حين التقيت الدكتور نبيل فاروق، تذكرتنى مراهقًا يسير مسافة طويلة من منزله إلى «كشك الصحف» بداية كل شهر، كى يشترى العدد الجديد من «رجل المستحيل»، ثم يقلب العدد ليقرأ النبذة المكتوبة عن «الحكاية» على الغلاف الخلفى.
الشعور بالبهجة أتانى غامرًا حين فتح لى باب مكتبه، ورأيت ابتسامته نفسها، قلت له: «أنا سعيد إنى قاعد مع رجل المستحيل»، رد هو: «بس أنا مش رجل المستحيل»، قلت: «أعرف»، لكننى سأظل أراه هكذا دومًا، وأزعم أن جيلًا من ملايين الشباب سيظل يراه هكذا، بفضله أحببنا القراءة.. زرع فى نفوسنا حبًا للوطن وكراهية من يتآمرون ضده، هو الرجل الذى خلق لنا «أدهم صبرى»، بطل المراهقة بلا منازع.
فى حوار «اليوم السابع» معه سألته عن جيل ما بعد «رجل المستحيل»، وعن الانتخابات المقبلة، وعن الثورات التى قام بها شباب تربى على كتاباته، وعن الذين انقلبوا عليه وهاجموه من هذا الجيل، وعن المستقبل ومشكلات مجتمعنا.. كان صارمًا فى آرائه وواضحًا، وفى أحيان أخرى كان صادمًا، وكان متفائلًا أيضًا بالمستقبل، فإلى نص الحوار..
هل مازال الشباب يقبلون على قراءة «رجل المستحيل»؟
- الشباب بعد ثورة 25 يناير انقسموا إلى عدة فئات، جزء لديه إحساس بالوطن، وجزء أصبح عدوانيًا بشدة تجاه الأنظمة، وهناك فئة وهم الأغلبية العظمى لا يقرأون أصلًا، وهذه هى مشكلتنا الدائمة، فى ذروة مجدها كان أقصى توزيع لسلسلة «رجل المستحيل» 100 ألف نسخة، ولو فرضنا أن العدد يقوم بقراءته 9 أفراد آخرين يستعيرونه من صاحبه، فهذا يعنى أن أقصى قراءة كانت 900 ألف شخص، وقتها كان العالم العربى تعداده 100 مليون شخص، فهذا معناه أنه رغم ضخامة التوزيع، فإن أحدًا لا يقرأ فى الوطن العربى.
الإقبال مازال كما هو على كتبى، لكن القراءة حدث لها انحسار كبير جدًا فى أواخر التسعينيات.
هل تعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعى هى السبب؟
- نفس الوسائل موجودة فى العالم كله، لكن حين تسافر للخارج تجد الناس يمسكون بكتاب فى المواصلات العامة، لكن عندنا تجدهم يمسكون بالمحمول، نحن تربينا على ألا نحب القراءة، وأحد أسباب كراهيتنا لها هو طرق تدريس مناهج اللغة العربية، التى أعتقد أن واضعيها «كرهونا فى القراءة»، أحضر طالبًا فى الجامعة، وأعطه جملة كى يعربها فلن يتمكن، المناهج جعلت من اللغة العربية عبئًا، وكأن واضع المنهج «يستعرض معلوماته على الطفل».
هل هناك فارق بين جيل «رجل المستحيل» ومن تبعه من الأجيال؟
- طبعًا، الجيل الذى تربى على القراءة يحترم المعلومة، أما من لا يقرأ فيبنى رأيه على السماع، وأصبحت السخرية من سمات مواقع التواصل الاجتماعى، والشباب اليوم يعجبون بمن يلعب دور «بلياتشو الإنترنت»، بصرف النظر عما يكتبه وما يسخر منه، وأصبح كل من يريد أن يصبح نجمًا أن يسخر من أى شىء.. الجيل تغير، وإن كان هناك شباب مازالوا يميلون للقراءة، ولكن لأننا كثيرون جدًا، فكل شىء كثير جدًا فى مصر، تخيل الشباب لدينا فى المجتمع حوالى 70 مليون شاب، هناك من يقرأون أيضًا، وإلا مَن هؤلاء الذين يملأون معرض الكتاب كل عام؟
وإذا كان هناك تغيير جيد فى رأيك.. ما هو؟
- الجيل الجديد أصبح لا يتنازل عن حقه، لا يقبل التجبر والتكبر، والدليل واقعة الشباب الذين رفضوا قيام نائب بالفيوم بصفع عاملة أمن، وإن كنت لا أتفق معهم على أسلوب العنف الذى استخدموه، لكن مع الوقت سيمكنهم ترشيد وقوفهم فى وجه الجبروت، ليكون سلميًا وغير عنيف.
هل تشعر بأن جيل «أدهم صبرى» خذلك؟
- لا، الجيل الذى بعده هو من خذلنى، مرة وجدت شخصًا كتب على الإنترنت أننى «صنيعة المخابرات»، وكأننى صنيعة مخابرات إسرائيل مثلًا، خذلنى هذا الجيل الذى لا يقرأ.. أشاوس الإنترنت الذين يسخرون من جيش بلادهم هم من خذلونى، هؤلاء إن فتحنا لهم باب التطوع فى الجيش فلن يتقدموا للتطوع، بل سيستكملون سخريتهم، هناك جيل يرى أنه يحمى مصر عن طريق الهجوم فقط، ويرى الحرية فى أن تهاجم فقط، لكن أن ترى شيئًا جيدًا، وتتحدث عنه، فهذا بالنسبة لهم ليس حرية.
كيف ينظر المصريون للحرية اليوم؟
- مصر الآن تتكلم عن الحرية ولا تطيقها، كيف تكون هناك حرية وهناك من يحاول استصدار قانون ضد ما أسماه بـ «إهانة الرموز»، هذه ليست حرية، الحرية أن يكون هناك رأى ورأى آخر، نعم لا أحب رأيك، لكن يجب علىّ أن أحترم أن تقوله، لكن «ما ينفعش كل ما واحد يقول رأى يزعلك تطلع له قانون تحبسه بيه».
لماذا أصبح قطاع كبير من الشباب اليوم يريدون الهجرة للخارج؟
- لو كل شخص لم يعجبه البلد، وأراد الهجرة، فمن سيبنى هذا البلد؟! لماذا لا يريد هؤلاء تقديم تضحيات، الهروب لمجتمع آخر فكرة جبانة، أسهل شىء هو الهروب، للأسف الشباب ليس لديهم استعداد للتحمل، والشاب «عايز يتخرج يبقى مدير على طول»، ويتخيل أنه حين يسافر للخارج سيجد طريقه مفروشًا بالورود.. أنت تريد الهجرة لأنك «قاعد على القهوة» لا تريد أن تعمل، وتريد الوظيفة «اللى تطلع لك من مصباح علاء الدين».
بمَ تشعر حين يهاجمك شاب بعنف نظرًا لآرائك السياسية؟
- هذه إحدى المآسى، هو لديه رأى مختلف وأنا أحترمه، لكنه يريد أن أخضع لرأيه لأننى كاتب، رغم أن العكس هو المفترض حدوثه، أنا اليوم أرى حالة بناء فى البلاد، وأرى الرئيس يبنى مصر، ولابد من وجود تضحيات للخروج من أزمتنا، وأنا موافق بهذه المصاعب وراضٍ بها.
بعض الشباب اليوم يعارضون النظام، لكن إذا سألتهم لماذا، يقولون لك «لأن الناس بتقول كده»، لأن حياتهم أصبحت افتراضية.
وقعنا فى مشكلة بعد 25 يناير، هى أن كل شخص يريد فكره فقط، والحرية بالنسبة له أن تسير معه، وإذا سرت ضده تصبح خائنًا، عبارة «الشعب يريد» أسست نوعًا من الديكتاتورية الشعبية، لماذا يهتف شخص باسم الشعب؟!، اهتف باسمك الشخصى، وليس باسم الشعب، و25 يناير خلقت ديكتاتورية وقسمت الشعب.. مؤمن بالثورة، وإذا لم يكن مؤمنًا أصبح خائنًا وعميلًا، وهذه ليست الحرية، الحرية أن تقف بجانبى إذا اختلفت معك.
بعد 7 سنوات من ثورة يناير كيف تراها؟
- كتبت رواية قبل ثورة يناير، وتوقعت أنها ستكون وشيكة، وكتبت مقالًا فى أكتوبر 2010، وقلت إن ثورة ستحدث قريبًا، والجيش سينحاز للشعب، لكننى اليوم أرى ثورة يناير «لعبة»، نعم كانت هناك غضبة شعبية، ولكن ما حدث بعد تلك «الغضبة» كان مخططًا له، هناك جهات وجدت فى هذا الغضب فرصة للوصول للحكم واستغلوها.
كيف استغلوها؟
- ثورة يناير مقتبسة تمامًا من الثورة الشيوعية فى روسيا عام 1917، البلاشفة حين وجدوا أنفسهم سيخسرون تعاطف الجماهير، لأن الشرطة لم تستخدم العنف، بدأوا يقتلون المتظاهرين المشاركين معهم فى الميادين ويصرخون: «الشرطة قتلت المتظاهرين»، فغضبت الجماهير وهاجمت الشرطة، فبدأت الشرطة تدافع عن نفسها ووقع العنف، هذا ما تم استنساخه تمامًا فى 25 يناير، منذ حدوث ثورة يناير رأيت هذا، مَن قتل المتظاهرين فى يناير متظاهرون موجودون بينهم، والدليل أن الإصابات كلها حدثت من مسافة قريبة جدًا.
هل تغير موقفك من الثورة مع الأيام؟
- موقفى ثابت منذ أول يوم، لم أكن ضد ثورة يناير، لكن كنت ضد ما حدث بعدها من مظاهرات أيام الجُمع، وكأن هناك شخصًا «فاضى قاعد يؤلف أسامى أيام الجمعة.. دى جمعة الخلاص.. جمعة الشهداء.. إلخ»، هذا كلام فارغ، عمرى ما جاملت ولا خفت من رد الفعل، كتبت هذا فى مقال نشر فى 1 مارس 2011، وكنت ضد «التقسيمة الرخمة».. من ذهب إلى الميدان ومن لم يذهب، ميدان التحرير لا يتسع لأكثر من 750 ألف شخص، والذى يقول إن ملايين كانوا فى ميدان التحرير «كلامه فارغ».
كيف ترى وائل غنيم؟
- بالمناسبة، وائل غنيم صديق شخصى، وكذلك نادر بكار، أعرفهما منذ زمن، لكن من ذكاء أجهزة الاستخبارات العالمية استغلال شخص موجود ولامع، دون أن يعرف أنه يتم التلاعب به، والقاعدة تقول «إن أنجح جاسوس هو من لا يعرف أنه جاسوس»، هؤلاء ليسوا عملاء، لكن «ملعوب بيهم»، ليست لدى معلومة أكيدة، لكننى أرى أن ذلك سهل جدًا، خاصة مع وائل غنيم.
وكيف رأيت دور محمد البرادعى؟
- البرادعى مثال للشخص الذى تم التلاعب به، أتينا بـ«راجل عالم مالهوش دعوة بأى حاجة» وأعطيناه دورًا سياسيًا أكبر من حجمه، وأول ما واجه موقفًا حقيقيًا «هرب على طول»، هذا نفسه ما يتم اليوم مع عصام حجى، البرادعى تم خداعه من الفئة التى احتفت به واستقبلته فى المطار، وهو صدق أنه سياسى كبير، وحتى اليوم ما زال مصدقًا، «وهو ما ينفعش أصلًا رئيس فصل»، وصنعوا منه زعيم ثورة، ولا أحد أصلًا يعرف دوره فى الثورة.
هل ترى الربيع العربى مؤامرة؟
- فى البداية لم أكن مقتنعًا بهذه النظرية، لكن حين توالت الأحداث رأيت المؤامرة بوضوح.
هل بشار الأسد بطل لأنه تصدى لهذه المؤامرة؟
- لا أرى بشار الأسد بطلًا، لكن أرى أن ما يفعله هو حقه، «محدش يقولى بيضرب الناس بالطيران»، تذكر ما كان يقال عنا فى الصحافة الغربية بعد 30 يونيو، لو كان صادقًا فهذا معناه «إننا سفاحين»، حين رأيت تغطية الصحافة الغربية لثورة 30 يونيو، كتبت مقالًا قلت فيه إن من حقى ألا أصدق ما ينقل لنا عن الوضع السورى، ففوجئت بسيل من الرسائل من سوريين يؤيدوننى ويقولون لى إنهم يحبون بشار الأسد، وما أثق فيه أن ما نقرأه فى الصحافة الغربية عن سوريا غير حقيقى، ويجب ألا نصدق الصور القادمة أيضًا، الإعلام قادر على صناعة صورة كاذبة.
هل هناك مؤامرة فى الهجوم على الرموز الوطنية مثل «عبدالناصر» و«عرابى»؟
- «مؤامرة من إيه؟! هو كل حد هيتهاجم هتبقى مؤامرة؟ عبدالناصر رئيس مثل أى رئيس، مات وخلاص، لازم يبقى عندنا إيمان بالحرية، أنا أقول ما لا يعجب الآخرين، ويقول الآخرون ما لا يعجبنى، ونحترم بعضنا».
إذًا، كيف ترى قانون ازدراء الأديان؟
- لم يشهد التاريخ قمعًا أكثر من قمع الذين يتصورون أنهم يدافعون عن الأديان، هؤلاء هم من يهدمون الدين بطريقتهم هذه، «يعنى إيه ازدراء أديان؟!، مفيش كتاب مقدس غير القرآن»، «البخارى» ليس كتابًا مقدسًا، وينبغى ألا نقول إنه لا يخطئ ومنزه عن الخطأ، لا أفهم أن يقال إنه «أصدق كتاب بعد القرآن»، كيف أساوى كلمات الله بكتاب كتبه بشر وأجعله منزهًا، هذا تطرف، أنا أيضًا لا أفهم لماذا تسجننى من أجل رأى دينى.
بوجود قانون ازدراء الأديان أصبح هناك إكراه فى الدين، «يا تقول اللى عايزه يا هسجنك»، هذا ليس الدين الذى أراده الله للبشر، هذا القانون عار سيحمله المجتمع لقرون، ولن يمحوه التاريخ، مثل محاكم التفتيش بالضبط.
من أين أتى «داعش»؟
- «داعش» يفعل نفس ما يدرسه الأزهر مع بعض «التضخيم»، الأزهر يقول نفس الكلام، يقتلون المثليين.. الأزهر يفتى بهذا أيضًا، لو بحثت عن كل ما يفعله «داعش» ستجده من مناهج الأزهر، لكن المشايخ يخرجون ليقولوا إن «داعش» لا يمثل الإسلام، إذًا اخرج وقل إن هذه الأفكار مغلوطة، قتل المرتد خطأ، قتل المثليين خطأ، لكن أنت تخاف لأن هذا ما تدرسه فى مناهجك حتى اليوم، ولهذا الأزهر لا يريد تكفيرهم، لأنه لو فعل فسيجد نفسه فى إشكالية كبيرة لأنه يدرس نفس الكلام.
حمدين مش عايز يطلع من دور «رئيس اتحاد الطلبة»، وخالد على آخره «رئيس فصل فى مدرسة» وفاكر الرئاسة بـ«الصوت العالى».
وماذا عن تجديد الخطاب الدينى؟
- أتحدى أن يحدث تجديد خطاب دينى بنفس الفكر الموجود فى المؤسسة الدينية، دائما نسمع عبارة «الدين صالح لكل العصور»، طيب أعطنى أمارة، كيف يصبح صالحا لكل العصور وهو بنفس الكتب المطبقة منذ 12 قرنا، عمر بن الخطاب أوقف حد قطع اليد فى السرقة، لأن الظروف لا تسمح، لا بد إذن أن تراعى أن الظروف لا تسمح.
كيف رأيت الهجوم على فريدة الشوباشى؟
- الناس ثارت على فريدة الشوباشى لأنها هاجمت الشيخ الشعراوى، الشيخ الشعراوى قال: «إن تارك الصلاة يقتل هو رأى ذلك، الشعراوى ليس نبيا وليس إله ومن حقها ألا تكون مقتنعة بكلامه، هذه هى الحرية وإلا قولوا بصراحة «مش عايزين حرية ونقلبها ديكتاتورية».
من ستنتخب فى 2018؟
- السيسى أكيد.
ولو ترشح حمدين صباحى هل تعطيه صوتك؟
- لا، أنا أعرفه منذ زمن، كنت طالبا بالجامعة حين كان رئيس اتحاد طلاب الجامعة، ومازال حتى اليوم رئيس اتحاد طلاب «ومش عايز يطلع أكتر من كده».
وماذا عن خالد على؟
- «هو مصدق إنه عايز يبقى رئيس جمهورية»، لن أختاره رئيس جمهورية لأنه بيصرخ ويصوَّت، وصوته عالى كأنه رئيس فصل فى مدرسة، خالد على «بيعمل شو»، ولو دخلت لجنة الانتخابات ولم أجد سوى اسمه فى الورقة سأشطب عليه وألغى صوتى وأخرج.
هل نحتاج لتعديل دستورى؟
- آه، لأننا كتبنا الدستور فى مرحلة انفعالية سيطرت فيها الحماسة، هذا الدستور لا بد أن يكون دستورا مؤقتا لمدة 5 سنين، وبعد الفترة الانفعالية نضع دستورنا الدائم، لكن الدستور بوضعه الحالى يحتاج تعديلات كثيرة.
ما التعديلات المطلوبة من رأيك؟
- أولها إعادة سلطات رئيس الجمهورية التى انتزعت منه، وجعل مدة الرئاسة 6 سنوات، أنا واثق أن الدستور سيتم تعديله فى مرحلة ما، لأننا مازلنا فى مرحلة الانفعال، «وما ينفعش دستور يتعمل فى 3 أشهر».
كيف ترى الرئيس السيسى؟
- السيسى يسير ببرنامجه الذى قاله لنا منذ أول يوم: «هتتعبوا معايا 5 سنين»، ولم يكذب، قال سيخلصنا من الديون لكن «أمسكوا نفسكم شوية»، كان لا بد مما يفعله السيسى كى نخرج على سطح برميل الزيت الذى غرقنا فيه، وكل دول العالم مرت بهذه المرحلة، لكننا عودنا شعبنا أن الدولة هى «بابا وماما» مفيش حد عايز يتعب».
لكن هل الشارع يفهم هذا؟
- لو ربع المصريين عمل بطاقة الرئيس السيسى لكنا عبرنا الأزمة الحالية، لكن مثلا لدينا 7 ملايين موظف يمثلون عالة على الدولة، رغم أنهم ينتزعون ثلث الموازنة بأجورهم، لا يوجد دولة فى العالم تعطى تموينا بـ«بلاش»، وتبنى بيوتا للعشوائيات ببلاش، وتعطى معاشات تكافل وكرامة، «وكل ده محدش عاجبه»، لأن لا أحد يريد أن يرضى أو يعمل من أجل تحسين الوضع، بصراحة المصريون تعاملوا مع السيسى على طريقة إذهب أنت وربك فقاتلا «إحنا هنا قاعدين».
لو كنت مسؤولا ما أول قرار ستتخذه؟
- كنت سأضع مادة دستورية تحظر إصدار أى تشريعات تحتكر الحريات وسأجعل الحرية غير محدودة، كنت سأعيد قانون فصل الموظفين المهملين من عملهم، وكنت سأبيع القطاع العام كله، لأن الموظف «بيدخل يشتغل فيه ويأنتخ لغاية ما يطلع معاش»، بصراحة نحن نعيش فى مجتمع رأس مالى بقوانين اشتراكية، هذا «ضحك على الدقون»، القوانين الحالية لا يمكنها أن تبنى، إذا أردنا بناء اقتصاد حقيقى «يبقى الموظف اللى يخطئ يتفصل».
هل «زعلت» يوما من جيل رجل المستحيل؟
- «عمرى ما زعلت منهم»، أشعر ناحيتهم جميعا بعاطفة الأبوة، ولا يوجد أب «يزعل» من أبنائه أبدا، وأنا بطبعى متفائل بالمستقبل، وأرى الأمل فى كل خطوة.