة، سألت أ.جرجس من يتحمل فاتورة هذا الظلم لى ولديوانى ..رد بأدب لست مسئولا عما مضى قال أيضا لماذا وكيف صمت 4 سنوات ( قالها مندهشا )؟! سؤال منطقى ..جاوبته هاتفيا وأكرر هنا .. كنت أحترم نفسى وأحسن الظن وأثق فى من بيدهم الأمر .. وهذه غلطتى أننى محترم أحترم الناس واحترم نفسى وأثق فيما يقال"!
وفى النهاية كتب جمال فتحى "ياخلق ياهوووه ..نحن لا نملك من حطام الدنيا إلا بهجة كتابتناوفرحتنا بها هى زادنا وزوادنا فى الأيام القاحلة فاتقوا الله فينا .. من يحاسب من ؟! من المسئول عن هذا التردى ومن ينتشلنا من تلك المتاهة السرمدية لإدارة النشر .. أين أنت يا سيادة وزير الثقافة من هذا الغم والهم المقيم يعلم الله أننى لم أظلم أو أتجن على أحد وياليت كل من جاء ذكره وله صلة أن يدلى بشهادته ) باستثناء سعيد شحاته ربنا يتم شفاه ..فذكره جاء للضرورة ) .. فى النهاية أعلم أن مثلى كثير وأن المعاناة والظلم لم أتجرعه وحدى لذا كتبت البوست لأسرد تجربتى مع قصور الثقافة التى أسهمت كثيرا فى أن أكره نفسى وأكره الشعر والثقافة ..البوست أقدمه لأصدقائى وزملائى المبدعين والصحفيين..هدية العام الجديد.