كسر لتابوهات الشارع المصرى، والمشاهد المعتادة التى تراها على مدار يومك، هو ما قامت به "سالى الجندى" والذى يعتبر خير دليل على تأثير المرأة فى المجتمع دون النظر لما يرفضه الناس أو يقبلونه، بدأت تلك السيدة رحلتها مع ركوب الإسكوتر منذ 7 سنوات، فبعد تخرجها فى كلية الآداب قسم الآثار عملت كمسئولة عن قسم السيدات بإحدى شركات تعليم ركوب الإسكوتر، ثم تمكنت من تأسيس الأكاديمية الخاصة بها لتعليم الفتيات ركوبه، فأصبحت صاحبة أول أكاديمية لتعليم ركوب الإسكوتر بالإسكندرية.
سالى الجندى
تخرج على يديها 10 دفعات على أتم الاستعداد لقيادة الإسكوتر، فكانت ترى دائماً أن مهمتها هى تصحيح صورة ركوب الفتاة للموتوسيكال لدى رجل الشارع العادى، واليوم هناك أكثر من 500 فتاة تستقل الإسكوتر فى شوارع الإسكندرية، على حد قولها.
سالى الجندى
وعبرت سالى عن فرحتها بما حققته فى هذا المجال قائلة لـ "اليوم السابع": أشعر بأننى حققت إنجاز كبير عندما أرى فى كل شارع وإشارة مرور سيدات وفتيات من جميع الأعمار يركبن الإسكوتر، فترى سالى أن الإسكوتر كوسيلة مواصلات آمنة أفضل من التعرض للتحرش بالمواصلات العامة، وأضافت أن الأكاديمية تقوم بعمل حملات توعية على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، تستهدف من خلالها توعية المواطن فى الشارع ليتعامل مع راكبة الإسكوتر بشكل لائق، واستبدال التعليق بالكلمات الخارجة بضمان سيرالفتيات فى أمان وسط بقية وسائل المواصلات.
تعليم الفتيات ركوب الاسكوتر
أثناء تعليم الرجال
وفى سابقة هى الأولى من نوعها فتحت سالى فى الأكاديمية بصحبة صديقتها وزوجها إمكانية تعليم الرجال أيضًا، وهو ما أدهشها عندما توافد الكثيرون على الأكاديمية لتعلم الاسكوتر.
سالى وصديقتها
"إحنا بنحل مشاكل اجتماعية كتير بتعليم ركوب الاسكوتر"، بتلك الكلمات وصفت سالى ما تراه من أهمية مجتمعية تقدمها بتعليم الاسكوتر، فتعتبر سالى أن ركوب الأسكوتر لم يعد أسلوب حياة فقط، بل حل لمشكلات كثيرة مثل التحرش فى المواصلات، أو البطالة فى الآونة الأخيرة، حيث استعان بها الكثير من الشاب والفتيات لتعلم الاسكوتر والموتسيكلات لاستغلال ذلك فى عمل خاص بهم فى توصيل الطلبات.
بالإضافة لحل مشكلة النفقة والضائقة المادية بعد الطلاق للكثيرات، اللائى استعن بها لتعلم الاسكوتر وتوصيل أطفالهن للمدارس فى الصباح لتوفير مصروفات كثيرة.
سالى
أما عن تعليم الرجال تقول سالى "علمنا شباب كتير من محافظات مصر، يتراوح أعمارهم بين 19 و45 عام"، مضيفة أن الشباب تهافتوا على تعلم الاسكوتر لاستغلاله فى الذهاب للعمل، أو لفتح باب رزق جديد لهم، وهو ما أسعدها كثيرًا وشجعها على استكمال مسيرتها، وشعرت أنها تساهم فى حل المشكلات المجتمعية.
وأكملت سالى حديثها قائلة: اطلقوا على لقب "المرأة الحديدية" لأننى صممت على فعل أمور كثيرة وبالفعل حقتتها، فاليوم تمكنت من توصيل ما اتمنى من توعية لدى الناس عن أى فتاة تستقل الإسكوتر.
سالى الجندى
بعد عامين من العمل المتواصل لتغيير ثقافة المواطن العادى بتقبل ركوب الفتيات بالاسكوتر فى الشارع، وجدت سالى أن هناك الكثيرون لا يعرفون أى شىء عن الاسكوتر، وعبرت عن ذلك قائلة: "اتصدمت لما لقيت ناس لسة ماتعرفش يعنى إيه سكوتر، وحلوله لمشكلات كتير، فبدأت أنزل للأماكن الشعبية زى باكوس وسيدى بشر لنشر الفكرة"، لتساهم فى تغيير ثقافة تقبل الناس لركوب الاسكوتر.
"رسالتى للأهالى ماتخافوش على بناتكوا"، تلك الرسالة التى اختتمت بها سالى حديثها، والتى حثت الأهل من خلالها على الاطمئنان فى حال ركوب بناتهم للاسكوتر باعتباره أفضل وسيلة مواصلات لتجنب التحرش وللهروب من زحام الشوارع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة