كشف واحد من أكبر وأشهر علماء المصريات، الروسى فيكتور سولكين، المزيد من الأسرار عن الحضارة الفرعونية، حيث قال إن الحضارة المصرية الفرعونية هى الأقدم فى العالم، بجانب حضارة سومر التى قامت فى العراق.
وأكد «سولكين» فى حواره مع «اليوم السابع» أن مصر مليئة بالعديد من الأسرار والخبايا، ومع ذلك يمكننا أن نفترض أين سيتم حدوث الاكتشافات الكبيرة، مضيفًا: «عدد قليل من الناس يعرفون بلدة صغيرة تسمى أخميم فى محافظة سوهاج»، لافتًا إلى أن الاكتشافات الأثرية لم تزل ممتدة فى هذه المناطق..
وإلى نص الحوار.
.
حدثنا عن نفسك وطبيعة عملك؟
- أنا أدعى فيكتور سولكين، وأعمل فى واحد من أكثر التخصصات إثارة فى العالم، وهو علم المصريات، حيث أعشق مصر منذ طفولتى، ودرست اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة فى الأكاديمية الروسية للعلوم، بالإضافة إلى ستة كتب عن مصر، وصاحب أول موسوعة روسية تحت مسمى «مصر القديمة»، التى نشرت فى موسكو عام 2005 بدعم من وزارة الآثار المصرية.
توجهت إلى مصر للمرة الأولى خلال زيارة فى عام 1997، أما فى عام 2005 فقمت بالعمل على إنقاذ هيئة تمثال «أبوالهول» الخاص بالفرعون أمنحتب الثالث، الذى يقف على سد نهر نيفا فى مدينة سان بطرسبرج الروسية، والذى اشترته روسيا فى عام 1832، ومنذ ذلك الحين هو أروع الآثار المصرية فى روسيا، حيث تم إنقاذه من طين المدينة، وبعد نتائج العمل نشروا كتابًا كبيرًا عن «آباء الهول» باللغتين الروسية والإنجليزية، ولكن الشىء الرئيسى بالنسبة لى أننى ألقيت محاضرات عن علم المصريات لسنوات عديدة فى روسيا وأوروبا وتعليم اللغة المصرية، وفى عام 2012، جنبا إلى جنب مع زملائى، افتتحت أول مكتبة روسية عن علم المصريات، وسميت المكتبة باسم ماكسيميليان فولوشين، ومقرها وسط موسكو ، وأى شخص مهتم بأرض الفراعنة، يمكن أن يحضر مجانًا، ولدينا الآلاف من الكتب عن مصر بست لغات، لأننى أريد حقًا أن يتعلم الفتيان والفتيات كم هى مصر جميلة.
كيف ترى إنشاء مصر أكبر متحف للآثار فى العالم؟.. وهل سيحدث هذا المتحف طفرة فى تطور السياحة والثقافة المصرية؟
- نحن جميعا نتطلع إلى افتتاح المتحف الكبير فى الجيزة، حيث سيصبح المتحف القديم فى التحرير نصبًا تذكاريًا للأجيال من العلماء الذين ضحوا بحياتهم فى علم المصريات، وليس مجرد مستودع للآثار الكبيرة، وبطبيعة الحال يجب القول إن أعظم روائع الفن المصرى فى حاجة إلى منزل جديد، مثل المتحف المصرى الكبير، وكنت واحدًا ممن يحلمون بولادة المتحف الجديد، فالمتحف سيجلب منافع كبيرة، فهو فريد من نوعه، وهو رمز للازدهار لمصر الجديدة والقوية، التى نجت على الرغم من كل التهديدات، فمصر منذ آلاف من السنين تمتلك تاريخًا مجيدًا.فى رأيك، كيف يمكن لمصر أن تطور السياحة الداخلية باستخدام الاستكشافات الأثرية الجديدة فى الفيوم وغيرها من المدن؟
- يرصد العالم كله النتائج الجديدة للاستكشافات فى مصر عن كثب، ففى الآونة الأخيرة تم العثور على مقابر جديدة فى الأقصر، وعلى جدران هذه المقابر تم العثور على جداريات مشرقة جدًا، لا أستطيع أن أصدق أن هذه الجداريات تعود للقرن 14 قبل الميلاد، والجميع أيضًا ينتظرون بحثًا جديدًا فى وادى الملوك، كثير منهم مهتمون ببحوث جديدة فى الجيزة، حيث يستخدم المصريون واليابانيون أحدث التقنيات، يمكننا أن نقول تكنولوجيا المستقبل، لمعرفة ما الفراغات الأخرى الموجودة فى هرم خوفو.
ومن الرائع أن تقوم وزارة الآثار المصرية بالكشف عن التفاصيل الكاملة لهذه الاكتشافات، حيث يقوم الناس المهتمون بالذهاب إلى هناك لرؤية كل شىء بأعينهم، وأنا دائمًا أنصح بقضاء ما يكفى من الوقت فى القاهرة والأقصر، لزيارة مدينة أبيدوس، فمنذ آلاف السنين قام المصريون أنفسهم بالحج إلى هذه المدينة، فالمعابد التى بنيت هناك من قبل «سيتى الأول» وابنه «رمسيس الكبير» لا تصدق، ووفقًا للأسطورة تقع هناك البوابة الرئيسية للحياة الآخرة.
وتعد مدينة أبيدوس مكانًا رائعًا للسياحة، وفكرت فى الكتابة عن أبيدوس بعد عمل 5 سنوات، تحت عنوان «أبيدوس.. خطوات الخلود»، وتم نشر الكتاب فى عام 2015، حيث يتألف مما يقرب من 500 صفحة، لا يروى عن الآثار فى أبيدوس فقط، ولكن عن أن مصر غنية بشكل لا يصدق فى التاريخ.
تعرضت الكثير من الآثار المصرية للسرقة فى أثناء ثورة 25 يناير 2011، هل قدمتم لمصر المساعدة فى استعادة هذه الآثار المنهوبة؟
- سببت أحداث يناير 2011 صدمة للعالم بأسره، وتركز اهتمام الجمهور العالمى بشكل رئيسى على المتحف المصرى بالقاهرة، حيث عانى بشكل ليس بالكبير، كما عانت المستودعات الأثرية فى المناطق والمتاحف الإقليمية، وعندما سرق اللصوص المتحف، تبين أن جزءًا من أرشيف المتحف قد أحرق، وقدمت المساعدة للزملاء المصريين، حيث أرسل طلابى صورًا خاصة عن بعض الآثار التى استخدموها فى البحوث العلمية لوقف بيع المواد المسروقة الموجودة فى صورنا، والتى نقلناها فورًا إلى زملائنا فى مصر، وبعد أسبوع نشرت اليونسكو تقريرًا عن الحادث، وتم اعتراض العديد من الآثار المسروقة وإعادتها.هل تعتقد أنه سيتم اكتشاف المزيد من الأسرار فى الحضارة المصرية القديمة؟
- مصر مليئة بالعديد من الأسرار والخبايا، ومع ذلك يمكننا أن نفترض أين سيتم حدوث الاكتشافات كبيرة، عدد قليل من الناس يعرفون بلدة صغيرة تسمى أخميم، فى محافظة سوهاج، فى عام 1981 تم العثور على تمثال ضخم للأميرة «ميرت آمون»، واحدة من بنات رمسيس الكبرى، تحت الأرض، وهو تمثال جميل بشكل لا يصدق، ووجدوا أنه كان واقفًا أمام مدخل المعبد الضخم للإله «مين»، بالإضافة إلى تمثال «ميرت آمون» هناك تماثيل هائلة من الملوك بارتفاع 13 مترًا، والجزء الرئيسى من المعبد يقع تحت أساسات المدينة، وبعد التنقيب الكامل سوف تصبح أخميم نجمة على خريطة مصر، مثل الأقصر، حيث يوجد العديد من الآثار تحت المدن الحديثة فى مصر.كيف ترى أسرار بناء الأهرامات المصرية التى مازال العالم يبحث عنها حتى الآن؟
- عثرت مجموعة من العلماء الفرنسيين منذ وقت طويل على أوراق بردى قديمة على البحر الأحمر، تعود إلى عهد خوفو، كتب عليها بالنص كيف عمل مؤسس الأهرامات وفريقه، حيث أطلق عليها اسم «ميرر»، وترك لنا مذكرات مفصلة من أعماله، فنحن نعرف أين توجد مقابر أولئك الذين بنوا الأهرامات فى الجيزة، ونعرف أين عاشوا، وآثار جميع هذه الهياكل تم العثور عليها من قبل علماء الآثار فى 1980، ولدينا نقوش من المهندسين المعماريين، ونحن نعلم اسم «هيميونو»، المهندس الرئيسى للهرم الأكبر، وقام ببناء الأهرامات من خلال العثور على قنوات خاصة من النيل إلى الأهرامات، حيث تم نقل كتل من الحجر من المحاجر فى جولات، ومن الجانب الشرقى لنهر النيل، وتوجد أدلة على كل هذا العمل الشاق الذى لا يصدق، ووفقًا للأسطورة، قام المصريين ببناء الأهرامات، للرغبة فى جعل العالم أفضل وأكثر مثالية.ماذا تقول للمشككين فى أن الحضارة المصرية أقدم حضارة فى العالم؟
- مصر أقدم حضارة فى العالم، جنبًا إلى جنب مع حضارة سومر، التى كانت مدنها فى جنوب العراق الحديث.