قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، "إن القدس أمانة فى أعناقنا كأبناء للشعب الفلسطينى الواحد مسيحيين ومسلمين، ويجب علينا جميعا أن نعمل معا وسويا من أجل الحفاظ على مدينتنا، وإفشال كافة المؤامرات التى هدفها ابتلاع مدينة القدس وطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها".
وأضاف المطران حنا - فى تصريح اليوم الجمعة عقب استقباله لوفد من بلدات وقرى الداخل الفلسطينى الذين وصلوا فى زيارة تضامنية لمدينة القدس وزاروا كنيسة القيامة - "أن شعبنا الفلسطينى بمسيحييه ومسلميه يرفض القرار الأمريكى الأخير الذى كشف القناع وأظهر الوجه الحقيقى للإدارات الأمريكية المتعاقبة التى كانت دوما معادية لشعبنا ولقضيته العادلة.. وإن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا ولا يحق لأى رئيس أمريكى أو أى جهة سياسية أخرى فى العالم أن تمحو وجودنا وأن تتجاهل حقوقنا وأن تزور تاريخ مدينتنا، فالقدس هى عاصمة روحية ووطنية لشعبنا هكذا كانت وهكذا ستبقى ولن تؤثر علينا أى قرارات أو إجراءات أمريكية معادية.. وإن إعلان ترامب لن يزيدنا إلا ثباتا وصمودا وتشبثا وانتماء بمدينتنا المقدسة".
وتابع "المسلمون يعتبرونها مدينة مقدسة وهى حاضنة المسجد الأقصى، أما المسيحيون فهم يعتبرونها عاصمتهم الروحية، وعلى كافة المسيحيين فى عالمنا تقع مسؤولية الدفاع عن مدينة القدس المستهدفة فى تاريخها وتراثها وهويتها، أقول لكافة المسيحيين فى بلادنا وفى مشرقنا وفى عالمنا بأنكم عندما تدافعون عن القدس أنتم تدافعون عن إيمانكم وعن تاريخكم وتراثكم.. إنكم تدافعون عن مدينة السلام والتى غُيب سلامها بفعل الاحتلال وقمعه وظلمه، وإن دفاعكم عن القدس هو دفاع عن عاصمة فلسطين والعاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطينى وانحيازكم للحقوق الفلسطينية المستهدفة والمستباحة فى مدينة القدس إنما هو انحياز للحق والعدالة ونصرة المظلومين والمتألمين فى عالمنا".
واستكمل، "إن وحدتنا الوطنية الإسلامية المسيحية هى قوة لنا جميعا لكى ندافع عن كرامتنا وحقوقنا وقدسنا ومقدساتنا ومن يسعون لإثارة الفتن فى صفوفنا ويحرضون على الكراهية والتعصب إنما هم الوجه الآخر للاحتلال الذى لا يريدنا أن نكون موحدين، بل يريدنا أن نكون منقسمين لكى نضعف فى الدفاع عن حقوقنا وعن قضيتنا العادلة وقدسنا المهددة والمستباحة".
واختتم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، "لقد تعرضنا خلال الأيام الماضية إلى سلسلة من الشتائم ورسائل التهديد والوعيد والتى لا نستبعد أن تكون وراءها جهات عميلة ومشبوهة، ولكن وبغض النظر عن الجهة التى تقف وراء هذه الرسائل المشبوهة، فإننا نود أن نقول بأن هذا التحريض وهذا التطاول لن يغير من قناعاتنا ولن يبدل من مواقفنا ومبادئنا، فنحن ثابتون فى انتمائنا لإيماننا وتراثنا كما أننا متشبثون بهويتنا العربية الفلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى".