المتابع للشأن اليمنى يجد تطورات دراماتيكية تحدث يوميا بأوضاع تلك الدولة التى أضحت تتقلب على نيران الصراعات، خاصة بعد مقتل على عبد الله صالح، خطفت ميليشيات الحوثى أربعة من أعضاء مجلس النواب، إضافة إلى عضوين من مجلس الشورى عن حزب المؤتمر الشعبى العام، وضابطين من الحرس الجمهورى الموالين للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، وأودعتهما فى سجون سرية.
ومن بين المختطفين النائب البرلمانى على الكبودى عن محافظة ذمار، والنائب محمد صالح، وأشارت مصادر أمنية إلى أن ميليشيات الحوثى أعدت قوائم لقياديين وكوادر ونواب فى حزب المؤتمر الشعبى تقوم بملاحقتهم.
وكان المبعوث الأممى الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، كان شدد مساء الجمعة، على أن "ما يجرى حالياً فى صنعاء غير مقبول ومخالف للقانون الدولى العام"، فى إشارة لما ترتكبه ميليشيات الحوثى من حملات تصفية واقتحام منازل واختطاف يطال الموالين للرئيس الراحل على عبدالله صالح ومعارضيها.
أضاف ولد الشيخ أنه يجب وضع حد فورى لما يتعرض له قادة المؤتمر الشعبى العام والناشطون وأسرهم من تعنيف وترهيب". وهذا يأتى فى إطار حملة موسعة من الاختطاف والانتهاكات شنتها ميليشيات الحوثى طالت عشرات المدنيين والنشطاء والمدرسين وخطباء المساجد والمسافرين فى صنعاء ومحافظات الحديدة وذمار والمحويت.
ففى الحديدة أفادت مصادر محلية أن عشرات المواطنين اختطفوا خلال حملة مداهمات لمنازلهم وعلى الطرقات فى مناطق الخوخة وزبيد والدريهمى والتحيتا وفى مدينتى الحديدة وباجل، بحجة تأييد الشرعية والتجسس لصالح التحالف العربى.
12 ألف حالة اختطاف
كما شددت الميليشيات إجراءات التفتيش واستجواب بعض المسافرين على الطرق المؤدية إلى صنعاء، وجرى اعتقال عشرات المسافرين عند المدخل الجنوبى لصنعاء وعلى الطريق الرابط بين المحويت والعاصمة فى منطقة شبام، وكانت تقارير يمنية رصدت أكثر من 12 ألف حالة اختطاف فى البلاد.
ومن جانبه قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية، أن جماعة الحوثى تسيطر على دخل اليمن المقدر بما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا حيث تقوم بإنفاقها لدعم ميليشياتها، وأضاف قرقاش فى سلسلة من التغريدات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى، تويتر، أن "الحوثى فى تمسكه بالسلطة فى صنعاء يتمسك بسيطرته على دخل الدولة والذى يقدر بين ٣ إلى ٥ مليار دولار سنويا، أموال تنفق على محازبيه فقط وعلى دعم مليشياته الإرهابية. المال جزء أساسى فى المشهد."
وتشير الدراسات إلى أنه وبرغم الحرب إلا أن استيراد السيارات فى مناطق سيطرة الحوثى وبناء المساكن لمحازبيه تشهد طفرة كبيرة، التمويل بطبيعة الحال من خزينة الدولة المنهوبة."
وأضاف: "مع التصفية الجارية للمؤتمر وعناصره فى مناطق سيطرة الحوثى ستغدو ملامح النهب الواسع لمقدرات الدولة واضحة، غطاء الشراكة السابق انكشف وستتضح التكلفة المالية لانقلاب المليشيا الإرهابية."
ضبط ورش تصنيع الصواريخ
نشرت قيادة تحالف دعم الشرعية فى اليمن، تسجيلات لعملية استهداف تمت قبل أيام لورش تصنيع وتعديل صواريخ أرض أرض وصواريخ باليستية فى صعدة، والتى يوجد بها عدد من الخبراء والفنيين الأجانب، وصورت تسجيلات ما بعد الاستهداف الانفجارات الثانوية المتتالية التى استمرت لأكثر من خمس ساعات.
وكان الجيش اليمنى أعلن أنه رصد حوالى 250 خبيراً إيرانياً فى صعدة والحديدة، وعلى صعيد آخر، وفى محافظة البيضاء، دمرت طائرات تحالف دعم الشرعية تعزيزات عسكرية لميليشيات الحوثى كانت متجهة لدعم الجيوب المتبقية للميليشيات فى مديرية بيحان بمحافظة شبوة.
وقد أفادت مصادر محلية أن طائرات التحالف استهدفت آليات وعربات عسكرية محملة بمقاتلين للميليشيات قادمة من ذمار عبر البيضاء، ودمرت ثلاث عربات محملة بالسلاح والذخيرة فى طريق العقارب غرب مدينة بيحان العليا.
العرب يدعمون اليمن
ومن جانب آخر تظل الدول العربية داعمة لليمن فى محنته حيث نشرت السفارة السعودية فى الولايات المتحدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى تويتر، صورا لسفراء دول التحالف لدعم شرعية اليمن وهم بموقع حطام الصواريخ الإيرانية، التى أطلقت من قبل الحوثيين على المملكة نوفمبر الماضى.
تجمع فى موقع الصواريخ كل من السفير السعودى بالولايات المتحدة خالد بن سلمان وسفراء الإمارات اليمن والبحرين ومصر والسعودية والسودان وذلك دعما لشرعية اليمن والتعبير عن تنديد هذه الدول للحوثيين وانتهاكاتهم.
وظهر السفراء أيضا حاملين أعلام اليمن وهذا لإعلان أن كل العرب يقفون فى وجه التدخل الإيرانى باليمن، يذكر أن واشنطن قدمت صورا وأدلة بالأمس للأمم المتحدة تثبت تورط إيران فى دعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية التى استخدمت فى الهجوم على السعودية، وأعلنت سفيرة أمريكا فى الأمم المتحدة أنها تسعى لتأسيس تحالف دولى ضد الانتهاكات الإيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة