يعمل نادى باريس سان جيرمان على تنويع حضوره فى مجالات ترفيهية، فى استراتيجية يأمل النادى الفرنسى أن تتيح له "استقطاب" مشجعين ومداخيل.
الموسيقى، الموضة، الألعاب.. بعض من المجالات التى يعمل نادى العاصمة ومتصدر ترتيب دورى كرة القدم المحلى، على تعزيز شراكاته فيها، وبعد أيام من زيارة رئيس النادي وعدد من اللاعبين الى متنزه "ديزني لاند باريس" الترفيهي، يتحول ملعب "بارك دي برانس" التابع له بدءًا من السبت ولنحو شهرين، الى ميدان لـ "ألعاب" مفتوحة للجمهور.=
وفي حين كان نادي ليون أول من أقام في ملعبه هذا النمط من الألعاب التي تعرف بالانجليزية باسم "اسكايب جايم" (تقوم على أحجيات ومغامرات لتنفيذ مهمة مطلوبة في وقت محدد)، وسيقوم النادي الباريسي بالتوسع في مجريات هذه الألعاب ومكانها، لاسيما أنه سيتيح للمشاركين خوض التحديات في أماكن من ملعبه الشهير عادة ما يمنع على المشجعين دخولها.
فمن غرف تبديل الملابس الى مقصورة كبار الشخصيات، ومن نفق خروج اللاعبين الى أرض الملعب، سيفتح "بارك دي برانس" أبوابه لـ "محققين" يسعون خلال 90 دقيقة للعثور على غرض ضائع عبر توجيه أسئلة لأكثر من 10 مؤدين كوميديين يقومون بأدوار مسئولين في النادي، كالمدرب ومسئول الأمن وحتى المصور الرسمي.
وسيكون نشاط "إنسايد بي اس جي" ("داخل باريس سان جيرمان")، الأحدث ضمن سلسلة من النشاطات الترفيهية التي قام بها النادي في الفترة الماضية، شملت التعاون مع فرقة "رولينج ستونز" الموسيقية، والترويج لفيلم "جاستيس ليج"، والمشاركة في إطلاق لعبة فيديو، أو حتى عرض أزياء مشترك مع إحدى العلامات التجارية.
- "ليس ناديا رياضيا فقط"
ملعب بارك دى برانس
وتأتي هذه الخطوات ضمن سلسلة من النشاطات التسويقية للنادى، ارتبطت بشكل أو بآخر بعالم الترفيه والثقافة والفنون وغيرها.
ويقول مدير التسويق وتطوير العلامة التجارية في سان جيرمان فابيان أليجر لوكالة فرانس برس "الفكرة هي أن نغطي كامل الحقول التي تثير اهتمام كل الناس"، أملاً في أن يساهم ذلك باستقطاب أكبر لشريحة العائلات "التي لا تعرف باريس سان جيرمان، إلا أنها قد تصبح لاحقًا من مشجعى النادى".
يضيف: "عندما نريد أن نصبح علامة تجارية عالمية، علينا أن نوسع نطاقنا والقيام بكل الأمور التي لا يقوم بها الآخرون الذين لا يتمتعون بفرصة أن تكون باريس علامتهم التجارية، أو برج إيفل في شعارهم"، فى إشارة إلى شعار النادي.
ويرى بيار -هنرى لودنر، أحد مؤسسي "تيم برايك" التي تنظم "انسايد بي اس جي" بالتعاون مع النادى، أن مسئولي الأخير "يريدون إظهار أن سان جيرمان ليس ناديًا رياضيًا فقط. هو أيضًا (مجال) ترفيه إلا أن هذا الاندفاع للنادي في مجال الترفيه، قد يدفع مشجعيه، لاسيما المتعصبين منهم ("التراس") إلى الحذر وحتى توجيه الانتقادات، لاسيما أنهم غالبًا ما يكونوا راغبين في الحفاظ على التقاليد المتجذرة لأندية كرة القدم الكبرى.
ويقول فرانك بونس، مدير "المرصد الدولي لإدارة الرياضة" التابع لجامعة لافال الكندية والمعني بدراسة شئون التسويق والاعلان في المجال الرياضي، لفرانس برس انه "لتحقيق هذا (عدم إثارة امتعاض المشجعين الحاليين)، على النادي الا يتحول إلى الترفيه بشكل كامل. هذا توازن يصعب كثيرا تحقيقه".
البحث عن مداخيل
جماهير باريس سان جيرمان
وأنفق النادي هذا الصيف مبلغا قياسيا هو 222 مليون يورو لضم نيمار من برشلونة الاسباني، في صفقة تبعها بعد أسابيع انضمام الفرنسي كيليان مبابي من موناكو لقاء مبلغ قدر بنحو 180 مليونا.
ويقول بونس إن سان جيرمان الذي ألغى منذ أعوام الزيارات المفتوحة للجمهور الى ملعبه، وجد طريقة لجعل "بارك دى برانس" يدر الأموال "365 يوما خلال السنة"، بدلاً من الاكتفاء بعائدات المباريات.
ويوضح "بالنفاذ الى قاعدة جماهيرية جديدة مع الترفيه، سيقوم (النادي) بالبحث عن أنماط جديدة من المداخيل".
ويرى أليجر من جهته انه "عندما يكون لدينا رئيس استثمر بشكل كبير هذا الصيف، علينا في المقابل أن نحقق نموًا في مداخيلنا. بالنظر إلى برشلونة الإسباني، تشكل زيارات الملعب (قدر عدد زائري ملعب كامب نو في 2015 بأكثر من 1,7 مليون) جزءا أساسيا من الخطة التجارية" للنادي الكاتالوني.
ويأمل مسئولو النادي الباريسي في جذب "ما بين 50 الى 60 ألف زائر" في الفترة الأولى من النشاطات التي تمتد نحو 60 يومًا. ومع أسعار تذاكر تراوح بين 22 و27 يورو، يمكن لهذا العدد ان يؤمن مداخيل تفوق مليون يورو في الأيام الأولى نفسها.
وواجه النادي بعد إنفاقه الكبير في الصيف، تحقيقا من الاتحاد الأوروبي للنظر في ما إذا كان النادي خالف قواعد اللعب المالي النظيف التي تضع سقفا محددا للعجز في ميزانية الأندية، ما يضع سان جيرمان في موقع الباحث عن تعزيز إيراداته لتغطية العجز.
وردًا على سؤال عما اذا كانت النشاطات الترفيهية هي جزء من دعم خزينة النادي لتفادي مخالفة قواعد اللعب المالي، يقول أليجر "في أي حال، هذا الأمر لا يسير في الاتجاه المعاكس".